كانت جالسة جواره تنظر الي تلك الممرضة بغضب و قد احتقن وجهها ...
ما بال تلك المرأة تحاول و بكل الطرق الاقتراب منه ...
و هو جالس غير مهتم يرسل لها نظرات جذابة من عيناه المغرورة .. و لا يتكلم أو.يتجاوب و.لكن تلك الممرضة الحسناء كان من الواضح عليها اعجابها الشديد به و لوعتها عليه .. كما كان واضح عدم اهتمامه و كذلك غيرتها التي كان يراقبها خلسة وهو يتظاهر بأنه يتصفح هاتفته بلا اهتمام ...
نظرات عيناها نحوه و نحو الممرضة الحسناء كانت تجعله يشعر بالسعادة العارمة و لكن رغم ذلك هو يتظاهر بعدم اتهمامه ....
تبتسم هي للممرضة عندما تناظرها و سرعان ما تقضب حاجبيها باستنكار ...
ليضحك هو بخفة فتنظر له باستغراب ...
_ نور : بتضحك علي ايه ؟!!
_ عاصم : عليكي
_ نور : علياا !!!!
_ عاصم : مش عارفة تبقي منافقة خالص
_ نور بارتباك : أزاي ؟!!
_ عاصم : يعني انتي مش مستلطفها مش عارفة تبتسمي في وشها باينه اوي في عنيكي
_ نور : يسلام و عرفت الكلام دا كلو منين ؟!
_ عاصم : من عنيكي طبعا
اقترب منها لينظر مباشرة في عيناها بينما ابتسمت هي برقة وخجل ....
دخلت الممرضة مرة أخري فلاحظتهما ... و تنحنحت ..
نظرت لها نور بارتباك و نظر لها عاصم بثبات
_ سيرين : د / عاصم أنا عاوزة حضرتك في كلمة علي انفراد
_ عاصم بجدية : اتكلمي يا سيرين خير في حاجة ؟!
نظرت سيرين باتجاه نور ففهمت نور أنها تود أن تقول شئ لا تسمعها فقامت نور من مكانها و لكنها تفتجأت بيديه تحتضنان يداها بخفة ....
_ عاصم : عاوزة تقولي حاجة قوليها قدمها انا مبخبيش حاجة عن خطيبتي .*******************
_ هتفضلي ساكتة كدا كتير
قالها مالك بنفاذ صبر و هو يتأمل جانب وجهها الذي يأبى ان ينظر نحوه بانكسار
_ مالك : يا مروة حرام عليكي الي بتعمليه فيا دا
لاحظ تلك اللالئ تلمع في عيناها فعرف أنها تقبل علي البكاء مرة أخري ....
_ مالك : طب قولي لي حاجة .. اشتميني ... هزقيني ... بس بلاش عقاب السكوت دا
اغمضت عيناها تحاول كبح دموعها و لكنه قد أكتفي من ذلك الصمت اقترب منها بلوعة و أمسك يدها بنعومة ....
_ مالك : مروة ليه كدا .. ليه عملتي في نفسك و فيا كدا
صمت قليلاً ... و لكنه اردف قائلا
_ مالك : دا انتي اول حب في حياتي ... عارف ... عارف اني غلط في حقك لما اتجوزت و بعدت عنك و كنتي اتعلقتي بيا و كنت عارف ... بس ربي وحده الي يعلم انا تعبت قد ايه في بعدك و اتأكدت اني بحبك و مش قادر أكمل و ابعد .. زي مكان ظلم ليكي كان موت ليا .. ارجوكي .. ارجوكي يا مروة متحكميش عليا بالاعدام و تبعديني عنك تاني ...
مسح بعض تلك الدموع التي نزلت دون شعور منه بطرف أصابعه ليقول و قد احدت كلماته و أكمل قائلا :
انا بحبك و مش هقدر ابعد عنك حتي لو كان دا قرارك فقراري مفيش منه رجوع .. انتي ليا و انتهي الكلام
و خرج سافقا الباب و راءه تاركا اياها في حيرة ...
ووسط دموعها انطلقت منها ضحكة قد حضرت بعد اشتياق ...****************
_ الممرضة : خطيبتك ؟!!!!!
_ عاصم : بالظبط كدا .. في ايه بقاا
_ الممرضة : لا ابدا و لا يهمك حاجة مش مهمة
_ عاصم مشيرا إليها بالذهاب : اتفضلي
عاود النظر مرة أخري إلي الهاتف و هو يتخيل ملامحها ....
و كما توقع ...
اقتضاب حاجبيها بعنفوان ....
جحوظ عيناها دهشة . ..
و الاروع ... هو ذلك الاحمرار الذي يضغى علي وجهها عند خجلها أو توترها ....
رباه ...
لقد أصبح يحفظها عن ظهر قلب ....
_ نور : انت ... انت قلت ايه دلوقت ؟!!
صمت و لم يعقب أكتفي فقط بابتسامة خافتة فسرتها هي بسخرية ....
فهي بدورها قد حفظت ايمائاته ...
_ نور : بقلك قلت ا ....
قطع كلامها صوت ممرضي أخري وهي تقول بعملية ..
_ الانسة نور .. الانسة مروة عاوزة حضرتك
قامت من مكانها و لكن قبل خروجها ارسلت له نظرة استطلاعية قبل أن تخرج زافرة بحنق مع تورد خداها ....
أما هو فقد ابتسم لمكانها الفارغ بشرود
قبل أن يعاود النظر إلي هاتفه مبتسما ......
فها هي صورتها تزين هاتفهه بكبرياء
أنت تقرأ
على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )
Romanceالمقدمة : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد بأن هناك سفينة تبحر دون مقصد في دروب الحياة ... زادها الخيال وونيسها الذكرى ... و في ليلة فضية ... ليله تربع فيها ضوء القمر علي عرش الظلام ... و تزينت سماء الدنيا بلمعان النجوم ... غطست دون وعي في ب...