سجل يا تاريخ ....
ابتسمت لنفسها وللمرة العاشرة في المرآة و هي تتذكر ذلك اليوم عندما أصر ان يوصلها للمنزل ...
فالشتاء يفرض نفسه ..كانت السيارة تسير ببطئ و الصمت يلف المكان و هي تراقب عضلة فكة الأيمن المواجه لها ينقبض ببطئ ...
حسنا هو غاضب ...
و هي ؟
هي تشعر بذلك الاحساس الخبيث بالفرحة الغريبة!!!_ نور : عاصم
لم يأتيها رد ... فقط اغمض عيناه و ظل محتفظا بصمته ...
_ نور : علي فكرة دا يبقي ابن خال أميرة زميلتنا و كان بيسألني عنها
_ عاصم : ودا يخليكي واقفة معاه اكتر من تلت دقايق ... و ضحكتك من هنا لهناو اخيرا حضر الصوت!!
و النظرة غائرة غاضبة
تقابلها إبتسامة ماكرة ببرائة مصطنعة!!!_ نور : قلتلك كنت واقفة بشرحلو يلاقيها فين
و سكتت و صمت و أدارت وجهها أما هو فنظر لها بطرف عينه و في قلبه الكثير ليقوله
_ نور : و بعدين انت مالك اصلا
و داهمه سؤالها بل جعله يتشتت قليلا ...
و هذا لم يخفى عنها فا-يمائاته أصبحت لها كتاب مكشوف!!
ظلت تنظر له منتظره الرد ..
وهي في كامل العلم أنه لم ولن يرد ...و لكن خانها الظن ...
فقد رد بطريقة خاصة ...
اقترب ... و احتلت رائحة عبقه الجو ..
نظرت بعينان متوجستان له و بريق عيناه الرمادية الثائرة غريب ... مخيف ... و ساحر_ عاصم : من هنا ورايح هيبقى ليا في كل حاجة يا نور .. كل حاجة
و شدد علي اخر كلماته ...
و الابتسامة العابثة تشق جانب وجهه لتظهر غمازتاه بافتتان
هذا الرجل خطير ...
و قربه منها خطير ....
حتى رائحة عبقه ...
لا تقل خطورة ...مد يداه و في حركة ماكرة لامس يدها بمكر ليستشعر ارتجافتها الناعمة و احتقان وجهها ..
ابتسم بشقاوة و هو يفتح لها الباب و هو يتعمد أن يلامس كفها_ عاصم : اتفضلي
ترجلت ببط ئ من السيارة و مشت متثاقلة للداخل بينما هو ظل في السيارة يراقبها و ابتسامه مريبة تشق وجهه ...
نور ...
نور حياته ...
و ضياء عمره ...
لم يبقى سوى القليل ...
فقط القليل!!!*****************
دخل شقته الواسعة التي تطل علي نيل مصر الساحر في تلك الأجواء الشتوية الناعمة
نظر للداخل فسمع صوت ...
ابتسم ببلاهة لصديقه الذي يحاول جاهدا أن يحضر طعام العشاء و كالعادة ....
فشل ..._ عاصم : فشل ذريع
_ شريف : عيب عليك دا الشيف الشربيني بيتعلم منيابتسم له ساخرا و التقط ثمرة التفاح الموضوعة علي الرف و نظر له ماليا قبل أن يقول ...
_ عاصم : طردت نور ليه من المحاضرة يا شريف
_ شريف : كانت بتتكلم
_ عاصم : بس انا قلتلك بلاش تحرجها .. نور بزات يا شريف
_ شريف : اشمعنى يعني
أنت تقرأ
على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )
Romanceالمقدمة : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد بأن هناك سفينة تبحر دون مقصد في دروب الحياة ... زادها الخيال وونيسها الذكرى ... و في ليلة فضية ... ليله تربع فيها ضوء القمر علي عرش الظلام ... و تزينت سماء الدنيا بلمعان النجوم ... غطست دون وعي في ب...