الفصل الثالث و العشرون

5.8K 154 3
                                    

سجل يا تاريخ ....
ابتسمت لنفسها وللمرة العاشرة في المرآة و هي تتذكر ذلك اليوم عندما أصر ان يوصلها للمنزل ...
فالشتاء يفرض نفسه  ..

كانت السيارة تسير ببطئ و الصمت يلف المكان و هي تراقب عضلة فكة الأيمن المواجه لها ينقبض ببطئ ...
حسنا هو غاضب ...
و هي ؟
هي تشعر بذلك الاحساس الخبيث بالفرحة الغريبة!!!

_ نور : عاصم

لم يأتيها رد ... فقط اغمض عيناه و ظل محتفظا بصمته ...

_ نور : علي فكرة دا يبقي ابن خال أميرة زميلتنا و كان بيسألني عنها
_ عاصم : ودا يخليكي واقفة معاه اكتر من تلت دقايق ... و ضحكتك من هنا لهنا

و اخيرا حضر الصوت!!
و النظرة غائرة غاضبة
تقابلها إبتسامة ماكرة ببرائة مصطنعة!!!

_ نور : قلتلك كنت واقفة بشرحلو يلاقيها فين

و سكتت و صمت و أدارت وجهها أما هو فنظر لها بطرف عينه و في قلبه الكثير ليقوله

_ نور : و بعدين انت مالك اصلا

و داهمه سؤالها بل جعله يتشتت قليلا ...
و هذا لم يخفى عنها فا-يمائاته أصبحت لها كتاب مكشوف!!
ظلت تنظر له منتظره الرد  ..
وهي في كامل العلم أنه لم ولن يرد ...

و لكن خانها الظن ...
فقد رد بطريقة خاصة ...
اقترب ... و احتلت رائحة عبقه الجو  ..
نظرت بعينان متوجستان له  و بريق عيناه الرمادية الثائرة غريب ... مخيف ... و ساحر

_ عاصم : من هنا ورايح هيبقى ليا في كل حاجة يا نور .. كل حاجة

و شدد علي اخر كلماته ...
و الابتسامة العابثة تشق جانب وجهه لتظهر غمازتاه بافتتان
هذا الرجل خطير ...
و قربه منها خطير ....
حتى رائحة عبقه ...
لا تقل خطورة ...

مد يداه و في حركة ماكرة لامس يدها بمكر ليستشعر ارتجافتها الناعمة و احتقان وجهها ..
ابتسم بشقاوة و هو يفتح لها الباب و هو يتعمد أن يلامس كفها

_ عاصم : اتفضلي

ترجلت ببط ئ من السيارة و مشت متثاقلة للداخل بينما هو ظل في السيارة يراقبها و ابتسامه مريبة تشق وجهه ...
نور ...
نور حياته ...
و ضياء عمره ...
لم يبقى سوى القليل ...
فقط القليل!!!

*****************
دخل شقته الواسعة التي تطل علي نيل مصر الساحر في تلك الأجواء الشتوية الناعمة
نظر للداخل فسمع صوت ...
ابتسم ببلاهة لصديقه الذي يحاول جاهدا أن يحضر طعام العشاء و كالعادة ....
فشل  ...

_ عاصم : فشل ذريع
_ شريف : عيب عليك دا الشيف الشربيني بيتعلم مني

ابتسم له ساخرا و التقط ثمرة التفاح الموضوعة علي الرف و نظر له ماليا قبل أن يقول ...

_ عاصم : طردت نور ليه من المحاضرة يا شريف
_ شريف : كانت بتتكلم
_ عاصم : بس انا قلتلك بلاش تحرجها .. نور بزات يا شريف
_ شريف : اشمعنى يعني

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن