الفصل السادس عشر

6.4K 178 2
                                    

هي الحياة
هي الأم الروحية ...
و الابنة ..
و العاشقة الصامتة ...
هي العمر ..
هي الصبا
هي مروة ....

لم يستطع مشاركتها نفس المكان  بعد ذلك اليوم العقيم الذي عاشه معها .. حتي أنه لم يعد بمقدوره أن يشاركها حتى الطعام في ذلك اليوم و فر هاربا ...
نعم .. فر هاربا ...
هو مالك سيف الدين سقطت نفسه حزنا و هدمت حصونه .. و ليس هذا فقط بل فر هاربا من حب ...
و الغريب أنه يشعر بأنه ليس بزائف ...
و الان هو يقف و لأول مرة يظهر و بيده لفافة تبغ غير مشتعلة ... و عيناه تنظر للبعيد ...
شرود يكاد يتحول الي موت صامت
تنحنح ليجلي صوته وهو يراقب صديقه و لايزال في حالة صامته فبالامس جاء إليه و كان في حالة لايرسى لها و كان هو اول مرة يرى صديقه في مثل تلك الحالة ...
و في لحظتها تاكد أن الموضوع ليس بسهل بالمرة كما كان يظن من خلال نور ...

_ عاصم : دي الكوباية رقم كام دي

لم يسمع ردا فقط مالت عيناه نحو اكواب البن الكثيرة الموضوعة بشكل عشوائي علي المنضدة ....

_ عاصم : انت عمرك ماكنت كييف قهوة ايه الجديد

_ مالك : الجديد .. إن في جديد

و اليكم حرية الفهم ....
قالها و ترك المسكين الآخر يفكر في دائرة مغلقة .. لا يفهمها الا عاشق توه يشعر بالجرح و يأبي النسيان ..
أما عاصم فقد تيقن أنه لن يفهم تلك الاحجية الا من صديقه المتألم ... صمت وهو يعرف انه سيكمل كلامه .. فمن الواضح أن لديه الكثير ليرفه ...

_ مالك : بتحب !! ...  و دي كانت اخر حاجة كنت اتوقعها في حكايتنا ... و بكل بساطة جاية تقولي أنها ... بتحب

صمت للحظات وهو يغلق عيناه بألم .. بينما اعتدل الآخر وهو يستمع له باهتمام عله يفرغ ما في قلبه و يرتاح ..
ولكن هيهات ...
فأي عاشق ذاك من زاق لوعة الحب و لم يتألم من حرارة الفراق

_ مالك : انا مش قادر اصدق ان كل حاجة عندها كانت سهلة كدا .. و قدرت بكل سهولة تخرجني من قلبها و تحط حد غيري دنا كنت كاتبها باسمي من و هي صغيرة و سبت الدنيا علشانها

صمت و فتح عيناه وهو يقول بنبرة شجن

_ مالك : الله يسامحك يا مروة ... الله يسامحك .. طب كنتي علمتيني ازاي انساكي أو حتي اخرجك من قلبي .. دنا حاسس اني بحبك انهردا عن أي يوم تاني

و اما عن الأخرى فكانت في حالة غير طبيعية ... بكاء متواصل و صراخ صامت .. و اهات الروح التي لم تخرج إلا بعد يومان من غيابه و عدم رده علي مكالماتها ....
كانت تشعر بالم لا يأتي بعده الم ... كانت تشعر بأن الروح تسرق منها يوما عن يوم   .
الا يشعر بها  ... الا يشعر بأنها تموت هنا لأجله
سحقا لتلك الحروف المتهورة التي نطقت بها عن غير قصد   
هي الآن متأكدة أن اختفاءه لم يكن بصدفة   .
و الان هي متأكدة أنها .. لا تحبه بل تعشقه و لا تريد أن يبتعد عنها مرة أخرى   
و من غيرها ستتحملها في تلك اللحظة ؟!!
نور ....

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن