الفصل السادس و العشرون

5.7K 158 2
                                    

في يوم من الايام  ...
سُئلَ حكيم ...
ما هو الحب ؟!!
فابتسم الحكيم برزانة ليضيف :
الحب هو مثلا اذا كنت تسير في اراض صحراوية جافة و قد جف ريقك و ها انت علي وشك الضياع!! ... فتنزل قطرات من المطر لتضفي نيرانك و جفافك .. لتشعر معها بعودة الحياة

نظر حمدان من خلف نظارته الطبية ذات الاطار السميك الي صديقه الجالس امامه شاردا في عالم اخر ..
ابتسم حمدان له و هو يقف ليجلس علي الكرسي المقابل له ليقول بصوته الاجش

_ حمدان : نفسي اعرف الجدار دا في ايه بيخليك تيجي تسرح فيه كدا كل ما تيجي هنا

نظر له شريف ثم ابتسم بجدية
_ شريف : ما انا بقالي ساعة قاعد ان ماعزمت عليا بكوباية مايه
_ حمدان : هو مش انت لسه شارب شاي في القهوة هي بعزقة فلوس

ضحك شريف علي صديقه و هو يقف يتجول بين الكتب المختلفة في مكتبة حمدان الصغيرة ... رأي حمدان صديقه يتجول بصمت و تأمله قليلا قبل ان يقف و يقترب اليه

_ حمدان : شريف .. انت كويس .. في حاجة ؟!

امسك شريف قي يده كتابا و لعب في اوراقه باصابعه بعشوائية قبل ان يقول بشرود

_ شريف : غادة

و قص عليه كل ما حدث و لم يتعجب كثيرا عندما لمح ردة فعل حمدان عندما اخبره انه طلب يدها للزواج و انه مصر علي تلك الزيجة حتي و ان رفضت هي ...
حمدان رجل حكيم لم يتعجب من ان فرق السن بينه و بين غادة عشرة اعوام
بل كان تعجبه بسبب اصراره الجاد و الحاحه المستمر بالزواج ... و تملصه الدائم .. و تحججه بانها صغيرة و هو ابن عمها الكبير
ما كان يتعجب منه حمدان حقا هو شريف و تلك الحالة الغريبة التي يعيش تفاصيلها
ابتسم حمدان بتفهم ...
و اخيرا فهم سبب الشرود ...
سبب التأخير ..
سبب غيابه الدائم ...

_ حمدان : انا كدا فهمت
_ شريف : فهمت ايه ؟!
_ حمدان : انت بتحب يا صاحبي

ببساطة شريف يحبها

******************
و بحلول المساء فتحت عيناها بهدوء لتتسلل الانوار الي عيناها ...
نظرت جوارها وجدته يقبع جانبها ممسكا بيدها مستحوذا عليها
نظرت له بينما هو نهض مبتسما ...

_ نور : اغمي عليا ؟
_ عاصم : ايوه
_ نور : انا كدا لما بحس بضغط بيغمى عليا
_ عاصم : الف سلامة عليكي

ابتسكت له و لطن سرعان ما شعرت بكفها المأسور بين اصابعه حاولت ان تسحبه و لكنه شدد عليه اكثر ليضيف بنبرة مرحة

_ عاصم : بس كدا في مشكلة .. يعني المفروض اما اجيبك تزوري اي حد في المتشفي احجز اوضه زيادة جمب المريض

ضحكت عليه و هي تضربه بخفة بينما اقترب منها ليزيح خصلة من جائل شعرها اابندقي و هو يهمس

_ عاصم : تعرفي ان شكلك حلو لما بيغمي عليكي ؟

ابتسمت بخجل و قد احمر وجهها بينما برقت عيناه بسعادة و في تلك الاثناء دلفت والدتها الي الغرفة ... ارتبكت نور قليلا و نظرت لها بتشتت ... بينما نظر لها عاصم بثبات و ابتسامة جذابة
ما زاد اندهاش نور و هو تعامل والدتها السلس معه و كأنه فرد في العائلة .. و الادهي انها حتي لم تعقب غلي اي مما رأته هي تقدمت من ابنتها بعد ان استأذن هو ..

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن