الجزء الرابع ( شبيهة لوحتي )

11.2K 286 5
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظ و كان اليوم أكثر نشاطا عن كل يوم ... و كيف لا ...
إنه يوم الحرب .. إنه التحدي و أي تحدي
دخل الحمام و أخذ برنامجه الصباحي كله و خرج الي باس المدرسة بعد إلقائه بالسلام السريع ....
وفي الغرفة المقابلة لغرفته ... كانت تتحدث علي الهاتف مع صديقتها مروة ...
_ نور : دلوقت انا أعمل إيه اتصرف ازاي
_ مروة : يا بنتي انتي مالك مكبرة الموضوع كدا ليه كل الحكاية هتروحي الكلية و تسألي عن الدكتور " عاصم الأسيوطي " وهما هيدلونا عليه او ندلهم الموبايل وهما يتصرفو
_ نور : لا يا مروة انتي بتقولي ايه انا لازم اديهوله بنفسي
_ مروة : خلاص قومي اللبسي بس انتي دلوقت و هنتصرف
_ نور : اوك سلام
_ مروة : سلام
و بدورها قامت وأدت فرضها و خرجت من المنزل متجه الي سيارة والدها الذي سار بها وسط شوارع القاهرة متجها للجامعة ......

**************
و في وقت الاستراحة ...
_ أحمد : مستعدة
_ فريدة بتحدي : يلا نبدأ
و بالفعل بدأت المباراة ...
لاحظ تحسنها و لكن رغم ذلك كان.متقدما عليها بفارق كبير .. شعر بأن قولها قد ضعفت و بدأت بالإستسلام فأراد أن يشعل حماسه ...
و ما يستفز فريدة ؟!!
غير شعورها بالضعف مهما كان ...
_ أحمد بثقة : قلتلك إنتي مش قدي استسلمي
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقف في مواجهته و قد جذبه تلك.الحمرة الرائعة التي ظهرت علي وجهها الجميل ...
وقالت بثقة و قد لمعت عيناها بالتحدي ...
_ فريدة : مش أنا إلي أستسلم من أول جولة
و قامت ممسكة بالكرة ووقفت و عيناها تشع عزيمة و تحدي ...
زاد إعجابه بها و لم يستطع إخفاء تلك الإبتسامة التي ظهرت علي شفتاه وهو.يراقبها تتقدم منه لتبدأ المباراة ....
كانت تجري وتثفز برشاقة و كان يراقبها و مع ذلك كان يلاعبها و يفوز هو ...
خارت قوها و جلست أرضا ووضعت وجهها أرضا بحزن راقبها بعينان يملأها العطف ...
و تقدم و جلس القرفصاء أمامها رغما عنه تأمل جانب وجهها الذي كشفه شعرها المتمرد الذي اخفي عنه الجانب الأخر ...
لم يعرف كيف يبدأ أو لما التوتر ... لا يعرف كيف يتعامل مع تلك الفريدة و هذا بالرغم من تعامله المستمر مع الإناث الا انه يعترف بأنه لا يستطيع التعامل مع تلك العنفوانية ...

_ أحمد : فريدة عادي دا game واحد عادي يعني
_ فريدة : أنت جاي ترميلي شفقتك!؟ و فرها انا مش محتاجاها انا أقدر ألعب و ..و
شعر بأنها علي وشك البكاء فحاول أن يهون عليها فقال بنبره حانية
_ أحمد : فريدة
قالت بكبرياء
_ فريدة : عاوزة ابقي لوحدي ممكن
لم يضغط عليها أكثر فقط نظر إليها و لتلك العبرات الحبيسه داخل عيناها الذي توهج شعاع العسل فيها بحزن و كبرياء ...
و خرج من القاعة تاركا إياها تبكي بصمت و هي تردد ..
_ فاشلة فاشلة إنتي فاشلة

*************
كانت جالسة في المدرج الثاني تجاورها مروة و كانا يتحدثان حتي سمعا صوت الطالبات يتكلمن فصمتا ليسمعا ...
_ الطالبة الأولي : هو دكتور عاصم ماله أتأخر كدا ليه انهردا
_ الطالبة الثانية : طبعا من حقو و هو دا لو متأخرش مين الي يتأخر
_ الطالبة الثالثة : يخربيته دا عليه جوز عيون يهبلو و لا شعره و دقنه آاااه
_ الطالبة الأولي : أمووت و أعرف رقم تليفونه إيه
نظرت مروة لنور و غمزت لها بشقاوة ...
_ مروة : بيتكلمو علي صاحب الفون يا جميل دول لو عرفو انك معاكي الموبايل نفسه هيكلوكي حية
_ نور : بس يا بت وطي صوتك ليسمعوكي
_ مروة : انا من رأيي احنا مندهوش الفون و نبيع رقمه لبنات الدفعة الغلابة دول
_ نور ضاحكة : دا احنا هنلم لم
_ مروة : دا احنا ننافس محمد رمضان في عدد العربيات الي هنشتريها من الفلوس الي هنلمها
ظلا يضحكان حتي خفت الصوت تدريجيا حتي اختفي تماما و ظهرت مكانه اصوات خطوات ثابتة .. واثقة .. و جادة ...
_ عاصم : سلام عليكم
_ عليكم السلام
أخرج عاصم نظارته الطبية و لبسها فأعطته مظهرا جادا و زادت من وقاره ...
_ عاصم : حد يفكرني وقفنا فين المحاضرة الي فاتت
رفعت نور يدها ووقفت تشرح أخر محاضرة له بسلاسة و بعد انتهائها لاحظت أن نظراته لها قد طالت لمدة قبل أن بتنحنح و يسمح لها بالجلوس ...
_ مروة : هو ماله بصلك جامد كدا ليه ؟!!
_ نور : مش عارفه
و لم تعطي اهتماما الأمر أما هو فقد ظل يفكر طيله المحاضرة في تلك الجالسه هناك تكتب ما يقول بإهتمام و زاد اندهاشه عندما انتهت المحاضرة ونادته عندها تيقن أين رأي تلك الأنثى البريئة إنها هي ...
_ نور : د/ عاصم موبايل حضرتك وقع منك.امبارح حاولت اوصل لحضرتك بس ملحقتش
_ عاصم بصوته الرخيم : لا و لا يهمك يا أنسة ...
_ نور : نور .. نور عز الدين الكيلاني
_ عاصم : شكرا يا آنسه نور
راقبت تسير بهدوء و بعيناه الشبيه بالصقر بلونها الرمادي الجذاب ....
ابتسم نعم هي ...
شبيه لوحته ...

**************
كانت تسير في اتجاه الفصل و لكن اعترض طريقها مجموعة من الشباب الذي بدأو بالسخرية منها قائلين
_ حاتم : ايه دا مش هي دي فريدة الي مبتعرفش تلعب و فارضه نفسها برضو
_ دليدا : ايه يا فوفا عرفتي مكان الشبكة و لا أعرفك هي فين
_ أشلي : مبتعرفش تلعب و فاشلة
( فاشلة فاشلة فاشلة فاشلة )
أخذت الكلمة تتردد في أذنها بلا رحمة ووضعت يدها علي أنها علها تختفي عن مسمعها ....
و فجأة ظهر صوت أخر .. صوت رجولي عميق .. صوت أخرس الجميع
إنه هو .. أحمد ...
_ أحمد : ايه الي بيحصل هنا في ايه
_ حاتم : أصل احنا اتفاجأنا كلنا أن اسم فريدة مكتوب. ضمن.team basket ball المدرسة
_ أحمد : ايواا أنا إلي كتبته
_ الجميع بدهشة : إيييه
_ أحمد : اه فريدة هتلعب معانا و هتبقاا في التيم
_ دليدا بغيظ : بس هي مبتعرفش تلعب
_ أحمد بثقة : أنا إلي اقول مين الي بيعرف يلعب و مين مبيعرفش و لا نسيتو اني قائد التيم
_ حاتم : تمام يا أحمد
_ أحمد : تقدرو تروحو دلوقت و training هيبدأ بكرا يلا
غادر الجميع و ظلت هي واقفة واجمة تنظر له بزهول و شئ داخلها يدق بالسعادة...
_ فريدة : القائد ؟؟؟!!
ابتسم و لم يعقب قأكملت هي قائلة ...
_ فريدة : و ليه مقلتليش ؟!
_ أحمد : حبيت أخليكي تلعبي علي راحتك من غير قيود
_ فريدة : ايه الي خلاك تكتب اسمي في التيم
_ أحمد : حسيت انك شاطرة و بتلعبي كويس
ابتسمت بتهكم
_ فريدة : بلعب كويس؟!!!
_ أحمد : آه بتلعبي كويس و بكرا تشوفي
إستدار و ابتعد عنها بعض الخطوات قبل أن يرجع برأسه وهو يقول
_ أحمد : متنسيش اول تدريب ليكي بكرا
نظرت لمكانه الفارغ و هي لازالت لا تصدق ...
هل حقا أصبح في الفريق ؟!!
هل هو كتب اسمها بالفعل ؟!!
سحقا لما التفكير ...
نعم كتب و لما لا ... يقول انها ماهرة و تستطيع اللعب أن تمرنت لما لا يكتبها ...
و لكن شيئا ما داخلها أشعرها بالسعادة ...
رغما عنها ابتسمت قبل أن تحمل حقيبتها متجهه للفصل لتكمل هذا اليوم و تنهيهه ...
فهو حقا يوم غريب ......

******************
مر شهرين كاملين ...
كانت نور و مروة تذاكران استعدادا للامتحانات القادمة بعد شهر ...
أحمد كل يوم في تدريب أصبح تدريبا منفردا فقط لأجلها و زادت علاقتهما و تقربهما
عاصم لايزال كما هو غير أنه الآن يجهز لعوده صديقه مالك من السفر ....
**********
أما مع نور و مروة الجالستان في شرفة غرفة مروة ..
_ نور : أفف انا زهقت من المذاكرة
_ مروة : وانا فصلت انا هقوم اشم هوا
ووقفت علي السور تنظر للفراغ وقفت جوارها نور التي لاحظت علامات الحزن في عيناها ...
فسألتها بنبرة حانية
_ نور : مروة مالك في ايه ؟!! شكلك زعلانه
_ مروة : مفيش بس الامتحانات و ال...
_ نور مقاطعة : مروة متحوريش عليا انا عرفاكي كويس
تنهدت مروة بمرارة و أغلقت جفونها بحزن و قالت بنبرة يملأها الشجن
_ مروة : متقدملي عريس
_ نور : إيه عريس ؟؟ مين هو؟
نظرت مرة أخرى للفراغ وهي تنطق اسمه بألم مغلف بحنين ..
_ مروة : مالك ... مالك إبن خالتي

يتبع ...

___________________
شكرا للقراءة ...
يا ريت فوت للفصل لو عجب حضرتك و فولو ليا علشان تشجعني ..
و استنو الجزء الجديد أن شاء الله و.هحاول متأخرش فيه هو و الرواية التانية
أكمل ؟؟؟ 😊
____________________

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن