مر أسبوع كامل علي آخر لقاء لهما عند شجرة التوت ... أسبوع كامل تحاول الوصول إليه بشتي الطرق .. تحاول أن تلاقيه و لو لمرة واحدة لتعلمه بحبها الخجول ...
مرة واحدة ستعرفه مدي ضعفها أمامه ... و مدي قوتها بوجوده ... ستعرفه أنها تخاف ... نعم تخاف ...
فقط تخاف من الناس و كلامهم .. تخاف عليه و علي خسارته ... و لكنها تحبه و هذا الإحساس هو ما يسيطر عليها في تلك اللحظة المتهورة ....
وها هي تقف أمام باب بيته وحدها ...
مترددة نعم ... و لكن تلك العاطفة الهوجاء داخلها تدفعها للوصول إليه حتي و أن كلفها هذا القليل من التضحية ...
طرقت الباب بخجل و ذهب معها تلك القوة التي أتت بها الي هنا و كم لعنت نفسها في تلك اللحظة و تمنت أنها لم تفعل ذلك ...
حمدت الله أن لا أحد فتح الباب و قررت الذهاب بخفة و لكن الأمر لم يأتي في صالحها فما هي إلا دقائق قليلة و كان الباب يفتح ليطلق قلبها أولي دقااته اعلانا لعودته للحياة ..****************
مد يده ليقطع ورقة أخري من أوراق التقويم ( النتيجة )
ها هو اسبوع كامل مر عليه و كأنه عام ... كم هو يشتاقها ...
يشتاق لضحكاتها الطفولية .. و كلامها العفوي ... الي نظرات عيناها الناعسة .. و ابتسامتها الخجولة ... حتي تذمرها المقلق يشتاقه ...
سحقا إلي قلبا يرفض أن يكون قاسيا عليه ..
أي لعنة تلك التي تجعله في خضم غضبه منها يطالب برؤيتها ... أي نوع من السحر هذا الذي يجعل قلبه ينبض بعشقها و هو يراهن عقله بالنسيان
أي نوع من الساحرات هي ؟؟!!!
ولكن في ذلك الوضع أنه يطالب العقل لا القلب بأن ينسي حتي يعود للحياة ..
كان صوت العقل يخبره بأن النسيان ما هو السبيل الوحيد للتخلص من لعنة حبها ... اما صوت قلبه كان يصرخ انه لم و لن ينساها و لو بعد حين و أن النسيان ما هو إلا سبيل لإقناع نفسه بشئ مستحيل ...
سمع طرقات ضعيفة الصوت علي الباب كما أدرك أنه الوحيد في المنزل بعد سفر والديه للجدتهم في الريف و نور لا تزال في الرحلة مدتها شهر ...
خرج متجها للباب ليفتحه لتجحظ عيناه من المفاجأة و التي رغم غرابتها الا أنها جعلت قلبه يقفز من مكانه سعادة لرؤياها بعد اشتياق****************
نظر أحمد إليها في دهشة لينظر حوله بقلق و كان أحد يراقبه
_ أحمد : انتي ايه الي جابك هنا انتي مجنونة
_ فريدة : جيت أشوفك يا أحمد
_ أحمد : افرضي حد شافك هيقول عليكي ايه
_ فريدة : مش فارق معايا الا اني اشوفك
_ أحمد : امشي يا فريدة من هنا
_ فريدة : مش ماشية يا أحمد
_ أحمد : بقولك امشي يا فريدة
_ فريدة : قلتلك مش ماشية يا أحمد واهو
ثم جلست علي السلم رافعة عيناها إليه في تحدي
_ أحمد : بطلي عند و امشي بقلك ... الناس مش هيبطلو كلام عليكي
_ فريدة : أحمد
_ أحمد : امشي يا فريدة
_ فريدة : هستناك في مكانا يا أحمد ... عند شجرة التوت
صمت أحمد و لم يعقب بينما ابتسمت هي بود لترحل في صمت .. وقف هو يتأمل مكانها الفارغ و يبتسم ليتبين له أنه جديا اشتاق لتلك الفتاة و جنونها ....*******************
كانت تقف في المكان المفضل لهما عند شجرة التوت منتظرة مجيئة و كانت الشمس ترسل اخر شعاع لها وهي لاتزال تبحث عنه بعيناها ...
وهو لم يحضر ... ابتسمت باسي و لمعت عيناها بدموع سرعان ما نزلت بصمت ...
سارت بين الأشجار و هي تشعر بأن قلبها ينزف الما ...
لم يحضر .. أصبح لا يود رؤيتها ... كل هذا بسببها ..
_ غبية غبية
كانت تمتم بها وهي تعبر الشجرة العظمي التي كانا يقفان عندها كل مرة عندما يحضران الي هنا ....
و لكن فجأة شعرت بملمس يد امسكها بخفه لتجذبها إليه بخفة ... برقت عيناها في سعادة بينما تلاقت مع شعاع عيناه الرمادية ...
_ فريدة : أحمد
_ أحمد : إتأخرت عليكي
_ فريدة : وحشتني
_ أحمد : ……
_ فريدة بحزن : أول مرة اقلك وحشتني و متردش عليا يا أحمد
_ أحمد : انا قلتلك اكتر من وحشتيني و انتي رفضتي
_ فريدة : انا مرفضتش يا أحمد أنا ...
_ أحمد : لا رفضتي يا فريدة و نهيتي كل حاجة بكلمة انتي عارفة كويس اننا مش صحاب و لا عمرنا مكنا صحاب بس
_ فريدة : يا أحمد أنا بخاف بخاف
_ أحمد : بتخافي ؟!! بتخافي من ايه
_ فريدة : أحمد انت لازم تعرف حاجة مهمة جدا في حياتي من حقك تعرفها مستعد ؟؟
أمسك يدها باين و اجلسها جواره فاصبحا تحت ظل الشجرة تماما ...
_ أحمد : مستعد****************
_ فريدة : من سنتين قبل محول المدرسة الي انت فيها دي كان بيدينا مستر اسمه رجب لغة عربية المهم كنا في فترة الامتحانات و كان ليا أسئلة فخدتها معايا ليه علشان يجاوبهالي ... بعد الحصة استأذنت منه و بعدين هو حاول ....
_ أحمد بغضب : حاول ايه ؟!!
_ فريدة : ....
_ أحمد : حاول ايه انطقي ؟؟!
_ فريدة : حاول أنه يتهجم عليا لكن أنا لحقت نفسي وهربت بس طبعا جانبي حالة نفسية و قعدت في البيت بعد الامتحانات و قررت احول المدرسة خالص
_ أحمد : بس دا ايه دخله بحوارنا اساسا
_ فريدة : انا كنت بخاف أن الماضي يرجع مع كل حاجة حلوة بتحصلي .. انا عمري متعودت علي السعادة دي لازم تحصل حاجة تعلشان متكملش
_ أحمد : انتي مجنونة كنتي فاكراني هسيبك علشان حاجة تافهه زي دي ؟؟! ليه مجتيش وحكتيلي كل دا قبل ما يحصل كدا
_ فريدة : كنت بحاول اقلك بس مقدرتش يا أحمد مقدرتش
و وضعت يداها علي وجهها لتخفي الدموع التي سقطت علي وجهها بألم ...
نظر لها بحزن و أمسك يداها ليبعدها قليلا عن وجهها ....
_ أحمد : خلاص يا فريدة كل حاجة هتبقي تمام يا حبيبتي
نظرت له بسعادة و لمعت الدموع الندية في عيناها ....
_ فريدة : بحبك يا أحمد
_ أحمد : و انا كمان بعشقك يا روح أحمد
صمتت قليلا لتبتسم لعيناه في سعادة و لكنها قضبت حاجبيها باسي طفولي
_ أحمد : ايه مالك ؟!!
_ فريدة : انا جعانة
_ أحمد : لا انتي مجنونة************
ازيكو يا جماعة عاملين ايه ؟ يا رب تكونوا بخير كلكو .. شكرا علي القراءة ... و يا رب البارت يكون عجبكو معلش بقاا البارت دا صغير بس علشان أن بقالي أسبوعين مكتبتش فقررت اقسم البارت علي جزئين ....
يلا بقاا فوت البارت والي معملش فولو ... يلا فولو مي ...
و استنوا البارت الجاي انشاء الله في وقت قريب ...
#ملكة_سبأ
أنت تقرأ
على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )
רומנטיקהالمقدمة : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد بأن هناك سفينة تبحر دون مقصد في دروب الحياة ... زادها الخيال وونيسها الذكرى ... و في ليلة فضية ... ليله تربع فيها ضوء القمر علي عرش الظلام ... و تزينت سماء الدنيا بلمعان النجوم ... غطست دون وعي في ب...