الوتر الثاني ...
كانا جالستان في النادي و احدة تتكلم و الأخرى شاردة ... و الأولي تحاول تلطيف الأجواء و الثانية عابسة ...
و الأولي طفح كيلها ...
و الثانية لا تزال علي وضعها ...._ فريدة : قوليلي يا غادة يا حبيبتي انتي جايباني و مخلياني اسيب الكلية علشان تقعدي ساكتة كدا و لا درس جديد و لا ايه الحوار
سحقا ... لا تزال صامته .. لا و شاردة .
و لا تنظر لها ...
وهي فريدة ...
وفريدة تكره عدم الاهتمام ... و فريدة تسيطر و الاهتمام سيطرة ...
و غادة صامتة ... و الهاتف يرن ....
و غادة تغلقه و للمرة الخامسة.. ثم تصمت_ فريدة : غادة ... مش معقول كدا
_ غادة : طلب ايدي
_ فريدة : هو مين ؟!!
_ غادة : شريف
_ فريدة باندهاش : ابن عمك !!!!
اومأت برأسها بينما نظرت لها فريدة بدهشة لتنطلق منها ضحكة شقية ...
_ فريدة : طب تصدقي فعلا انا كنت حاسة من الاول
_ غادة : كنتي حاسة بايه !!!؟
_ فريدة : انو بيحبك يا هبلة
ابتسمت غادة ساخرة وهي تخفض بصرها وهي تسترجع كلماته عن العروس و ...
_ غادة : كلام فاضي
تمتمت بها وهي تسترجع بهدوء كلماته السامة التي ألقاها عليها ليلة أمس ... و أشعاره لها بأنها ليست صاحبة بيت .. أنه يضغط .. و يتحكم ... و سيطرته المطلقة تدفعها للجنون .. أما هو فيقف و يبتسم بكل غرور
_ فريدة : بتقولي حاجة ؟!!
_ غادة : هاه .. لا ابدا .. بقول يلا بينا علشان منتأخرش
و في طريقهما للخارج ... رأته يستند علي سيارته و ينظر لها بعيناه الحادة ... تقدم ناحيتها بهدوء ..
ذاك الهدوء الذي تخيلته فريدة .. مسكينة !!
لا تعرف أنه الهدوء ما قبل العاصفة ..
و الآخرى كانت ترى غضبه في عيناه التي رسمت بمكر ملامح برود كاذبة ...
ابتسمت فريدة و استأذنت للذهاب .. حتي يخلو للخطيبان الكلام ...
الم تقل أنها مسكينة !!!
لم تجعله يتفوه بكلمة أشارت له بيدها بأنها تريد أن تمر و مرت .. ودخلت السيارة و جلست ..
و تأهبت لسماع اسطوانة غضبه المعتادة ...
جلس جوارها و قاد السيارة ...
لما كل ما يفعله اليوم مناقض له ..
السيارة تسير بالسرعة العادية و في حكمه هذا بطئ ...
و كلماته ايضا خرجت بطيئة ..._ شريف : مبترديش علي مكالماتي ليه ؟
صمتت و صمتها قتله ... يكره التجاهل ... و يكره من يتجاهل و هذا قانونه الثاني ...
أوقف السيارة بسرعة .. بينما شعرت هي بأن لم يعد سوى القليل و يرتطم رأسها بالسقف ...
غبي ... تمتمت بها .. لا يتمالك نفسه عند غضبه .. و هي غضبه ..
او ربما ... نفسه !!!
أنت تقرأ
على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )
Roman d'amourالمقدمة : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد بأن هناك سفينة تبحر دون مقصد في دروب الحياة ... زادها الخيال وونيسها الذكرى ... و في ليلة فضية ... ليله تربع فيها ضوء القمر علي عرش الظلام ... و تزينت سماء الدنيا بلمعان النجوم ... غطست دون وعي في ب...