2'🔓

18.5K 310 46
                                    



" إنها أغراضَك لوكاس عِش جيداً يا رجل " ألقاها ذلك الضابطٌ السمين في طريقهما إلي الخارج ، فتحَ باب السجن الكبير بمفتاحهِ المعلّق في حزام خصره ، وتركَ لوكاس هناك يتنفس أخيراً بعد ثمانيّة سنوات من السجن ، الجميعُ يمتلك تلك المصائب التي تجعلهُ يوشك علي الجنون أحياناً ولكن حينما تتنفس ذلك الهواء اللعين خلف القضبان تستطيع أن تعرف الآن كم أنت مُرفهاً وأن سيّرك في ذلك الشارع بجانب تلك القطة المتسخّة في الزقاق رفاهية .

دلف لوكاس إلي شقتهِ في ميامي ، أين منزلهُ الفاخر الآن الذي يحوي جراچ يكفي لخمس سيارات وحياته الفارهه التي كفلتها له الملاكمة ولكن علي سبيل الإنصاف و مقارنة بالزنزانة الضيقة التي كاد أن يتعفن بها بدت الشقة رائعة جداً ، ألقي نظرات باردة علي تلك الأتربة التي تكسو الملائات البيضاء التي تُغطي بعض الاثاث وتذكّر أنهُ لم يقضي سوي شهراً واحداً في تلك الشقة اللعينة ، كان هذا الشهر كافياً لأن يكرهها طوال حياتهِ ، خلع عنهُ ملابسه ليدلف إلي الحمام أسفل الصنبور الذي اندفعَت منهُ مياه باردة كالثلج
حلقَ شعرهِ كما اعتاد أن يفعل ، لم ينظر إلي المرآه
بل نظر إلي عينيّه
' أقسم بذلك الظلام داخلكما سوف أقحمهما بهِ '
إبتسمَ ك شخص سيكوباتيّ قبل أن يخرج إلي الخزانة ليرتدي بنطالاً و سويت شيرت ثقيلاً بغطاء للرأس وشقّ طريقهِ للأسفل نحو ' مارل '

مارل الوحيد الذي يثقُ بهِ لوكاس هو الذي دربّه منذ أن كان في الرابعة عشر وحتي الرابعة والعشرون بعد أن أصبحَ جامحاً في الملاكمة ، كان لهُ بمثابةِ كل شئ ، كان يظن ان كل ما يجمعهما هي الصورة النمطية لعلاقة رجل ومدربه الخاص ولكن كان مخطئاً
فحينما اوقفه الاتحاد من ممارسة الملاكمة ظل مارل بجانبه كأنما لم يتغيّر شئ
وحتي حينما دخل الي السجن كان مارل أحد الاشخاص القليلة التي ظلت تزوره وتوفر له ما يحتاج .
كان شخصاً يوثق به
ولولا فقط أحد عينيّه المصابةِ لكان شخصاً كاملاً بكل شئ .

دلف لوكاس إلي نادي ' البطل ' مازال قديماً كما شهدهُ تماماً ، وجههُ مغطي بفعل غطاء التيشرت فوق رأسهِ ، ثم إلي الغرفة الشاحبّة التي توجد آخر الردهة

" يَسوع ، أنت لم تفِر هارباً من السجن " ألقاها مارل وهو ينهض عن الكرسيّ ليمر عبر المكتب فتضئ خصلات شعرهِ الرماديّة .

جلس لوكاس علي الأريكة :
" إستقبالُ سئ "

جلس مارل بجانبهِ وربّت علي كتفهِ :

" من المفترض أن هناك عامان باقيّان "

سحب لوكاس علبةِ الدخان :
" تجاوزتهما لحُسن الخلُق "

مزحَ مارل :
" حُسن الخُلق هاه إنها معجزة "

" لنقل أني أردتُ أخذ انتقامي مبكراً " ألقاها لوكاس وهو يُشعل سجارتهِ

Dusk love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن