لقاء العم

18.9K 572 68
                                    


: أمي إلى أین نذھب ؟

سألت الفتاة الصغیرة الجالسة بجوار كرسي السائق بتملل ..

: لزیارة صدیق یا عزيزتي .

أجابت المرأة خلف المقود .

: أعلم ولكن لقد قطعنا مسافة طویلة بالفعل متى سنصل؟

أخفضت ماري راسھا وھي تنظر الى الطریق الطویل أمامھا ، لم تكن تصدق أنھا وبعد كل ذلك الوقت قد تأتي الى ھنا مرة أخرى على الأقل لیس في الواقع .

: أمي !

التفتت ماري قائلة : ماذا؟

: لقد شردت مرة أخرى .

ابتسمت ماري ثم قالت : أتعلمین ھناك بحر جمیل تستطعین رؤیتھ إذا استطعنا الوصول الى ھناك .

ولأول مرة منذ صعدت بیلا السیارة بدت تظھر على وجھھا علامات السعادة فقالت بسرعة وھي تمیل بجسدھا: ھل ھنالك أصداف ؟ ھل أستطیع جمعھا ؟

: نعم و ربما . ابتسمت بیلا ثم عادت بجسدھا الي الخلف .

وبعد مدة توقفت السیارة قبل بوابة المنزل الضخمة ، في الحقیقة ھو لم یكن منزلا على الاطلاق بل كان قصرا أجل كلمة قصر تبدو مناسبة اكثر.

كان ذلك القصر یقع على احد الشواطى المعزولة تلك التي یتوجب علیك قطع مسافة طویلة للوصول إلیھا ..

توقفت ماري تتأمل حجم ھذا القصر فقد كانت اسواره العالیة ذات اللون الطوبي تمتد على مد البصر بینما انتھى الطریق ولم یعد ھناك سوا طریق عودة وفي تلك اللحظة وھي تنظر لذلك الطریق تسآلت ماري ترى ما الذي سیشغل تفكیري في طریق العودة ؟

ذلك السؤال وحده كان كفیلا بتغییر ملامح وجھھا الجمیل فقد شعرت بذلك النبض القوي الذي لم تشعر بھ منذ زمن بعید وبدأت اطرافھا ترتجف قلیلاً ، وأخیراً نظرت نحو ابنتھا الصغیرة قائلة : لقد وصلنا .

لكن بیلا كانت تنظر بالفعل الى ذلك القصر الضخم وكیف یمكنھا أن لا تلاحظه ؟

على كل حال تابعت ماري التقدم بسیارتھا الصغیرة حتى أصبحت امام البوابة ثم ابتلعت ریقھا وأخذت شھيقاً وسرعان ما صدر صوت من جانب الباب قائلا: الاسم رجاءً ؟

أجابت ماري بحزم : ماري بروند .

: ھل لدیك موعد سیدة بروند ؟

التفتت ماري نحو ابنتھا ثم أجابت : كلا .

: اخشى أن لا نستطیع استقبالك بدون موعد سیدة بروند طاب صباحك.

: ھلا اخبرت روبر..

ثم صمتت للحظة وتابعت : ھلا اخبرت السید زولدیك أنني ھنا سيهمه معرفة ھذا .

لكن الصوت لم یجب على الاطلاق .

بدت بیلا غیر مرتاحة تماما إثر ھذه الزیارة الغریبة من نوعھا أو التي كانت بیلا تراھا غریبة من نوعھا كذلك لم یخفى علیھا ذلك القلق الذي اختبأ في عیني والدتھا.

بيلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن