كان ادجر او Z كما يسمونه اصدقاؤه يحرك المفتاح في القفل ، دخل ادجر المنزل بخطوات واثقة يصعد السلم الحلزوني وهو شارد تماما ، كانت اضواء المنزل مغلقة باستثناء ضوء خافت في الدور العلوي ، اكمل ادجر خطاه إلى الاعلى حتى توقف فجأة وهو ينظر امامه لمنظر الاوراق المبعثرة على الطاولة وكوب من القهوة السوداء التي فاحت رائحتها في المكان ..
فتح فرانك ميلر او M عينيه الرماديتان بهدوء قائلا : هل عدت الان ؟
: نعم (اجاب Z )
: تبدو متعباً ..
: قليلا .
: لقد جهزت غرفتك وحمامك الساخن خذ قسطا من الراحة
: حسنا تصبح على خير .( قالها وهو يخطو باتجاه غرفته يمينا )
: وانت ايضا ، اوه لقد نسيت الساعة العاشرة سنذهب الى منزل K لقد دعانا لتناول العشاء
لم يلق Z بالاً واكمل خطاه نحو غرفته واقفل الباب خلفه ..
نهض M وهو يعدل جلسته ويعبث بشعره البني المجعد الكثيف باحدى يديه ويمسك هاتفه بيده الاخرى ..
: مرحبا .. لقد مر وقت طويل ادريانا ، هل تستطيعين التواجد في لندن اليوم الساعة العاشرة مساءً ، نعم سيكون حاضرا هذا هو جوهر الامر ، اذن سأنتظر منك رداً إلى اللقاء ..
اقفل M الهاتف و اغلق عينيه بهدوء وقد رسمت على شفتيه ابتسامة عريضة ..
........................................................
: اوه كدت اقفل الباب على يديك ، ماذا هناك ؟
ضحك جيمس ثم قال : اعتذر لذالك ولكنني اريد لقاءك مرة اخرى ، لا اريد ان اترك الامر لصدفة او الاقدار فأنا لست صبوراً حقا ، هل يمكنني الحصول على رقم هاتفك ؟
كانت بيلا مصدومة قليلا ربما كان الخجل اكثر شيئ واضح عليها ..
: بيلا ، اريد ان اكون صديقك هل تسمحين لي ؟
: ..... ( كانت بيلا صامتة تماما فهي لا تعرف ما تقول حقا )
اخرج جيمس ورقة وقلم من جيبة وكتب عليها ثم قطعها ووضعها في يد بيلا مبتسما : اليوم هل يمكنني رؤيتك اليوم ؟
: اود ذلك ولكن سيسيليا لقد واعدتها (قاطع جيمس كلامها ) قائلا : ارجوك ؟
اخفضت بيلا راسها للاسفل وهي لا تعلم ما تقول إلى ان رأت يد جيمس اليسرا تمسك بمكان الجرح فقالت : حسناً ..
: حقا ! هذا .. هذا .. هذا رائع جدا اشكرك كثيرا ، سآتي لاقلك في الساعة 8 مساء كوني مستعدة ، لا تقلقي لن نكون وحدنا سيكون هنالك المزيد من الاشخاص اصدقائي انهم لطفاء جدا ( ثم غمز باحدى عينيه )
: كن حذرا رجاء فكتفك لا يزال مصاباً ..
: ابدا لا تقلقي ، إلى اللقاء ..
ابتسمت بيلا ابتسامة خافتة وهي تنظر الى ظهر جيمس مبتعدا وسرعان ما تلاشت ابتسامتها تلك وهي تقفل باب المنزل ..
...................................................
القى ادجر كلا من هاتفه و معطفه على السرير الضخم في يمينه وامسك بازرار قميصه وهو يفتحها ، غرفة ادجر ليست بالشيئ المتكلف كما يظن البعض لقد كان بسيطا جدا كان فراشه الابيض مرتبا جدا حتى الطاولة على يساره لم تكن مكتضةً بالاغراض باستثناء زجاجة عطر واحدة وثلاثة كتب مرتبة ، ادجر شخص هادئ فهو لم يغير يوما اضاءة غرفته لقد كانت دائما خافتة وهادئة حتى ذوقه في الموسيقى لا يتغير ابدا ..
لمس اصبع ادجر زرا على الطاولة ليمتلئ المكان باصوات الموسيقى الهادئة وفتح باب الحمام والقى بجسده في حمام دافئ كان كل شيئ مثاليا تماما اضواء الشموع الموسيقى رائحة الياسمين جميعها اوصلت ادجر لحالة الاسترخاء الخاصة ..
ارجع ادجر راسه للخلف بهدوء ثم فتح جزءً من عينيه المغمضتين وهو يسترجع الاحداث ...
هل انت بخير ؟
هذا هو اسمك اذا بيلا ..
عائلة بروند اذا ..
لا اظن ان هنالك مرة قادمة ..
ابي ؟
ابي؟
ما الذي تعنيه ايه الطبيب ؟!
انا لا افهم شيئا !
"سيد ادجر اقدم لك خالص اسفي وتعازي الحارة لقد فارق السيد روبرت ريناز زولديك الحياة "
" سيدي الصغير هنالك العديد من الاشخاص المهمين في الخارج يريدون تقديم التعازي لوريث عائلة زولديك الجديد الامير جورج والكونتيسة الانور و السير بيكهام و.."
" الا تزال مستيقظا ادجر ، بني لقد خدمت هذه العائلة لاكثر من 50 سنة والدك كان شخصا جيدا حقا .. اعلم ما تشعر به الان انت لم ترى السيدة كاملين لقد ماتت اثناء ولادتك ولكنها كانت ايضا كالزهرة البيضاء .. ابتسامتها كانت ساحرة لا تنسى على الاطلاق .. انت لم تعد فردا في زولديك انت الوريث اتفهم ماهي الاحمال والاعباء على عاتقك انت لا تزال صغيرا .. ولكن انت اخر وريث لزولديك سيحاول العالم اجمع ان يقتلوك لا يوجد شخص لا يعلم بأمرك قوانين جدك لا تزال كما هي لا احد يستطيع تغيرها حتى انت من يقتل الوريث الاخير لعائلة زولديك ياخذ مكانه ! انت تفهم ما يعنيه ذلك حتى تنجب زوجتك المستقبلية طفلا انت لا تستطيع الخروج من هذا القصر "
" جيمس هل جهزت كل شيئ ؟ حسننا فرانك سينتظرنا في الخارج ، انا لا استطيع البقاء في هذا القصر اكثر اعلم انه قصر منيع ولكن لا اريد ان اعرض احدا حولي للخطر سأختفي حتى اجد طريقة اعود بها الى قصري ببالاحترام الذي كان لزولديك قبل وفاة والدي حتى يراني العالم وريثا قويا يفرض عليهم القبول "
" سأعود عندما يصبح الوضع آمنا كالسابق لا احد يتجرأ على لمس عائلة زولدك "
" ادجر هذه صورة الجامعة التي ارسلها جيمس "
عيناها .. لم تتغير انها هي بدون شك !
( آه آه آه .. انه صوت انفاس متعبة هناك شخص لا يستطيع التنفس )
افاق ادجر من دوامة افكاره يتمتم بصوت هادى انها هي نفس الشعر .. الشفاه .. الوجنتان .. اخيرا العينان عيناها العميقتان لا احد يستطيع نسيانها لا اصدق انها هي لقد انتظرتها طويلا ..
أنت تقرأ
بيلا
Romansaرواية مليئة بالشغف امتزاج بين الحب والمغامرة و التضحية و التشويق المتواصل تحلق بك في عالم لا تلمسه قدماك فتجعلك تتخيل احداثها بسهولة وعذوبة .. بيلا الفتاة التي لا تعلم شيئاً عن حقيقتها ترميها الاقدار في عالم من المغامرات والمخاطرات والعشق الذي عاد...