" الفصل السابع والعشرون "

11.9K 286 2
                                    

سعادة شقت طريقها الى ذلك القلب الذي حكم عليه بالإعدام قهرا وظلما بسبب غياب نصفه الأخر عنه ...

قلوب حلقت في السماء كأنها فراشات ترفرف بإجنحتها حره طليقه تكاد تموت من سعادتها بعودة نصفها الأخر إلى الحياة من جديد ...

وما بين قلب يرقد بالداخل على سريره ينتظر لقاء محبوبته على أحر من الجمر بعد فراق طويل حكم عليه عدم اللقاء منذ البداية ...

وقلب أخر يقف خارجا يكاد يتمرد ويخرج من مكانه لرؤيته معذبه .... قلبه الثاني ... روحه الثانيه ...

إرادة الله القوية التي أفشلت كل دواعي ومزاعم الأطباء الكاذبة بأن المريض أصبح بحالة ( موت سريري ) أي أنه سيعيش على الأجهزة فقط ... هذا ان إستطاع العيش على حد قولهم .. بسبب الضربة القوية التي تلقاها على رأسه في منطقة حساسة
تعددت أراء الإطباء بهذا الموضوع فمنهم من قال بإنه سيعيش فترة قصيرة وبعدها سيموت ..  !
ومنهم من قال بإنه ان إستطاع العيش سيعيش مشلول لا يستطيع الحركة ... !!
ومنهم من قال بإنه سيفقد حاسة السمع والبصر ..
و و و و ...... !!
ولكن قدرة الله كذبت تلك الأقاويل الضعيفة
والله إن أراد شيئا سيكون بحكمته  قدرته ... جل جلاله وتقدست أسمائه ....

بقيت واقفة تستمع لحديث الطبيب وهي لا تصدق نفسها من شدة الفرحة وضحكات الطفلة الصغيرة تصدح في أرجاء المكان ...
وكأنها علمت بأن والدها أصبح بخير ...

همست للطبيب بصوت يكاد يختنق من شدة عبراتها التي سقطت على وجنتها من شدة السعادة قائلة :
" أقدر أشوفوه يا دكتور لو سمحت ؟؟ "

وكأن الطبيب أيضا قد علم بهذين القلبين الذين عانيا بقصة حب طاهرة ... ليبتسم بهدوء قائلا :
" طبعا تقدري تشوفيه كمان شويه بس لو سمحتي بلاش إنفعالات كتير علشان المريض لسه ما بقاش كويس جدا "

اومأت برأسها بسرعة مؤيده كلام الطبيب الذي إنصرف إلى عمله تاركا ورائه قلوب تعد الدقائق للقاء ....

همست لتلك الصغيرة التي لم تتوقف عن ضحكاتها قائلة :
" شايفه يا زوزو بابا بقى كويس وهندخل نشوفوه ونطمن عليه "

وبضحكات أخرى أجابتها الصغيرة البريئة التي لم تفقه شيئا من حولها بعد ....

دقة ... دقتين ... ثلاثة ... وفي تمام الرابعة كانت تمسك قلبها بقوة وهي تدير مقبض الباب
لتراه يجلس نصف جلسه على سريره مغمض العينين ورأسه محاط بشاش أبيض ...

تقدمت بخطوات بطيئة بعض الشيء وهي تشدد من إحتضان الصغيرة ...
حتى وقفت أمامه مباشرة ...

أما هو فقد شعر برائحتها ... همساتها ... صوت أقدامها ... وكيف لا يشعر وهو يحفظ كل خطوة .. كل همسه ..  كل شيء يصدر عنها ...

فتح عينيه ببطء وقد بدأ على ملامحه التعب واضحا ...

خفق قلبها لرؤية عينيه الساحرة أمامها الأن
همست بإسمه بصوت أذاب قلبه
ليبتسم لها إبتسامة واسعة قائلا بهيام وإشتياق :
" وحشتيني يا زين "

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن