" الفصل الخامس والعشرون "

10.2K 271 11
                                    

بعد قليل وصل المأمون لتبدأ مراسم كتب الكتاب

وهي تتمنى الموت قبل أن تصبح على إسم رجل غيره ولكن هي إختارت ذلك فلتحتمل ....

بعد أن قال المأذون مقدمته عن فضل وأهمية الزواج ...
رفع نظره له قائلا بجدية :
" ها يا ابني موافق تتجوز الآنسة زين القاصي على سنة الله ورسوله  ؟ "

لتأتيه الإجابة سريعة من ذلك الأحمد بالموافقة !

والأن جاء دورها هي ليسألها نفس السؤال ؟

وجه الجميع نظرهم لها بجدية ينتظرون إجابتها
في حين جلست هي ساكنة ... هادئة تلعب بأطراف فستانها ...

وجه المأذون نظره لها ثانية وهو يقول بجدية :
" ها يا بنتي موافقة تكوني زوجة السيد أحمد ... "

وقبل أن يكمل جملته تلك وجد أحد يهتف أمامهم بسرعة قائلا بصراخ عنيف :
" لااااا مش موافقة ... " !!

رفع الجميع أنظارهم إلى ذلك الذي يقف ويبدو في حالة يرثى لها ....
عيناه حمراء من شدة الغيظ وجسده يرتجف بقوة
وصدره يعلو ويهبط من شدة الإنفعال ....

لم يدري كيف إستقل سيارته عندما علم من السيد جمال بأنها ستصبح زوجة رجل أخر الليلة ..

لم يدري كيف قاد السيارة وهو يسابق الزمن ويقطع الطريق بسرعة جنونية مخيفة حتى يصل في الوقت المناسب ..

وقتها شعر بأنه سيفقدها للأبد ..
أقسم بالله بأن لن يحدث ذلك حتى لو إضطر إلى قتل ذلك اللعين وقتل نفسه
وتبقى هي تشهد على جريمة الحب التي كانت هي السبب الرئيسي بها ...

عندما نشعر بأننا على وشك فقدان شخص غالي جدا علينا ، فإننا سنعافر ونعافر من أجل المحافظة عليه
شخص يعتبر نبض القلب ....
وشريان الدم ....
الوريد الرئيسي لبقائنا أحياء ....
النفس الذي يخرج من صدورنا ...
وصمام القلب الرئيسي ...
وجوده في حياتنا سبب إستمرارها ...
وكيف لو كان ذلك الشخص هو " زين " عشقه الذي حرم منه عنوه وإجبار ....
ليعلم العالم من هي " زين " بالنسبة لمصعب الأسيوطي .... !!

وصل وشياطين الدنيا تقفز أمام عينيه عندما وجد باب المنزل مفتوح للمهنئين وذلك الشخص الغريب يجلس على بعد خطوات منها ...

ليصرخها وهو يدعو الله أنه وصل في الوقت المناسب ...

وبمجرد ما رأته أمامها حتى شعرت بأنها ولدت من جديد ... لقد جاء ليصفعها ويوقظها من تلك الجريمة التي كانت على وشك الوقوع فيها ...

نهض منتصر وقد بدأ عليه الضيق الشديد متوجها ناحيته هادرا بصوت مرتفع :
" ايه إلي بتقوله ده يا مصعب ؟ وانت مالك ومالها يا أخي ؟ الإتنين بحبو بعض ، يلا تفضل من غير مطرود " !!

جحظت عيني مصعب بقوة ولم يدري بنفسه إلا وهو يمسك منتصر من قميصه بغضب الدنيا قائلا :
" متقولش بحبو بعض يا منتصر فااااهم ؟ هي من حقي أنا ... حبيبتي أنا وبس ... "

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن