" الفصل السابع عشر "

9.3K 258 5
                                    

ما بين قلوب تحلق بسعادة كأنها ملكت الدنيا بين يديها .....
وقلوب قفلت على نفسها بمفتاح غليظ وليس من حقها الحب بعد اليوم .....
يوجد قلبه الذي أصبح كالحجر حينما خسرها
فقدها .... فقد حنانها ..... جمالها ..... هدوئها ....
حبها ...... عشقها الذي تغلغل إلى أخر نفس من أنفاسه .....

صدحت الزلاغيط من والدته تعبر عن سعادتها بهذا اليوم الذي أصبح فيه إبنها " عريس "
غير عابئه بقلبه الذي لم يعد قادرا على التحمل أكثر .....
جارتها السيدة مها في فرحتها مطلقة العنان لزلاغيط تعبر عن مدى الفرحة التي يعيشها الجميع الآن
بإستثناء إثنين حكم عليهما بالإبتعاد عن بعضهما للأبد .... والتي كانت هي الجلاد في هذا الحكم ...

لتتبع الزلاغيط أصوات الموسيقى العالية التي إخترقت قلبه الذي يتألم الأن
لكم تمنى أن يتحقق هذا اليوم
لكم يتمنى أن تكون هي فقط تجلس بجانبه في هذه اللحظات ويمسك يدها معلنا للجميع بأنها له ....
لكم تمنى أن يتم كتب كتابهما ليكسبها بحلال الله ....

ولكن كانت مكانها في كل الذي تمناه إمرأة أخرى ...

رفع نظره ينظر لها نظرات ضائعة .... مشتاقه ...
ليجدها تقف في زاويا وهي تمسح دموعها بطرف يدها ....
في تلك اللحظه لم يشعر بنفسه إلا أنه ينهض من مكانه عازما على التوجه نحوها وإمساك يدها منهيا تلك اللعبة الحقيرة التي أودت بقلبيهما معا ....

لكن وجد والدته تمسك بطرف يده وتسحبه بعيدا عن الجميع ....
نظرت له بقوة ثم تحدثت بهدوء :
" مادام بتحبها كل الحب ده لييييه عملت في نفسك كده ؟ ليه رحت إتجوزت صاحبتها وعذبتها وعذبت نفسك ؟ ليه يا مصعب ؟؟ "

أخر ما كان يتوقعه الآن أن يكون هو السبب في الذي يحصل الآن ...
أن يكون محط لوم من والدته على جريمه هو كان الضحيه فيها ....

وعندما لم تجد جواب منه هتفت بقوة محذرة إياه :
" قبل ما تفكر تتهور وتعمل حاجه ، فكر بالمسكينة إلي قلبها بيطير من الفرحة دلوقتي ، انت إخترت كده يبقى تحمل ، يلا روح عند عروستك ... "

هو إختار ذلك ..... عليه أن يحتمل ....
كلمات إخترقت أذانه  بقوة .....

رفع نظره يبحث عنها ليجدها تقف بجانب والدتها كأنها زهرة على وشك الموت من شدة عطشها !!!

صدح صوت السيد جمال معلنا على وقت إلباس العروسين لخواتم الخطوبة  .... !!!

توجهت ناحية عروسه وقد إكتسى ثوب الامبالاة
في حين وقفت " ورد " سعيدة الى جانبه ...

وقف الجميع ينتظرون بسعادة إستعدادا لهذا الحدث
في حين سارت بخطوات ثقيلة نحوهما وكأنها تسير إلى موتها وهي تحمل تلك العلبة الصغيرة التي تحتضن بداخلها تلك الخواتم الصغيرة ....

رفعت نظرها ناحية صديقتها لتبتسم بقهر وهي ترى سعادتها .... في تلك اللحظه فقد نسيت قلبها الذي تحطم وحل مكانه السعادة وهي ترى سعادة صديقتها .....

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن