" الفصل السادس "

10.3K 316 4
                                    

علق نظر على شقيقته وهي تتوسط منصة التتويج وهي تمسك بيد رفيقة روحها
وكم تمنى في هذه اللحظه بالذات أن يكون والده موجود بينهم الآن ، ليرى صغيرته قد كبرت وأصبحت منذ اليوم " المهندسة زين أحمد القاصي "
ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك ...

وبنظرات فخورة منه لإبنته الوحيدة وجه نظره وهو يرى فيها صورة زوجته وهي تقف وتبتسم له
وكأنها سعيدة بما وصلت إليه ابنتها
ولكن وجودها عند ربها يمكن أن يكون أكثر سعادة الآن ...

نزلت من عينيها دموع حارقة وهي ترى طفلتها الصغيرة قد كبرت وهي تقف الآن استعدادا لإلقاء كلمة الخريجين ...

تقدمت ناحية المنصة ويدها لم تفارق يد شقيقة روحها لتبدأ بالكلام قائلة وصوتها يخترق جدران الصمت من بين الحضور :
" السلام على من إمتزجت دمائهم مع تراب هذا الوطن الغالي لتكون فداءا لنا ونحن نقف الأن على حافة العبور لمستقبلنا القادم
السلام عليكم أيهاء الشهداء الأحياء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإسمي وبأسم زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات أتوجه بالشكر الجزيل لكل من عملني حرفا واحدا في سبيل وصولي إلى هنا
وأول من أتوجه إليه بالشكر والدي المرحوم !!!
من كان يتمنى كثيرا أن يراني وأنا أقف هنا معلنة للعالم تخرجي ولكن هو الآن موجود بين يدي الله .... "

توقف قليلا عن الكلام وقد إختنق صوتها من شدة البكاء ، لتجد ورد تمسك على يدها بقوة وهي تمنحها نظرات الثقة بالمتابعة
لتبادلها زين نظرات شكر وهي تكمل :
" إلى أخي العزيز ووالدي الثاني
إلى تلك السيدة العظيمة التي صنعتني من بين يديها الحنونتين لأكون موجوده الآن
أتوجه بالشكر !!! ....
وأود أن اهدي نجاحي هذا لروح ذلك الشهيد الغالي جاسر الأحمد "

ومع كل كلمة نطقت بها دموع والدتها كانت تستقبلها بفرحة شديدة ...

في حين بدأت ورد الكلام هذه المره :
" سلام الله على قلوبنا التي إنفطرت إلى قسمين وأنا أقف اليوم بدون من علمتني اولى كلماتي حينما كنت طفلة " امي " عليكي رحمة الله وغفرانه

ولا أنسى من كان لي السند والقوة في غيابها
والدي العزيز الذي حاول بكل ما أوتي من قوة تعويضي فراقها

شكرا أبي من أعماق قلبي ..... "

لتتعالى أصوات التصفيقات الحارة داخل القاعة من الجمهور لتلك الملاكان الجميلتين ....

في حين نهض ذلك المغرور من مكانه ونظره معلق على تلك الجميلتين وفي قلبه شعور غريب تجاهله تماما ...
تحدث لإحدى مساعديه قائلا بغرور وثقة:
" عايز معلومات مفصلة عن البنتين دول بكرا يكونو على مكتبي "

أومأ له مساعدة بتفهم
في حين وجه نظره أخيرة عليهن قبل أن يمسك بنظارته ويضعها على عينيه العسليه بغرور
متوجها إلى الخارج ....

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن