تقف أمامه تحاول التماسك قدر الإمكان حتى لا تبكي الآن ، فيكفيها بكائها ليلة أمس عندما قررت أن تبتعد عنه حتى تنساه وتنسى قلبها ....
ظل ينظر لها بترقب يحاول أن يستشف ما تود قوله
عزمت قرارها وهي تتحدث بصوت حاولت قدر الإمكان أن يكون عاديا :
" أنا جايه علشان أقدم إستقالتي يا بشمهندس وأرجوك تقبلها المرة دي ... "رفع حاجبه ساخرا ثم نهض وتوجه ناحيتها قائلا :
" علشان تسافري دبي ؟ صح "رفعت أنفها بكبرياء قائلة :
" أيوه علشان كده ... "نظر بعينيها مباشرة قائلا بجدية :
" كدابة ! عايزة تهربي يا زين ... "إبتسمت بسخرية تحاول أن تبدو لا مبالية من كلامه ثم تحدثت بهدوء :
" ههرب ليه يا بشمهندس ؟ خلاص كان بينا قصة حب وإنتهت وأنا هروح أشوف مستقبلي بعيد عنك "عندها لم تجد منه إجابة سوا يده التي ضغطت على يدها بقوة هادرا أمام وجهها بصراخ :
" بحبك يا مجنونه ، بحبك ، جوازي من ورد مقدرش ينسيني حبك وعشقك "كانت على وشك الإغماء من كلماته وقلبها أصبح يدق بعنف شديد ... كانت تود أن تقول له ( وانا أيضا أحبك وسأبقى أحبك حتى لو كنت بعيد )
ولكن طفله هو وورد صفعها بقوة لتستيقظ من أوهمامها .....
في حين أكمل هو بجنون :
" خلينا نتجوز يا زين !! خلينا نتجوز ونسافر "هدرت بصوت عالي من كلماته المجنونه :
" أنا اتجننت أكيد يا مصعب "أغمض عينيه يتلذذ إسمه من بين شفتيها
ثم فتح عينيه وأخذ يقترب منها قائلا وكأنه مغيب عن العالم :
" بعشقك .... بحبك "تراجعت للخلف وهي ترمي ورقة إستقالتها على الطاولة ثم هتفت :
" خلي بالك من ورد ... "قالت كلماتها تلك وهي تسير ناحية الباب معطيه إياه ظهرها ... في حين إستيقظ هو من غيبوبته
همس بإسمها كي تبقى ....
ولكن كانت قد رحلت وأخذت قلبه معها ....***********************
مرت الأيام سريعا وقد حان وقت سفر زين ...
أخذت تجر حقائبها عند الباب وهي تلف حجابها لأخر مرة قبل رحيلها ...في حين وقفت والدتها عند الباب تبكي بصمت
تنهدت بيأس وهي ترى والدتها هكذا
تقدمت ناحيتها وإلتقطت يدها بحنيه ثم قبلتها وقبلت رأسها قائلة ببعض البكاء :
" ماما أكتر حاجه بتوجعني إني أشوف دموعك دي أرجوكي متعيطيش يا ست الكل ، كل أسبوع هنزل أقضي العطلة معاكم ... "وبلهفة الأم وحنينها تلقفتها بين أحضانها كي تشبع منها قبل الرحيل
وهي إستقبلت حضن والدتها بسعادة كبيرة
ستشتاقها حد الموت ....شاهدت منتصر يأتي من شقته هو و زوجته التي كانت تحمل طفلها الصغير المشاغب ....
أخذته منها وهي تقبل كل إنش من وجهه بضحك
وهو قابل ضحكاتها بضحكاته الطفولية ....

أنت تقرأ
بين إمرأتين - كاملة -
Romansaحينما تجتمع الصداقة الحقيقية مع الحب ❤تولد حكاية نادرة من نوعها