الجزء الأول ( مهاجرة إلى .......حبه) 9

6.3K 240 38
                                    

الفصل التاسع (9)
بعض الأحلام قد تتحق على شاطىء الواقع ..........وبعضها قد يتحطم على صخرة النسيان .........
مرر ثائر أصابعه فوق  تلك الخطوط الناعمة التي رسمت بكل دقة وروعة تخطف الأنفاس  فلم يسبق له رؤية مثل هذه التصميمات الفنية  التي ستشكل ثورة في عالم صناعة السجاد فهي ذات خط  إبداعي غير مسبوق في هذا المجال 
هب واقفا أمام أنظار كل من السيد تحسين والسيد ألديمير دون أن توحي ملامح وجهه الهادئة  عن ما يدور في عقله  متجها إلى النافذة الزجاجية المطلة على الورشة التي ينسج  فيها عمال مصنعه السجاد بكل جهد وتفان ... ليصدر أوامره لهما بصوت هادىء :
- أريد لقاء هذه الفتاة التي قامت بتصميم تلك الرسومات ....ما هو اسمها مرة أخرى ؟
أجاب السيد تحسين بسرعه :
-   إسمها ياسمين شاهين  .....وهي إحدى الفتيات  اللواتي  قدمن معي من خلف الحدود للعمل في المصنع بناء على أوامر السيد جاهد منذ .....أكثر من شهر ونصف
تذكر ثائر هذا القرار  الذي أصدره جده دون علمه وأغضبه حينها لكنه عندما واجه  جده في تلك الليلة أخبره  أن هذا القرار في صالح مجموعة البيسار فمن ناحية يساهم في  مساعدة  اللاجئين على الحدود وإعطاءهم فرصة للعبور إلى الأراضي الألمانية بدلا من أن يلاقوا حتفهم بسبب سوء الأحوال الجوية والأمراض المنتشرة  وفي المقابل يستفيدون ممن لديه خبرة في صناعة النسيج كما إنه يخفف عنهم الأعباء الضريبية خاصة وأنهم يساعدون في حل أزمة اللاجئين  التي تعاني منها الحكومة الألمانية والتي ستضع في عين الاعتبار مساهمتهم هذه
التفتت ثائر نحو السيد تحسين  متسائلا :
-  هل تعمل أيضا في نسج  السجاد ؟
أجابه السيد تحسين بلهفة :
- أجل سيدي فهي من قامت بنسج سجادة  نالت إعجابنا جميعا بتصميمها الرائع  لذلك اطلقنا عليها اسم (ضوء القمر) وهذا ما  جعلني  أنا والسيد ألديمير نطلب منها رسم بعض التصميمات  الاخرى ليقوم عمالنا بنسجها  وإرسالها إليكم في برلين  للمشاركة في المعرض السنوي الخاص بماركة آل بيسار
أمر ثائر بصوت خشن :
- أرسل في طلبها
تبعت  صوفيا بسرعه بعد أن بدلت ملابسي المتسخه إلى جينز نظيف وبلوزه بيضاء ومعطف أسود ومشطت شعري  وشددته للخلف كعادتي وأنا  لا أعلم  ما الأمر الذي يتم استدعائي من أجله فالسيد  تحسين  قد منحني  الإذن  قبل خروجي للذهاب  إلى الطبيب لأحصل  على نتائج فحوصات جدتي  كما سمح لي  بأخذ باقي اليوم عطله فما سبب استدعائه لي هكذا على وجه السرعة 
أسرعت الخطا لأصل الى مكاتب المصنع
لتشير لي  صوفيا نحوها وهي تقول :
- ينتظرونك هناك
لمحت سيارة رياضيه سوداء متوقفة خارج المكاتب عقدت حاجباي للحظة وأنا أعبر المدخل فلدي شعور  بأنه قد سبق لي رؤية هذه السيارة  من قبل ولكنني نفضت الأمرسريعا  عن رأسي بسبب التوتر الذي إنتابني لطلبهم رؤيتي في المكتب  حدثت نفسي متسائلة بقلق ياترى هل ارتكبت خطأ ما ؟
لأجد السيد تحسين يقف بانتظاري في مكتب الاستقبال والتوتر باديا على وجهه
اقترب مني مسرعا عند رؤيته لي وقد انفرجت أساريره قليلا   وأنا أنظر إليه بقلق ظاهر على ملامحي :
- ما الامر سيد تحسين ....هل ارتكبت خطأ ما  ؟
حرك السيد تحسين رأسه نافيا وناسفا هواجسي المظلمة من جذورها  
- كلا لا يوجد شيء من هذا القبيل .... فقط السيد ثائر جودت البيسار مالك المصنع يرغب في رؤيتك
أصابتني الحيرة و  الدهشة  :
- يريد رؤيتي أنا ..لكن ..........لماذا ؟
أجابني  السيد تحسين على عجل وهو يجذبني من ذراعي نحو غرفة يبدوا انها غرفة للاجتماعات :
- لقد أعجبته تصميماتك للسجاد .... لكن لا وقت للشرح لك الآن هيا أسرعي بالدخول وسوف تفهمين كل شيء عندها .......
تنفست الصعداء فلقد شعرت بالفزع للحظات من رغبة صاحب المصنع برؤيتي
تبعت السيد تحسين إلى داخل غرفة الاجتماعات الباردة ملاحظة السيد ألديمير يجلس بتوتر على طاولة الاجتماعات ووجهه الأحمر قد ازداد احمرارا لأعض على وجنتي من الداخل مانعة ابتسامة مرح  أوشكت على الظهور لدى رؤيتي له يوشك على ان يصاب بانهيار عصبي وهو الملقب بلوح الثلج لدى عمال المصنع وبالتأكيد من جعله بتلك الحاله النادرة  هو ذلك الرجل الضخم الواقف أمام النافذة مديرا ظهره إلى الجميع بلا مبالاة  ولا أدري لماذا  شعرت بأنني أعرف ذلك الشخص  ؟
قام  السيد تحسين بالتعارف بيننا متحدثا بنبرة رسميه أسمعها منه للمرة الأولى  :
- سيدي .....هذه هي ياسمين شاهين التي طلبت رؤيتها
شعرت بنبضات قلبي المتسارعة والتوتر ينهش جدار معدتي وأنا أنتظر إلتفات صاحب المصنع نحوي  ولدي شعور غريب بأن ما سأراه لن يعجبني
كان مشهد إلتفافه نحوي يحدث أمام عيناي ببطىء لتتسع عيناي وأشعر بقدماي كالهلام  وأنا أحدث نفسي أنني بالتأكيد أحلم 

 رواية مهاجرة إلى حبه ج1  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن