النهاية
زحف البرد القارس يمزق أوصالي الرقيقة ويرج جسدي الضئيل والذي لا يكاد يحميه ثوبي الممزق هذا ..... لا أعرف كيف وصلت الى تلك الحديقة أو كم من الوقت استغرقته في الجلوس فوق هذا المقعد الخشبي فهذا لا يهمني لأن كل ما أشعر به الآن هو البرد والوحدة...
( 14) الفصل الرابع عشر إن سمعت ذات يوما نبضات قلبك تخفق بقوة فاعلم أن قلبك قد أعلن عصيانه وتمرده عليك ......وإذا أعلن القلب عصيانه وتمرده ... فتأكد أن لا قوة في الأرض تستطيع اخماد ثورته ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وقف ثائرمراقبا الصراع الدائر داخل عقل ياسمين والذي كشفته له ملامح وجهها وقد أضاءت عينيها الخضرواتين شعلة تمرد صغيرة اتجاه قراره باستضافتها هي وجدتها في قصره إنه يعلم جيدا أن آخر ما ترغب فيه الآن هو البقاء معه تحت سقف واحد خاصة بعد ما حدث بينهما هناك على متن الطائرة ...تنهد بنفاذ صبر لكن ما الذي كانت تتوقع منه أن يفعل ...يلقي بها هي وجدتها المريضة في مدينة مجهولة بالنسبة لها دون أي اهتمام منه هل تراه بلا ضمير لهذه الدرجة؟ ضغط ثائر شفتيه بقوة اللعنه ......... فعلى الرغم من كل ما حدث هي تقع تحت نطاق مسؤوليته منذ اللحظة التي قرر فيها اصطحابها معه إلى برلين رغما عنها ولقد أمر محاميه أدريان ألكسندر بالبحث لها عن مكان آمن تقيم فيه هي وجدتها ويقوم باعداده بكافة التجهيزات التي يمكن ان تكون بحاجة إليها كما انها عليها الاعتياد ما دامت ستعمل لديه على تنفيذ أوامره دون أي جدال أو نقاش ليلاحظ فجأة تغير ملامح وجهها وقد غمره الحزن واليأس وبمجرد رؤيتها هكذا...... أحس بقلبه يرتج بقوة لم يعتد عليها من قبل رأيت جدتي تختفي مع الخادمة داخل القصر وأنا أقف عاجزة في مكاني لا أقوى على الرفض أو الإعتراض؟ليعاودني ذلك الشعور المريربفقداني مجددا السيطرة على حياتي ليغمرني اليأس والحزن بأمواجهما العاتية يحاولان إغراقي فيهما ...لأنتفض بحده على وقع صوته الآمر بحده : -هيا ...اتبعيني راقبته يصعد درجات المبنى الخارجي دفعة واحدة برشاقة ليتوقف فجأة عند قمته ناظرا للخلف نحوي ليجدني مازلت واقفة في مكاني لا أتحرك لأراه يفتح بابه الخشبي الأبيض على اتساعه منتظرا مني التقدم بفارغ الصبر وقد ارتسمت على وجهه علامات تدل على أنه أوشك على فقدانه تماما تنهدت باستسلام وأنا أجر قدماي بثقل فوق الدرج ارتقيه نحوه ببطىء حتى وصولي لقمته لأراه يشير لي بان اتقدمه خطوة إلى الداخل لتتسع عيناي بدهشة عند رؤيتي البهو الرخامي الضخم المشع بأضواء الثريات الكرستالية الضخمة المتدلية من السقف بروعه تخطف الأنفاس محدقة بانبهار نحوالسقف الذي يشبه القبة والتي نقشت عليها رسومات ملونة بالأبيض والذهبي مصممة بإتقان وقد انتشرت على جدرانه البيضاء لوحات فنية ثمينة الى جانب تماثيل أثرية صغيرة تم توزيعها في زواياه بأناقة لتجتاح جسدي رجفة برد من أثر الرهبة والتوتر وأنا أشعر بأن مكاني ليس هنا فأسرعت بتدليك ذراعاي لعلي أبث فيهما بالدافىء مرة أخرى لأتفاجأ بوجود خادم ينتظر بصبر تناول معطفي لأشعر بالخجل يغمرني امتدت أصابع يدي المرتجفة تفك أزرار المعطف لأتجمد فجأة شاعرة بأنفاس حارقة تلفح أذني وعنقي من الخلف لتتسع عيناي وأنا أرى ثائرا يقف خلفي بجسده الضخم منتظرا تقديم المساعدة لي في خلع معطفي لأشعر بجسدي كله يصاب بالتشنج وانا ارى يديه القويتين تمتد فوق كتفاي لتصل إلى ياقتي لتلامس أصابع يده في طريقها جلد عنقي والنبض المنتفض فيه بعنف لأقفز مجفلة منتزعة ذراعاي من المعطف بعنف وأنا ابتعد عنه بسرعه قدر استطاعتي عقد ثائر حاجبيه بتوتر ودهشة هذه هي المرة الثانية التي يشعر بها بخوفها وتوترها عند اقترابه منها ناهيك عن حالة الذعروالهلع التي اصابتها هناك على متن الطائرة اللعنه مالذي يحدث مع هذه الفتاه كلما اقترب منها ؟ هل هو مخيف بالنسبة لها لدرجة أن تشمئز منه ومن لمسته فلم يسبق لامرأة ان عاملته بتلك الطريقة أبدًا تابعت بعيناي الخادم يحمل المعطفين منطلقا بهما خلف أحد تلك الأبواب المنتشرة في البهو متحاشية النظر باتجاهه لكنه ظل يحدق بي بإصرار لأعمد على تجاهله والنظر بإمعان في كل شيء حولي ما عداه محاولة ابعاد التوتر والخوف الذي اجتاحني منذ قليل حتى لا أذل نفسي وكبريائي أمامه مجددا سمعته يخاطبني بلهجة باردة كالثلج : -جناحك في الطابق الثاني ... سأصحبك إليه فأنا أعتقد ....أنك تشعرين بالإرهاق وتحتاجين إلى الراحة بعد هذا اليوم الطويل أومأت مؤيدة كلامه بحماس وانا أتمنى الابتعاد عن تحديقه المخيف بي بأية طريقه لاستطيع الاسترخاء والتفكير بوضوح بعيدا عن حضوره الطاغي خطونا خطوة للأمام ليوقفنا فجأة سماع صوت إغلاق احد الأبواب الجانبية بقوة وصوت كعب عالي يطرق الأرض بحدة لتتقدم نحونا امرأة شقراء أنيقة تبدو في عقدها الرابع من العمر لتقف متفاجأة للحظه عند رؤيتي لتتابع السير وهي تنظر نحوي بدهشة كبيرة ناقلة نظراتها باتجاه ثائر وقد ارتفع احد حاجبيها المنمقين باستفسار صريح لتعاود التحديق بي مرة أخرى بدقة أكثر مررة عيناها فوقي من الأعلى إلى الأسفل لتعتلى وجهها نظرة اشمئزاز واضحة وكأنها تشاهد شيئا مقززا أمامها لا تستطيع تحمل رؤيته خاصة هنا في منزلها ليصدح صوتها الحاد المشوب بالغضب والاشمئزاز بالألمانية : - من ....هذه ؟ شاهد ثائر زوجة عمه تخرج من غرفة المعيشة متفاجأة بوجودهما هو وياسمين أمامها ليراقب متوقعا بتسلية الغضب يشتعل في عينيها وهي ترمق ياسمين بحدة ثم تعاود النظر نحوه بتساؤل صامت لتعود بنظرها إلى الفتاة مجددا لترتسم معالم الاشمئزاز فوق وجهها بوضوح ليشعره هذابالاستياء صحيح ان الفتاه تبدو في حالة رثه بسبب ملابسها القديمة لكن لا داعي لإظهار الأمر بهذه الطريقة الوقحة وهو يشاهد وجنتا ياسمين تشتعلان بخجل وهي تعض شفتها السفلى بقوة أدمتها لم يعرف لماذا شعر بهاجس ملح بأن يصرخ فيها لتتوقف عن فعل ذلك بهما ليبعد عيناه عنهما بصعوبة عند سماعه زوجة عمه تكرر سؤالها مجددا بحدة وتوتر : - من هذه الفتاة ؟ ولماذا ليس لدي علم بعودتك ؟ ليجيبها ثائر بلهجة هادئة مخيفه لمن يعرفه : - وهل علي ان اتصل اولا قبل عودتي الى منزلي؟ شاهد زوجة عمه جمانه تتراجع بخوف وهي تجيبه بابتسامة لم تصل الى عينيها محاولة كتم غيظها واصلاح الهفوة التي زل بها لسانها بسبب غضبها مبررة له بنعومة : - بالتأكيد لا .... ولكنني أردت القول إنه كان عليك إعلامي عند إحضارك ضيفا على العشاء ونظرت ناحية ياسمين وعيناها تلمعان بالاحتقار راقبها ثائر وهي تحاول مداهنته ليبتسم بسخرية لانه على يقين بإنفجارها غضبا الآن عندما يلقي بقنبلته المنتظرة وكم سيستمتع باحتراقها لكنه صرح بلهجة لا مباليه : - ياسمين ..... ليست ضيفه مدعوة على العشاء ( دي تانت ) .... بل هي ستقيم معنا كضيفة هي وجدتها لفترة راقب فم عمته فاغرا من الصدمة لتغلقه بعد لحظات ضاغطة شفتيها معا بغضب وهي تجيب بلهجة حادة مكبوته : - لكن لماذا لم تخبرنا بذلك ... ... من أين التقت هذه ال......... قاطعها ثائر بلهجة قاسية : - أظن ان من حقي استضافة اي شخص الى منزلي دون ان آخذ الأذن من أي أحد وشدد على كلمة منزلي لتصل المعلومة لعمته دون خطأ - ياسمين شاهين تعمل مصممة لدينا في الشركه راقب وجهه عمته يمتقع ويصبح شاحبا كالطباشير أشار لياسمين ان تتبعه عندما أوقفه صوت زوجة عمه المتساءل مجددا : - هل يعلم جدك بهذا الأمر ؟ وأشارت إلى ياسمين برأسها لمعت عينا ثائر الرماديتان نحوها بتحذيرخطير بأن لا تتمادى أكثر من ذلك وهو يجيبها بنبرة بارده : - لست بحاجة لذلك .. ولكنه على علم بالأمر بدأ بصعود الدرج الداخلي ليتوقف ثائر فجأة ملتفة للخلف نحو زوجة عمه مباغتا إياها ليرى وجهها يشع حقدا وغضبا لم تستطع إخفائه بالسرعة الكافية عن عينيه محاولة وضع ابتسامة زائفة على شفتيها تحدث بلهجة آمرة : - هناك أمر آخر .....علينا جميعا التحدث بالإنجليزية أو العربية في حضور ياسمين لانها لا تجيد اللغة الألمانية أرجو منك إبلاغ الجميع بذلك وعاد ليكمل صعود الدرج المغطى بسجاد احمر مشيرا لياسمين ان تتبعه فتح ثائر بابا في آخر الرواق في الجهة الشمالية من القصر وهو يدعوني لأتقدم بالدخول بحركة من يده وهو يتابعني بنظراته لأشاهد أمامي غرفة استقبال صغيرة أنيقة تحتوي على أريكة صغيرة ومقعدين من القماش الوردي الناعم وسجادة بيضاء فاخرة وقد طليت جدران الغرفة كلها باللون الأبيض اللؤلؤي وتحتوي أيضا على شرفة مطلة على الحديقة الخلفية للمنزل مر ثائر من امامي واقفا في منتصف الغرفة بجسده الضخم الذي ملأها على الفور وهو يشير الى باب خشبي - هذه غرفة جدتك وتحتوي على حمام وجميع مستلزمات الراحه وهذه ...وأشار إلى باب مقابل للأولى ....غرفتك وستجدين بها كل ما تحتاجينه نظرت نحوه بتوتر مجيبة بصوت خافت : - أشكرك ... على اهتمامك بِنَا أومأ برضا متابعا حديثه بلهجة آمرة : - اذا احتجت لشيء ... هناك هاتف في غرفتك اضغطي على الرقم 0 واخبريهم بما تريدينه و سيحضرونه لك في الحال أومأت براسي ابتعد خارجا من الغرفة لاتنفس براحة لأدرك فجأة أنني كنت أحبس أنفاسي ليلتفت نحوي فجأة محدقا بي قبل أن يخرج بنظرة لم افهمها متحدثا بصوته الرجولي الأجش وبنبرة متسلية وكأنه يستشعر معاناتي : - استريحي الان ... حتى موعد العشاء سأرسل خادمة لاصطاحبك لقاعة الطعام جحظت عيناي وانا أراه يغلق الباب خلفه دون سماعه لرفضي القاطع بتناول الطعام معه أو مع تلك المرأة التي تشبه القرش المفترس في الأسفل و التي التهمتي بنظراتها المحتقرة المشئزة طوال الوقت لتشعرني بأنني شحاذ يطرق بابها للاستجداء منها .... ضغط شفتاي بغضب مستحيل أن أمر بمعاناة تناول الطعام معه أو مع أي فرد من سكان هذا القصر مهما كلفني الأمر هل يريد رؤيتي ميته أمامه لأنني متأكده بأنني سأختنق بطعامي تحت وقع نظراتهم اتجهت الى غرفة جدتي لأطمئن عليها لأجدها ممدة براحة على الفراش الفخم تقلب قنوات التلفاز بسعادة كانت الغرفة بلون الكراميل تحتوي على سرير ملكي بشراشف عاجية حريرية وغرفة ملابس صغيرة وأريكة بلون بني مخملي تقبع بجوار النافذة المغطاة بستائر من المخمل العاجي وطاولة قهوة صغيرة مصنوعة من خشب الأرز ومحفورة أرجلها بنقوش ذهبية بديعة تمتد أسفلها سجادة عاجية فاخرة نظرت الي جدتي فور دخولي لغرفتها تبتسم نحوي بفرح يشوب صوتها الهادىء: - انا مثلك عندما رأيت هذه الغرفة ظننت انني انتقلت الى الجنه ضاحكة بمرح لتجتاح حلقي غصة وأنا أراها بتلك السعادة كطفلة صغيرة تحصل أخيرا على الحلوى التي تمنتها لأبعد دموعي التي قفزت إلى عيناي بسرعة وأنا ابتسم لها مخاطبة إياها بلهجة مرحة : - اطمئني ... انت مازلت معنا على الارض تقدمت نحوها وألقيت بنفسي فوق السرير بجوارها متوسدة براسي ساقيها فوق الغطاء أخذت تمرر يداها الحنونتان على شعري وهي تقول : - يبدو ان هذا الفتى مهتم بك كثيرا هززت كتفاي وانا اجيب بلهجة لا مبالاية: - هو يهتم برسوماتي فقط ...ويحتاجني من اجل معرضه أومأت الجدة برأسها شاردة بنظرها بعيدا متابعة بنعومة : - لا أحد يعلم ما يخفيه القدر لنا .....لكنني أدعو الله بأن تجدي السعادة التي تستحقينها يوما ما يا فتاتي الشجاعة سمعنا طرقا على باب غرفة جدتي لأرى خادمة تدخل وهي تدفع عربة محملة بالأواني الفضية المغطاة وهي تنحني وتقول بالإنجليزية : -هذا عشاء السيدة فكرية وأخبرني السيد ان اعلمك ان العشاء سيكون عند الساعة الثامنة نظرت إلى الخادمة بحدة لكنني تمالكت أعصابي أمامها مجيبة بصوت هادىء لا يظهر ما يجيش داخلي من غضب بسبب اصراره : - أظن أنني سأتخلى عن فكرة العشاء من الأساس فأنا أشعر بالتعب وارغب في النوم مبكرا أتمنى منك ان توصلي اعتذاري للسيد ثائر و للجميع حدقت في الخادمة بذهول للحظات فلم يجرأ أحد على عصيان أوامر السيد من قبل لكنها أومأت لي موافقة نظرت الى جدتي مبتسمه بمرح مداعبة إياها : - هيا ايتها السيدة فكرية عليك تناول طعام العشاءكاملا لتتناولي دوائك وتخلدي للراحة فليس لدينا فتيات صغيرات يسهرن لوقت متأخر أمام التلفاز وأمسكت احد الأطباق لاسكب لها بمساعدة الخادمة لكن جدتي أمسكت يدي بين يديها مانعة اياي من مساعدتها في تناول الطعام قائلة : - اذهبي انت لتستحم وترتاح قليلا قبل أن تنضمي لأهل البيت للعشاء واشكريهم بالنيابة عني على حسن ضيافتهم لم أخبر جدتي انني رفضت دعوتهم لي بالانضمام على العشاء منذ دقيقة واحدة عندما أبلغت الخادمة بذلك بالإنجليزية فلم أرغب بالجدال معها والتسبب في إحزانها لكنني فأومأت موافقة على نية الاستحمام وتبديل ملابسي والخلود للراحة أخيرا خرجت من عند جدتي متجهة نحو غرفتي لأشهق عند مشاهدتي لجمالها وتناسق ألوانها حيث امتزج اللون الأخضر الزمردي مع اللون الذهبي بروعه وقد احتل سرير ملكي ضخم بشراشف حريريه ذهبية اللون جزء كبير منها إلى جانب أريكة كبيرة من المخمل الأخضر المنقوش بخيوط ذهبية وضعت بالقرب من النافذة المطلة على بركة سباحة ضخمة تتوسط الحديقة كما وضعت بجوارها طاولة خشبية اثرية محفورة بإتقان بورود بارزة الشكل اقتربت منها بذهول مررة أصابع يدي عليها بإعجاب كبير وأنا انظر حولي بدهشه كانت غرفة مصممة لأميرة وليست لعاملة تعمل في مصنع للسجاد خلعت حذائي وسرت عارية القدمين فوق السجادة الخضراء الناعمة التي تغطي الأرضية الرخامية للغرفة وأنا أتلفت حولي باحثة عن حقيبتي الصغيرة لأراها هناك موضوعة داخل غرفة ملابس صغيرة جانبية فأسرعت بفتحها لأخرج منها ملابس داخلية عادية وثوب نوم زهري مريح أحبته بشدة كنت قد اشتريته من سوق الملابس المستعملة والذي دلتني عليه صوفيا عند وصولي إلى بافاريا لشراء الملابس منه لي ولجدتي تناولت أيضا حقيبتي الصغيرة للعناية الشخصية متجهة إلى الباب الخشبي المجاور لغرفة الملابس متوقعة أنه الحمام لأقوم بفتحه ليشتعل ضوءه ذاتيا فوق رخامه الأخضر اللامع بمغطسه الضخم وصنابيرمياهه ذات المقابض الذهبية وحوض جانبي بمرآة ضخمة قمت بوضع حقيبتي الصغيرة فوقه ناظرة في المرآة التي أمامي ليطل منها وجهي الشاحب وقد احاطت هالات باهته أسفل عيناي نتيجة لهذا اليوم الطويل والمرهق تنهدت بتعب وانا أقوم بحل رباط شعري البني لينسدل بنعومة فوق كتفاي وأقوم بخلع ملابسي واحدة تلو الأخرى لتصبح كومة صغيرة على الأرض الرخامية بجانبي متقدمة نحو المغطس أدرت مقابض صنابير المياه الساخنه باعتدال مضيفة سائل الاستحمام الخاص بي لتنتشر رائحة الفانيليا المنعشة تفوح في الأجواء جمعت شعري الطويل فوق راسي بمشبك ودخلت الى الماء الساخن بلهفة صديق التقى بصديقه أخيرا لاسترخي فيه وقد انتشرت الرغوة على سطحه لامررها فوق ذراعي باستمتاع ملاحظة ما توقعته وجود كدمات زرقاء تركتها أصابع يده على جلدي الشاحب رفعت ساقاي لأرى الخدوش الحمراء الملتهبة تملىء ركبتاي تنهدت وأنا القي براسي للخلف على حافة المغطس في محاولة مني للاسترخاء وترك المياه الدافئة تعالج عضلات جسدي المتشنجة من التوتر وأنا أفكر أنه منذ التقيت به وأنا أعاني على الصعيد الجسدي والنفسي يا الله... كم تكرهه وتتمنى ان لا تقع عيناها عليه مجددا ابدا ذلك المغرور المتسلط ال............ وكأنها استحضرته أمامها بأفكارها لترى ظله في مرآة الحمام أمامها لتشهق غير مصدقة بفزع