خاتمة الجزء الأول من رواية مهاجرة إلى حبه
ارتدت ثوبها الأبيض كملاك تحيط به هالة سرمدية بيضاء جالسة بصمت يتآكلها الشك وتتقاذفها رياحه القوية
وهي تتلوى فوق مقعدها أمام المرآة تنازعها نفسها لكي تعيد النظر مرة أخرى في قرارها المتسرع ذاك .... متسائلة بحيرة
عما إذا كان ما قامت به صحيح ؟وهل قرار زواجها من يوسف هو الحل الأمثل لها كما تعتقد ؟
وإذا كان الأمر كذلك إذن ..... فلماذا تطاردها المخاوف والشكوك منذ لحظة اتخاذها قرار الارتباط به بالرغم من أنه وخلال الشهر الماضي لم يوفر جهدًا في سبيل إسعادها وتوفير كل ما تتمناه حتى وان لم تطلبه أو تحتاجه فهذا ما جعلها تشعر بأنها شخص مخادع
لأنها وبالرغم من كل شيء يقدمه لها فهي لم تقدر على ان تبادله حبه مهما حاولت جاهدة ولكنها حذرته من هذا نعم حذرته ....من أنها لن تكون الزوجة المناسبة له الا انه ظل متمسكا بها رافضا التخلي عنها وهذا ما شكل بالنسبة لها عبء اضافيا تحمله على عاتقها ويشعرها بأقصى درجات الذنب وكره الذات .اغرورقت عيناها بالدموع تجاهد في حبسها حتى لا تفسد زينة العرس جالسة بحزن في أحد أجنحة فندق هيلتون والذي استأجره يوسف خصيصا لها حتى تستعد فيه قبل النزول إلى قاعة الزفاف لتنتفض فجأة وقد اتسعت عيناها من الصدمة التي جمدتها مكانها عند رؤيتها لثائر يقتحم الجناح بالقوة وهي ترى في عينيه شيء جعلها ترتجف بخوف لتصرخ بصوت مهزوز
- ما الذي تفعله هن...؟
لكنه لم يدعها تكمل جملتها فقد انقض عليها حاملًا إياها فوق كتفه العريضة وكأنه قرصان يحمل أسيرته التي حصل عليها عنوة
مجيبًا على سؤالها غير المكتمل بصوت رجولي هادىء :
- اختطفك ....إلى اللقاء مع الجزء الثاني من رواية مهاجرة إلى حبه
بعنوان (انفاسه ياسمين )
أنت تقرأ
رواية مهاجرة إلى حبه ج1 (مكتملة)
Romanceالنهاية زحف البرد القارس يمزق أوصالي الرقيقة ويرج جسدي الضئيل والذي لا يكاد يحميه ثوبي الممزق هذا ..... لا أعرف كيف وصلت الى تلك الحديقة أو كم من الوقت استغرقته في الجلوس فوق هذا المقعد الخشبي فهذا لا يهمني لأن كل ما أشعر به الآن هو البرد والوحدة...