وهذه يا قرائي الأعزاء تسريبة من الفصل السابع عشر
أتمنى أن تنال إعجابكم قراءة ممتعة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
علقت التصميم الجديد والذي قضيت ليلة أمس في رسمه على الجدار بجوارباقي التصميمات الأخرى والتي قمت أنا وفريق العمل بتنفيذها منذ بداية الأسبوع بعد أن تم وضع خطة أسفر عنها اجتماعي بهم بتصميم رسومات تحمل الطابع الحديث والقديم معا باستخدام كما فهمت من إبراهام تقنية 3D وهذا استدعى التواصل مع المصانع التابعة للشركة لتحديد إذا ما كانوا يمتلكون الآلات والإمكانيات لحياكة هذا النوع من السجاد
وقفت أمعن النظر في تلك التصميمات وأنا غير راضية عنها متنهدة بنفاد صبر وأنا أضع يداي على خاصرتي مقتربة من طاولة العمل
ليقتحم ابراهام وأديتي المكتب بصخب وقد أعلنت أديتي بابتسامتها الأمومية والتي لا تفارق وجهها :
- لقد أحضرنا بعض الكرواسون والقهوة للإفطار .... كمية وفيرة من الكافيين ستنعش عقولنا
ابتسمت معتذرة بلطف :
- شكرا لكما .... لكن لا رغبة لي في تناول الطعام
نظرت أديتي لي نظرة تأنيب محذرة بنبرة ناعمة :
- عليك تناول الطعام وإلا ستمرصين .....العمل لن يهرب منك
أومأ ابراهام مؤيدا كلامها :
- ما فائدة العمل ان سقطت مريضة .... عليك التوقف عن القلق ... سوف تصلين إلى الفكرة التي تبحثين عنها
تناولت منهما الطعام وجلسنا فوق طاولة العمل وأنا أضع أصبعي فوق احدى الرسامات
- أنظرا إلى هذا التصميم انه جيد ولكن ينقصه شيء لا أستطيع اكتشافه
حملقت أديتي في وجهي وهي تقر بالحقيقة التي أعلمها جيدًا :
- هذا لانك مشتتة الذهن ..
معها حق فبعد الشجار الذي حدث بيني وبين ذلك الدكتاتور المغرور المدعو ثائر جودت البيسار بالأمس والذي يظن أن من حقه التحكم بي وبحياتي لمجرد أنني أعمل لديه ....مختلطة بتلك المشاعر المتضاربة التي أشعر بها اتجاهه ومسببة اضطراب نومي بعودة تلك الكوابيس مجددا بعد أن ظننت أنني تخلصت منها نهائيا
ومما زاد الطين بلة ما قاله الطبيب الذي عرضت جدتي عليه بحاجتها للبقاء في المشفى والقيام بالفحوصات اللازمة والتي ستقرر إذا ما كانت بحاجة للخضوع لعملية قريبا
ومع كل هذه التعقيدات الكارثية أشعر بالغضب الشديد اتجاه مماطلة ثائر بالسماح لي ولجدتي بالانتقال إلى شقة مستقله بعيدا عن المشاكل التي تتسبب بها إقامتنا في منزله خاصة مع عمته وابنتها
تنهدت وأنا أشعر باليأس
إذن فلابد أن تكون النتيجة المحتومة لكل هذا هو عقل مشتت لا يقوى على الرسم أو العمل
قاطع صوت رنين دوامة أفكاري المتشابكة ليظهر أنه قد ورد اتصال هاتفي لأديتي التي أسرعت بدورها بالخروج من الكتب لاستقباله بعيدا
كنا أنا وإبراهام بمفردنا نتناقش حول احدى التصاميم عندما وقع ظل ضخم فوق طاولة العمل ليلتفت رأسينا معًا للخلف في نفس اللحظة لتقع على ثائر الذي حدق نحونا بعينين قاسيتين يتطاير منهما الشرر
قطبت حاجبي وأنا أستمع لصوته ذو النبرة الحادة يأمرني بخشونة :
- اتبعيني .... خارجًا كالإعصار من غرفة المكتب ومغلقا بابه الزجاجي خلفه بعنف يكاد يحطمه إلى شظايا
نظرنا أنا وابراهام إلى بعضنا البعض بدهشة مستفسرا هذا الأخير بصوت خافت :
- ما الذي يحدث هنا ؟
حركت كتفاي وأنا أتمتم :
- ليس لدي أية فكرة ....
دخلت أديتي وهي تنظر نحونا بدهشة هي وباقي الموظفين في الخارج متسائلة :
- لماذا السيد ثائر يبدو غاضبا هكذا ..... هل حدث شيء ما في غيابي؟
نظرا كلاهما نحوي باستفهام
كأن من المفترض بي أن أعرف ما الذي أثار غضبه فجأة
خرجت مسرعة من غرفة المكتب متجهة إلى مكتبه وأنا ألاحظ نظرات جميع الموظفين الخفية لي
يالله ما الذي يحدث معه ...هل أصيب بالجنون فجأة
لينقض على ثائر لحظة دخولي إلى مكتبه ممسكًا ذراعي بقسوة نافضا جسدي بين يديه بعنف ......
أنت تقرأ
رواية مهاجرة إلى حبه ج1 (مكتملة)
Romanceالنهاية زحف البرد القارس يمزق أوصالي الرقيقة ويرج جسدي الضئيل والذي لا يكاد يحميه ثوبي الممزق هذا ..... لا أعرف كيف وصلت الى تلك الحديقة أو كم من الوقت استغرقته في الجلوس فوق هذا المقعد الخشبي فهذا لا يهمني لأن كل ما أشعر به الآن هو البرد والوحدة...