السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر كل من سأل عني واعتذر عن التأخير
في إنزال الفصل خلال الفترة الماضية وذلك بسبب حالتي النفسية السيئة التي أوقفتني عن الكتابة وذلك بسبب رؤيتي لفيديو مقتل
شهيد الشهامة الطفل محمود البنا والذي انتشر مؤخرا على الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي ولانني لم استطع تمالك نفسي فأصابني الحزن والاكتئاب والاختناق فكنت ابكي كلما تذكرت هذا الفيديو الذي يلامس ما حدث له قلب كل إنسان وذلك ما اثر في ومنعني عن الكتابة فكيف اكتب لكم ونفسيتي محطمة وحزينة على هذا الطفل الذي بكى عليه الملايين من الناس وأنا منهم
فعذرًا أحبائي القراء وادعو من الله ان يكون هذا الطفل شهيدا عند الله ويرزقه الجنه
هذا الفصل طويل جدا وهو الفصل قبل الأخير للجزء الأول من الرواية وقد تجدون فيه بعض الأخطاء الإملائية لانني لم انقح المفردات بعد ولم أراجعه أيضا فاعتذر منكم ولكن أنزلته بناءً على رغبة القراء الذين تواصلوا معي وشكرا لكل من سأل عن الرواية وأتمنى التصويت للفصل ان أعجبكم وشكرا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹❤️❤️❤️🌹❤️❤️❤️❤️❤️
الفصل الثاني والعشرين (22)
يلقي بنا الحب في متاهات القلب والتي نسلكها مجبرين دائما ... تائهين فيها دون أن نعلم إلى أين ستقودنا تلك الدروب الطويلة أو إلى أين سينتهي بنا المطاف في النهاية ....
الشعور بالذنب ....هو شعور لا يحسد عليه أي إنسان فهو كمن يتقلب على جمر من النار فلا يستطيع جسده الاستقرار وفي حالتي تلك كان هذا هو الشعور المسيطر على في تلك اللحظة عندما تذكرت معاملتي القاسية والمجحفة للسيد يوسف رغم كل ما قام به لأجلي في السابق .....دون ذكر ما قام به الليلة الماضية لإنقاذي كل هذه الأمور اجتمعت لتشير نحوي بأصابع الاتهام بأنني قد كنت مخطئة في حقه خطئًا كبيرا
خاصة ذلك اليوم عندما تفاجئت برؤيته في غرفة الطبيب بدلا من ثائر الذي كنت أتمنى وجوده بدلا عنه .... لأشعر بالغضب العارم اتجاهه خاصة عندما علمت بأنه قام بدفع جميع تكاليف العملية والعلاج للمستشفى دون أن يفكر في عرض الأمر علي أولًا قبل ان يقدم عليه مما زاد من سخطي عليه بسبب تدخله في حياتي بتلك الطريقة خاصة وأنتي لم أكن أرغب في أن أصبح مدينة لأي أحد أبدا
فقد قررت وأنا في طريقي إلى المشفى بعد انتهائي من العمل بأن أتنازل عن كبريائي مرة أخرى وأحاول عرض أمر القرض المالي على ثائر هذه المرة وجها لوجه فهو بالتأكيد لن يرفض ذلك إذا علم أن هذا القرض من أجل علاج جدتي فكرية
لكن وللأسف تحطمت أحلامي كلها على صخرة الواقع بعد ما فعله السيد يوسف
لانفجر في وجهه لحظة خروجنا من غرفة الطبيب بكل الغضب المكبوت داخلي :
- من سمح لك بالتدخل ....في أموري الشخصية ؟ وكيف علمت بهذا الأمر ؟
قابل يوسف هجومي الغاضب نحوه بكل هدوء ناظرًا نحوي بعيون سوداء لامعه وهو يجيبني بنبرة جادة لا تحمل ذرة واحدة من الندم :
- كنت أراقبك ...
أوشكت عيناي المتسعة بدهشة على الخروج من محجريهما وأنا لا أستطيع تصديق ما سمعته أذناي للتو ... صارخة فيه بحدة :
- تراقبني !
لأشاهد ممرضتين تنظران باتجاهي بدهشة أثناء مرورهما بجوارنا في الممر لأشعر بالحرج وأنا أعاود سؤاله هذه المرة بنبرة منخفضة :
- ما الذي تقصده بقولك أنك تراقبني ؟
سعل بخفة محاولًا كسب بعض الوقت قبل أن يرد على سؤالي وهو يدور بعينيه حول المكان بنظرة متأملة وكأنه ندم على تسرعه بالإجابة
قبل أن أن يعود بنظراته إلى وجهي لتلتقي عيناه بعيني المحدقة في وجهه بقسوة منتظرة إجابته على سؤالي بفارغ الصبر
مرر يده في خصلات شعره الأسود اللامع المصفف بأناقة لتتدلى احداها فوق جبينه الأسمر العريض مظهرة إياه بمظهر طفولي بريء
وهو يجيب بتردد واضح ... شاعرًا بالقلق على ما يبدو من ردة فعلي اتجاه ما سيقوله الآن :
- حسنا أردت التأكد من أنك بخير ...وأن ذلك المجرم لن يكرر فعلته مرة أخرى .... وكنت قد أخبرتني أن جدتك في المشفى لذلك ....راقبتك لأعرف المكان
أختفى صوته فجأة وهو يرى ملامح الغضب تعود لتكسو وجهي وأنا أستمع إلى أعذاره غير المنطقية بالنسبة لي مقاطعة حديثه بحدة :
- لكنني أخبرتك بأن باستطاعتي العناية بنفسي ...وأنني لست بحاجة لمساعدتك أو لمساعدة أي شخص
أومأ رأسه موافقًا على كلامي ناظرًا نحو الأرض بخجل كطفل صغير قبض عليه متلبسا بسرقته للحلوى الذي تم منعه من تناولها
متابعة حديثي بصوت مكتوم :
- كما أنني لست بحاجة إلى ...شفقة من أحد
ارتفع رأسه بحدة محدقا إلى وجهي بحيرة وقد عقد حاجبيه بدهشة
أدرت ظهري اليه بغضب وأنا أخطو مبتعدة عنه لأشعر بقبضة قاسية فوق مرفقي تمنعني من التحرك وهي ترغمني بالقوة على الاستدارة ومواجهته مجددا محدقا في وجهي بتمعن شاعرة بالألم من استمرار ضغط أصابع يده على مرفقي بقسوة :
- توقفي للحظة .....ما الذي تعنينه بالشفقة .... هل تعتبرين ما أقوم به اتجاهك هو بسبب شعوري نحوك بالشفقة ؟
انتزعت مرفقي من بين يديه بقوه وأنا أجيب على سؤاله بسؤال آخر :
- إذن ما سبب تصرفك هذا ...لماذا سلبت مني حق الاختيار إذا كنت أرغب في مساعدتك أم لا؟
حدق في وجهي بنظرة غريبة لم استطع تفسيرها حتى الآن قبل أن يرد على سؤالي مبررا تصرفاته :
- لقد شاهدتك تخرجين باكية من المشفى هذا الصباح ....صمت قليلًا ليتابع بعد ذلك ...فخشيت أن أمر ما حدث لجدتك المريضة ....وأنا أعلم شدة تعلقك بها فأسرعت إلى المشفى لأستفسر عما حدث ....لكنهم قاموا بإرسالي إلى الطبيب المسؤول عنها والذي قام بدوره بإيضاح كل شيء لي ...وأن من الضروري خضوعها إلى جراحة عاجلة ... تحتاج لمبلغ ضخم من المال
لتتسع عيناي فجأة عندما أمسك بكتفي النحيلتين بين قبضتيه القويتين وهو يهزني بقوة صارخا في وجهي :
- ما الذي أردتني أن أفعله تحديدا ....أن اتغاضي عن الأمر لمجرد ... أنك فتاة عنيدة حمقاء .....إن كبريائك اللعين هذا لن ينقذك أو ينقذ جدتك .. كما من أين بإمكانك الحصول على هذا المبلغ الضخم من المال ؟
تجنبت النظر إلى عينيه وأنا أجيب بنبرة متوترة :
- كنت سأتقدم بطلب قرض بضمان راتبي من الشركة
تركت قبضتاه كتفي ببطء وهو ينظر إلي وقد عقدت الدهشة لسانه للحظة ليتابع بعدها بنبرة ساخرة :
- هل تعتقدين أن هناك شركة في هذا العالم قد تقرض موظفا لم يعمل لديها سوى أقل من شهرين هذا المبلغ الضخم من المال بضمان راتبه
بالتأكيد هذا مستحيل .... كما أن قريبي ثائر ليس من النوع العطوف بخصوص المسائل الشخصية للموظفين لديه
نعم لقد ادركت هذا الأمر بنفسي متأخرة للأسف ....أغمضت عيناي للحظات لم أرى خلالها نظرة الانتصار التي لمعت في عينيه السوداء لتختفي بسرعة لحظة قمت بفتح عيناي ناظرة نحوه باستسلام متسائلة بلهجة خافته مضطربة :
- كيف بإمكاني سداد هذا المبلغ لك ؟
شاهدت عيناه تفيضان بالسعادة وهو يزفر بقوة ممسكا مرفقي مجددًا و لكن بلطف هذه المرة لكي يقودني عبر ممرات المستشفى متجهًا بي نحو غرفة جدتي مجيبًا على سؤالي بنبرة اصرار يتخللها بعض المرح كعادته :
- أولًا عليك أن تعرفينني على جدتك بطريقة لائقة ....فأنا لم يتسنى لي التعرف عليها جيدًا أثناء تواجدك في القصر
التفت نحوه مندهشة وأنا أصارع لكي انتزع مرفقي من قبضة يده الحديدية ولكن هيهات فعلى ما يبدو أن الأمر شبه مستحيل وأن مجرد المحاولة هو أمر عبثي ....قاطعته بنبرة مضطربة :
- ولكن ....
تابع حديثة وكأنني لم أقم بمقاطعته أبدا :
- كما أن عليك بعد ذلك قبول دعوتي للغداء لكي نحدد معًا الطريقة التي سوف تقومين بها لتسديد هذا الدين لي
نظرت نحوه بحدة ...وأنا أجيبه معترضة على اقتراحه الثاني :
- لا أعتقد أننا بحاجة لتناول الغذاء معًا لكي ....
لكنه ترك مرفقي فجأة متقدما أمامي ليفتح باب غرفة جدتي بعد أن طرقه مستأذنًا متجاهلا أنني كنت أتحدث إليه
مشيرا لي كي أتقدمه بالدخول لأطبق فمي عند رؤيتي جدتي تهب من نومها جالسة بصعوبة فوق سريرها وهي تنظر نحوي متسائلة ... وكان السيد يوسف بدوره ينتظر لحظة تقديمي له بفارغ الصبر
في تلك اللحظة شعرت بأنني محاصرة تمامًا ولا أقوى على الهروب من الفخ الذي وقعت فيه ولم أكن أدرك حينها أن حياتي نفسها مرهونة بيد السيد يوسف ...
لاحظت انسجام جدتي معه على الفور منذ لحظة دخلنا تقديمه لها فقد تحدثا معًا بأريحية مطلقة وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد فقد وافق حس الفكاهة لدى جدتي مع طبيعة يوسف المرحة والذي جعلها تضحك بسعادة كطفلة جذله على كل كلمة ينطق بها وبين الفنية والأخرى كانت تنظر نحوي بارتباك وقد عقدت حاجبيها بعبوس متعجبة من صمتي وهي تشاهد نظرات القلق تمتلىء عيناي
انتهى موعد الزيارة وقد ارتسمت ملامح الحزن على وجه جدتي لرحيلنا وخاصة السيد يوسف الذي استطاع كسب ود جدتي والتي امتلأت نظرات عينيها اتجاهه بالتقدير والإعجاب الشديد
ليزداد بريق عينيها لمعانًا عندما اخبرها انه دعاني لتناول الغداء معه لتنتشر البهجة على وجهها مرحبة بدعوته نيابة عني ولكنني لم استطع الرفض رغبة مني في معرفة كيف سأقوم بسداد مبلغ الدين له
لذلك أومأت برأسي موافقة على الدعوة على مضض ولكن طلبت منه أن يكون في مكان قريب من المشفى فوافق على طلبي دون نقاش
حيث قام باصطحابي بسيارته الروز ريس البيضاء لمطعم ( تيم راو) وهو مطعم فخم يحتوي على طاولات صغيرة متراصة بالقرب من بعضها البعض ذا طابع حميمي غير متكلف
سحب لي المقعد بلياقة وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة رضا أظهرت أسنانه الناصعة وهو يحتل المقعد الذي أمامي والذي كان عبارة عن أريكة ضخمه مريحه ممتدة بطول المطعم لتصل بين جداري المطعم المتقابلين
نظرت حولي في ارجاء المكان في محاولة لتجنب نظراته الممعنة في تفاصيل وجهي
تنحنحت لإجلاء صوتي
- حسنا ....كيف ....؟
تقدم أحد الندل حاملا لائحتي طعام ليقدم واحدة لكل منا
تناول يوسف القائمة من يدي فنظرت نحوه بدهشة متسائلة بصمت :
- دعيني أساعدك ....
حيث احتوت القائمة على أطباق رئيسية مثل وجبة جمبري الساشيمي مع الفلف الحار و لحم الغنم المفروم ، و أكلات من لحوم البقر و الإستاكوزا بإضافة رغوة من النكهات المتناقضة و الألوان الجريئة الفاتحة للشهية.
هكذا وصف قائمة الطعام لي
رفعت أحد حاجبي باستغراب قائلة بنبرة مندهشة :
-يبدو أنك من الرواد الدائمين لهذا المطعم
ابتسم بلطف وهو يناول النادل القائمة بعد أن طلب لنا طبقين من جمبري الساشيمي مع الفلفل الحار
ليقول بلهجة مخيفه وهو يحدق داخل عيناي
- إذن لقد استطعت اكتشاف سري أخيرًا
نظرت إليه للحظة دون أن أدرك ما الذي يقصده حقا ليجيب بطريقة ممازحة
وهو يضحك بمرح
- أجل ...هذا أحد المطاعم المفضلة لدي
ارتجفت شفتاي بابتسامة صغيرة مقتضبة
ليلقي بجسده إلى الخلف في مقعده باسترخاء وهو يتنهد بصوت عالٍ قائلا والسعادة تتراقص في عينيه وهو يراقب دهشتي من حركاته التمثيلية
- أخيرًا حصلت على ابتسامة صغيرة منك حتى ولو كانت ابتسامة مجاملة لا أكثر
احمرت وجنتاي بقوة شاعرة بالاضطراب والتوتر بسبب طراءه المبالغ فيه لأتحدث بلهجة مضطربة :
- أرجوك ...توقف عن المزاح ولنتحدث بجدية كيف سأسدد لك المبلغ الذي أدين لك به الآن
نظر الي بجدية وقد اختفى المرح من عينيه السوداء كقاع بئر لا قرار له وهو يقول بتصميم و بنبرة قوية :
- دعيني اعتني بك .....هذا كل ما أريده منك لتسديد الدين
قطبت حاجبي وأنا لا أفهم ما الذي يقصده متسائلة بنبرة مترددة :
- ما الذي تعنيه أن ....تعتني بي
قبض فجأة على يدي الموضوعة باسترخاء على الطاولة وهو يضمها بين يديه بقوة مجيبًا بنبرة قوية لا شك فيها :
- ياسمين .....أنا أحبك منذ اللحظة الأولى التي رأيتك بها ....فغرت فمي وقد اتسعت عيناي برعب استمر في حديثه بصوت أجش
- أرجوك لا تجيبي الآن.... فأنا أعلم أن الأمر صدمة بالنسبة لك ...وأنك لا تبادلينني ذات المشاعر لذلك كل ما اطلبه منك أن تتركيني أهتم بك ....
ودون أن تكون لي أي نوايا أو متطلبات ...أرجوك ياسمين
لكنني نزعت يدي من بين يديه بقوة وأنا أهب واقفة في مكاني ناظرة نحوه نظرة شخص فقد عقله أو أصيب بالجنون وأنا لا أصدق ما سمعته أذناي للتو متحدثة بلهجة مختنقة بفعل الصدمة
- لا يمكن .....أن تكون جادًا تنفست بصعوبة
هب هو الآخر من مقعده واقفا أمامي بطوله الفارع وكتفيه العريضتين
- أرجوك استمعي لي
لكنني حركت رأسي برفض وأنا أنظر نحوه بغضب وعدم تصديق :
- أرجوك ....نحن لم نرى بعضنا سوى عدة مرات فقط إلى جانب أنت لا تعرف عني شيئًا كيف تقول أنك واقع في حبي بهذه السرعة هذا كلام غير منطقي وغير مقبول
أجابني بنبرة حادة ممتزجة بإصرار مخيف :
- وهل الحب يحتاج إلى ذلك
حدقت اليه باضطراب للحظات ...قبل ان انطلق مسرعة دون انظر للخلف لأضع أكبر مسافة بيني وبين هذا الشخص المجنون وأنا لا اعلم كيف سأستطيع التصرف معه
أنت تقرأ
رواية مهاجرة إلى حبه ج1 (مكتملة)
Romanceالنهاية زحف البرد القارس يمزق أوصالي الرقيقة ويرج جسدي الضئيل والذي لا يكاد يحميه ثوبي الممزق هذا ..... لا أعرف كيف وصلت الى تلك الحديقة أو كم من الوقت استغرقته في الجلوس فوق هذا المقعد الخشبي فهذا لا يهمني لأن كل ما أشعر به الآن هو البرد والوحدة...