الفصل التاسع: اختفاء

29.8K 623 13
                                    

نوح بلانكو كورسينى:

بعد ما فعلته بها و بعدما فقدت القدره على النطق... فقدت انا التحكم بعقلى فقد كرهت واحتكرت نفسى.  تألمت و تعلمت انى اعتصرت قلبى بيدى لا اكثر.

عذبت روحى بقبضة يدى.  وها انا ادفع الثمن و لكن ليس لفقدناها النطق من الصدمه. بل ما حدث لاحقا جعلنى كالمجنون.

بعدما تأكدت انها نائمه. خرجت من الغرفه بهدوء احاول تملك اعصابى واهدىء من روعى قليلا حتى لا يرانى احد رجالى بهذا الضعف.

ذهبت للغرفه السريه المجاوره وطلبت من احدى الخدم ان يأتينى بأدهم...

شربت من الخمر ما يفوق قدرة انسان طبيعى بعشر دقائق فقط. حتى طرق باب الغرفه و دخل ادهم.

نظر الى باستغراب شديد و هو يقترب منى رويدا رويدا و عينيه لا تكاد تفارق زجاجة الخمر امامى "سيدى! هل انت بخير؟ لما كل هذا الخمر؟"

رفعت رأسى و سئلته بجديه "ادهم؟ هل انا احب سيلينا حقا؟" و هنا وجدت صمت رهيب منه. سئلته باستغراب "هل انا حيوان الى هذه الدرجه؟"ولكن بالطبع لن يجروء على التلفظ بنعم!  فهو يعلم اهانتى معناها قتله!

تسائلت متابعا و كأنى اتسأل مع نفسى بصوت عالى كالسكران " هل انا سادى لدرجه تعذيب من احب؟ هل يمكن شفائى من هذا المرض اللعين؟ هل يمكن ان اتوقف يوما عن القتل؟  هل يمكن ان اتوقف عن الاستمتاع بتعذيب البشر؟ "

ولم اتوقع ان يردف بجرأه ردا على اسئلتى "نعم يمكن ولكن هذا يتطلب بعض الوقت. حبك لها سوف يساعدك."

تنهدت الوم نفسى " احضر لى الان افضل الاطباء. سيلينا اصبحت بكماء من هول ما فعلت بها." لم استطع ان انظر له. فقط اشرت له بالخروج لاسجن نفسى اتألم بمفردى داخل هذه الغرفه.

اردت حقا ان اطمن عليها و لكن فضلت بقائى بعيدا. فا انا لم ارد ان اتسبب بصدمه اخرى لها. صدرى وقلبى لم يتوقفوا بالخفقان. كان الالم كالطبول و عقلى مغلق من كثره التفكير. احسست بالضعف كالمشلول. عندما تشعر انك برغم قوتك لا تستطيع ارجاع شئ كصوت حبيبتك.

ولكن اللعنه واللوم على مكانتى التى جعلت اقوى واعظم الشخصيات تهابنى.  تهاب رجل المافيا الاول! فهذه الاسره كانت اللعنه بما انا وصلت له الان.

هذه المكانه التى جعلت منى وحشا بلا رحمه ولا مشاعر انسانيه. و هذه اللعنه حرقت قلبى بالنهايه كعقاب لمحاولتى الحب كبقية البشر.هذه الفتاه التى هزت كيانى وراودتنى باحلامى و جعلتنى كالسكير الاعمى يتعقبها بكل مكان. جعلتنى اتزوجها رغما عنها.جعلتنى....  عبدا بين اقدامها ولكنها حمقاء لا تعلم.

يا لعنتى... ايمكن للوحش ان يقع بحب الجميله؟ ببساطه هكذا!

لماذا لا استطيع ان اقتلع حبها من داخلى؟ لماذا انا بهذا الضعف امامها؟ انها ليست الاجمل ولا الاذكى ولا الاجرئ.  ولكن مع كل هذا فكانت همجيه مسليه و كلها اسرار!  فريده من نوعها.

ليلة عابرة ✅   معرض القاهرة الدولى للكتاب  ٢٠٢٤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن