الفصل الرابع: لا أتذكرك!

39.4K 764 36
                                    

نوح بلانكو كورسينى:

"ادهم ماذا قلت؟" ظننت اننى سمعته يتكلم عن سيلينا! هل انا اتخيل الان؟ هل حدث مكروه لعقلى و أذنى بسبب هذه الفتاه؟! كرر ادهم ما قاله و هو يقترب منى بأبتسامه غير معهوده " سيدى لقد وجدوا سيلينا أخيرا."ابتلعت ريقى و شردت لوهله احاول ان اصدق ما سمعته.

"اذن اين هى؟ لماذا لم تحضرها معك؟ هيا بنا لنذهب لها!" تكلمت سريعا بانفعال. فا لقد انتظرتها طويلا!

لم اكن اتخيل اننى سأجدها لقد كنت بدأت افقد الامل بلقائها مره اخرى و ها انا اقف امام ادهم اخيرا اسمع اجمل خبر بحياتى ليرجع الى الامل و الابتسامه مره اخرى.

ولكن لم تمض الا ثوانى ليعم الضباب مره اخرى على و جهى عندما صارحنى ادهم بحقيقه الموقف. "سيدى تمهل! سيلينا ليست بايطاليا. هم وجدوها بمصر."

تنهدت بضيق كأن شيئا يطبق على قفصى الصدرى و لكن المهم عندى انهم وجدوها لا يهمنى اين ولا كيف. ما يهمنى اننى سوف اراها مجددا! "لا يهم يا ادهم. جهز الطائره الخاصه الان. سوف نذهب اليها على الفور. فلا احتمل الانتظار اكثر من ذلك."

ادهم ذهب على الفور ليجهز كل شىء و رجال حراستى ايضا. حيثما كنت انتظره. فا اذا بسكرتيرتى الخاصه تدق باب مكتبى تستأذن للدخول "ادخل."

"سيدى... لديك اجتماع مهم مع..." قاطعتها بنفور "لا يهم. الغى كل مواعيدى و اذهبى الان."

اومأت رأسها باحترام و ذهبت و اغلقت الباب خلفها. احسست ان الدقيقه تمر كعقد من الزمان و انا انتظر ادهم مع العلم انه لم يمر اكثر من عشر دقائق فقط. ظللت اجوب مكتبى ذهابا و ايابا افقد صبرى حتى سحبت جوالى و اتصلت عليه "اين انت بحق الجحيم؟ انا قادم الى المطار فورا! لن استطيع البقاء اكثر من ذلك." صرخت بغضب عليه.

"سيدى... الطائره الخاصه بك الان فوق سطح الشركه وانا انتظرك بها." مجرد ان اعلمنى ادهم بهذا فاتجهت الى خزانتى السريه و سحبت دفتر شيكاتى و معهم بعض الاموال و سلاحى الخاص و ذهبت بهمه مسرعا الى الاسانسير.

مشيرا الى رجالى للحاق بى على الفور.

......

بعد بضع ساعات من ركوبى الطائره والاقلاع من ايطاليا متجها الى مصر

"هل اقتربنا من هذه البلد؟" سألت ادهم فهو اعلم بمصر و الدول العربيه منى فانا لى بعض الاستثمارات بها ولكنى لم اذهب اليها ابدا. دائما ما كنت اوكل ادهم عنى للاهتما باعمالى بالشرق الاوسط.

اومأ الى بابتسامع عريضه "نعم! فا انا اشم رائحتها."

تنفست مطولا شارد الذهن بمن سلبت عقلبى و قلبى و تمتمت "وانا اشم رائحه معشوقتى. اتمنى ان المسها. ان انظر الى و جهها. ان اسألها لما اختفت عنى و الى اين ذهبت و مع من كانت."

نعم ادهم كان يدى اليمنى و صديقى و لكنى لم اعتاد ان اتحدث بأمورى الخاصه معه. فهذه قد تكون المره الاولى التى افتح بها قلبى بعد مرور عام من فقدانها.

ولكنى لم استطع ان اكتم بداخلى اكثر من هذا. نعم لا اريد ان اظهر كالضعيف و لكن! انا فعلا احبها!

نظر الى ادهم مذهولا مما قلت "سيدى سوف نهبط الان. احدى رجالنا بمصر خطفوها عندما كانت متجه للمطار."

"ماذا؟ الى اين؟" سألته بفضول و قلق بعض الشىء. فا انا اريد ان اعلم ما حدث لها. اريد ان اعلم ما هو اسم هذه الفتاه و اسم عائلتها. ما هو عملها و هل هى كانت على علاقه بغيرى ام لا.

رد ادهم ارجعنى الى ارض الواقع "سيدى اولا اريدك ان تهدأ و ان تتمالك اعصابك. فهى كانت شبه مخطوبه لأبن احدى الاثرياء و علاقتهم مسموع بها بجميع الارجاء وووو" و توقف ادهم عن التجرأ للتطرق لما بعد مما اصابنى بالجنون.

صرخت غاضبا "ماذا بعد! هل تزوجت؟ لا يهم! فسوف اقتل من تزوج بها! هل لديها اطفال؟ لا يهم سوف اسميهم و اربيهم كأولادى. هل..."

ادهم قاطعنى "سيدى ارجوك ليس هناك اى شىء من هذا!"

................

بعد الهبوط من الطائره...

الليموزين الخاصه بى كانت تنتظرنا. تفقدها رجالى اولا كشىء للتأمين ثم انطلقنا الى حيث سيلينا.

عندما وصلنا الى احدى قصور رجال الاعمال الذين يعملون لدى من الباطن وانا أمولهم. فهم فقط حبر على ورق.

مشيت بخطوات سريعه ترج الارجاء لا انظر الى احدا حولى ولا اكترث. فقط اشيح نظرى عن هذا و ذاك اتقفد ارجاء القصر املا بأن امتع ناظرى بسيلينا.

وقف احدى رجال الاعمال ينحنى الى بابتسامه "سيدى. انا سعيد بأننى..."

"اين هى؟" سألته مسرعا بعلامات الغضب مسيطره على حتى بصوتى.

"سيدى انها فاقده للوعى و لكننا وجدناها قبل سفرها من مصر. هى بالاعلى بغرفه خاصه." استشطت غضبا عندما علمت انهم خدروها. لم استطع ان استوقف قبضتى من عصر عنقه "ماذا قلت؟ اذا حدث لها شىء سوف اشويك كما اشوى اللحم! فهمت!"

ثم ازلت يدى عنه و هو يرتعش خوفا. ركضت مسرعا الى باب الغرفه المعنيه و مع اقترابى قلبى كان كالبركان ينبض بقوه و خوف وفرح. مشاعر متضاربه و قويه سيطرت على. وها انا واتتنى الجرأه لافتح الباب لاجدها نائمه بالسرير أمتع ناظرى من وجهها الملائكى.

اقتربت اكثر و اكثر امرر يدى على شفتاها و خدودها الورديه. اقتربت الى شعرها الاملس لأمل أنفى برائحه الفراوله . اردت احتضانها بقوه و لكنى مع ذلك كنت غاضب منها بشده لتركها لى بعدما جعلتنى اشعر بما لم اشعر به من قبل.

ولكن قبل ان انطق حروف اسمها لأوقظها... فتحت هيا عيناها و برهبه و خوف انتفضت من السرير تصرخ بى "من أنت؟ أين انا!"

ماذا؟ هل هى تمزح؟ هى لا تتذكرنى ام تلعلب بأعصابى؟

"هل تمزحين سيلينا؟" سألتها بارتباك انظر عميقا الى عيناها الخضراء.

وبكل خطوت كنت اقترب منها كانت هى تبتعد وترتعد خوفا تنظر يمينا و يسارا "لا انا لا اتذكرك!"

ليلة عابرة ✅   معرض القاهرة الدولى للكتاب  ٢٠٢٤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن