الفصل الاول( 2 )

459 8 1
                                    

تخيرتها بيدك إلى أخرى فاسدة أو تالفة يضعها عنده لكي يغش من مثلك من البسطاء ولكنك لا تكتشف ذلك سوى بعد أن تذهب في طريقك وتصل إلى منزلك، وعند دخولك المستشفيات الحكومية تجد العديد من حالات التسمم بسبب أكل الشارع ومداهمة الشرطة لهذه المحال المرخصة أو الغير مرخصة وكتابة العديد من الصحف عن تلك الحوادث ولكن بعد بضعة أيام تجد معظم هذه المحال قد عاد إلى نشاطه الأول وإزالة سجل المخالفات بسبب موظف حكومي عديم الضمير استجاب لمن وضع له في يده ما يكفيه لإسكات ضميره، حتى حالات الغش في المدارس كانت لا تُحصى وأستخدمت فيها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ليرفع كل طالب من مجموعه عن طريق ما يتلقاه من معونة خارجية تضاف إلى مجموعه هي في الأساس ليست من حقه. كل سبل الفساد هذه تمهد لفساد أكبر ووسط مناسب لنمو جراثيم عتيدة متمثلة في عصابات المافيا ورؤوسها الكبيرة أمثال: الدون (ماكسيمو) الذي لم يترك مجالاً غير مشروع إلا ويعمل فيه مكوناً ثروة طائلة غير نظيفة بالمرة حصاد أوجاع مرضى وبكاء بائسين، لقد كان يقوت جسده الضخم على أحلام الفقراء والمساكين ولا يترك لهم سوى مرارة في الحلق ونحيب على أحلام ضائعة. كل هذا لا يبشر بالخير لكن على النقيض زوجته (دانا) الجميلة التي تصغره بسنوات وكان قد تزوجها رغماً عنها بعد تهديده لوالدها بالقتل هي بارقة أمل ببساطتها وانتمائها للطبقة الكادحة التي يدوس عليها أمثال (ماكسيمو) ليصعدوا هم ويتركون لهم السراب، هي أيضاً ممن فقدوا أحلامهم بزواجها من ذلك الكهل العجوز الذي في مثل عمر أبيها بعد أن كانت مثلها مثل الفتيات اللاتي في نفس عمرها تنتظر الفارس الوسيم الذي يجيى ليخطفها على جواده الأبيض محلقاً بها في سماء الأحلام ولكنها اصطدمت بذلك الضخم الذي ضيع أحلام زهرة عمرها مثل كثيرين أذلهم بجبروته وأذاهم بسطوة نفوذه وخراب بيوتهم بأنشطته الغير مشروعة حيث يعيش اللصوص والفاسدون حياة أفضل من غيرهم.

دموع مكبوته.(أندرو عاقوله جرجس) ( مكتمله ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن