الطبيبة والمجنون

2.9K 80 11
                                    

أنا أسمي منى عبد القادر دكتوره أطفال متوسطه في كل شئ في الطول في العرض في المستوي المادي والأهم في الجمال فأنا خمريه عيوني واسعه مع فم كبير وأنف كالباذنجانه كانت مشكلتي طول حياتي الجمال كنت شخص مهمش في المدرسه وفي الكليه على الرغم من تفوقي الدراسي الملحوظ ومازاد الأمر عقده لدي كان منال , منال هي أختي الكبيره دي بقى نقيضي تماما مثال الجمال والفتنه مصدر أهتمام الجميع في كل مكان تكون فيه وبالطبع كانت نجمه المدرسه الكل بيطلب رضاها أما أنا فلا يعرفني أحد ولا حتى يذكرون أسمي ما يذكرونه فقط أني أخت منال الصغرى السكرتيره بتاعتها بتوصلها خطابات المعجبين ورسائل العشاق إلى كانت بترميهم بدون حتى أن تكلف نفسها عناء فتحها.

أمي قالتلي مره ربنا بيقسم الأرزاق هي الجمال وأنت الذكاء ,وده كان حقيقي فمنال لم تهتم يوما بالدراسه وعلى الرغم من كده لم تكن تحتاج لتفوقها لتشعر بأهميتها مثلي كان أهتمامها الرئيسي المرآه والماكياج وأخر خطوط الموضه وكانت دائما تضغط على ميزانيه البيت من أجل طلباتها حتى بعد موت بابا الله يرحمه وتراكم المصاريف على أمي لم تتوقف، أما أنا فكنت مدركه أني مهما عملت لن أصل لنصف ماهي فيه لذلك أتجهت أتجاه أخر للكتب والعلم والألتزام الديني ولكن هذه العقده كنت أشعر أنها تتحول شئ فشيئا إلى نوع من الحقد خاصه بعدما تزوجت منال من رجل أعمال معروف وكان فرحها وبيتها مصدر حديث العائله لفتره طويله أما أنا فكنت قد شارفت على الأربعين ولم أحظى بعد بزوج وعلى الرغم من الشهادات الكثيره التي حصلت عليها والتي تملئ جدران عيادتي و البيت إلا أن أمي ومن هم حولي كانوا دائما يشعروني بأني لم أحصل على أهم شهاده في حياتي وهي شهاده الزواج , أمي و الأهل والأصدقاء حاولوا كثيرا توفيق زواج لي ولكن كان كل شئ يتوقف بعد التعارف أو الزياره الأولى وأسمع بعدها الجمله الشهيره مافيش نصيب لذلك قررت أن أضبط حياتي على هذا أني دكتوره أطفال أدفن شوقي للأمومه في بسمات عملائي وأصبحت حياتي تدور في روتين معروف فأنا في المستشفي الخاص صباحا وفي المساء حتى الثامنه في العياده الخيريه ثم أعود للبيت, المستشفى تؤمن لي المال والعياده تؤمن لي الراحه النفسيه وحاولت أقناع نفسي بحياتي لكن كل ده أتغير وأتشقلبت كل حياتي بعد مقابلتي للمجنون .

أذكر جيدا هذا اليوم كان يوم من أيام الصيف والجو خانق وكان يوما طويلا في المشفى حتى أني فكرت في الأعتذار عن العياده والعوده للبيت مبكرا ولكن زينب مساعدتي أبلغتني أن هناك أربع كشوفات فقط وأن منهم حاله جائت من مكان بعيد فعدلت عن الأعتذار وتوجهت للعياده وفي أخر كشف قرع الباب العميل ثم دخل .

لاحظت أنه رجل فلم أرفع عيني فيه في الغالب يأتي الطفل مع أمه أو أمه وأبيه لكن قليل جدا من يأتي بأباه فقط وعندما دخل أغلق الباب خلفه ولم يكن معه طفل .

منى حضرتك أين طفلك .

العميل أنا لست متزوج.

منى ولكن الحجز بأسم محمد عبد الله أين هو .

أوراق من الحب والسعادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن