الخاتمة

734 74 6
                                    


كان قلبي يدق بداخلي من الخوف ولكني أستجمعت شجاعتي وتوكلت على الله وخرجت لأواجه مصيري فوجدت علبه كبيره ملقاه على الأرض ودكتوره عفاف تنظر لي بخجل أما أمي فكانت تحمل بيدها ثوب زفاف بوجه معترض عندما رأيته لم أتوقف عن الضحك ليس لأنه قبيح بل على العكس كان جميل فضفاض و قماشه فخم ولكنه كان باللون الوردي مع طرحته بالطبع لا يوجد شئ تقليدي مع مجنوني .

عاد محمد من السفر وكان معه أعمامه وأولاد عمه وجلس مع عمي وزوجة عمي وأمي وأتفقوا على الفرح وقد خيرني بين فرح أسلامي في أي مكان أختاره بميزانيه حددها لي أو فرح في مسجد مع هديه لم يخبرني ما هي .

وبما أني تعودت منه على كل ما هو غريب أخترت مالا أعرفه كتب كتاب في المسجد مع هديه

وفي يوم كتب الكتاب كنت أشعر أنه سيفاجئني بشئ غير تقليدي ما هو لا أعرف ولكني عندما رأيته أبتسمت فلقد كان يرتدي بدله بيضاء وقميص أبيض لابس أبيض في أبيض وعندما أقتربت منه قال أيه رأيك مش كده أحلى مش فاهم بيلبسوا أسود ليه دي جوازه مش جنازه وبالفعل تم كتب كتابي في مسجد وحضره الجميع حتى أختي مع الألتزام بوجود فواصل بين الرجال والنساء تأفف البعض من هذا ولكنهم ألتزموا وبعد كتب الكتاب وقف محمد وأقترب مني وقبل يدي ثم جبهتي وأخذ الميكرفون بيد وأمسك يدي بالأخري وقال

قالوا لي لا تعشق إن العشق جنون

فتسلحت بدرعي وشيدت أسواراً و حصون

وقلت لن تهزمني أمرأه لن أكون شمشون

ومن نظره من عينيك أصبحت بك مفتون

فكيف أستطعت تخطي أسوار قلبي والحصون

لتصبحي أنت منايا وأكون أنا المجنون .

وعندما أنتهي كان الجميع يضحك ويصفق له فقبل جبهتي ثم قال أستعنا على الشقى بالله ثم أخذ يدي وقال هيا بنا ثم أخذني وركض وأنا أركض خلفه بضحكه وعمه وأقاربه يضحكون لأنهم متوقعين هذا .

بعد يومين من زواجنا وفي الصباح وجدت كركبه في الخارج عندما خرجت وجدته مجهز حقيبتين كبيرتين بجانب الباب وعندما وجدني أنظر بدهشه لهما قال لي أنت صحيتي يا قمر كويس بصي بقي قدامنا ساعتين علشان نلحق الطياره يالا بقي دوش سريع كده وتجهزي .

منى طيب بس هنروح فين .

محمد مش قلتلك ليك هديه عندي .

منى أه .

فأخرج تذاكر عمره وأعطاها لي قائلا وده يا قمر هديتك

نظرت لمحمد بعيون دامعه ثم قفزت من الفرح ودخلت حجرتي بسرعه لأتجهز ولكن لم تكن مفاجأته قد أنتهت فلقد كانت العمره لي ولأمي وليس لي فقط أمضيت وقتها أجمل عشره أيام في عمري كانت هديه رائعه حقا .

يشتكي البعض بعد الزواج من الملل ولكني حقا لم أعاني هذا الملل مع محمد أبدا فكل يوم في حياتنا به جديد وكل مره أقول لن أتفاجأ بعد اليوم ولكنه حقا يفاجأني مثل الدور الأرضي في العماره التي نسكن بها أشتراها وحولها لأفضل عياده خيريه للنساء والتوليد والأطفال وعملت بها مع دكتوره عفاف .

وكذلك يوم ولادتي لأبننا عمر يظهر أنه بتاع مقالب زي أبوه ففي نهايه الشهر الثامن شعرت أكثر من مره بألام الوضع وفي كل مره نذهب للمشفي تخبرني طبيبتي أنه مازال الوقت مبكرا وتقول بضحكه أنذار كاذب .

ومع أول يوم في شهري التاسع قرر الباشا أنه يأتي مع أذان الفجر حتى أنه لم يصبر لكي نصل للمشفي وولدت في السياره ومن قام بتوليدي هو محمد بتوجيهاتي .

والآن وقد وصلت للخمسين من عمري تعلمت من حياتي الماضيه درسا لن أنساه كنت أظن أن السعاده في الجمال وأني لن أحظي بسعادتي مثل أختي فجاء محمد ليعلمني معني جديد في السعاده وهو لذه القرب من ربي هذه السعاده التي لا توصف فمع كل كلمه أحفظها من كتاب الله ومع كل ركعه في ظلام الليل أؤديها بخشوع ومع كل عمل أعمله خالصا لله وحده كان لها مردود في حياتي مع زوجي مع أبني مع عملي مع أسرتي والأهم مع نفسي .

لقد ذقت طعم السعاده فماذا عنكم .


أوراق من الحب والسعادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن