الفصل الثالث

781 56 1
                                    

بدأت الأمور من سئ لأسوأ في المشفى حتى بعد أعتراضي على تغيير الأوقات و لخبطه برنامجي بدون أخذ رأيي إلا أن الباشا أعتذر بدبلوماسيه قائلا أنه يجب أن يكون هناك بديل له أسم في المساء ولم يكن أمامه غيرى صحيح لم يقنعني كلامه ولكني كنت حذره من خساره عملي في مشفي عريق مثل مشفاه وأمتثلت للأمر الواقع وغيرت مواعيد العياده للصباح ولكن الوضع أصبح أسوأ فكانت الحجوزات تمتد حتى الحاديه عشر وكنت أعود لبيتي في الثانيه عشر وهذا طبعا كان شئ جديد رفضته أمي بشده ولن أكذب كنت أرفضه قبلها وعلى الرغم من محاولاتي المستمره فرض تعليمات بعدم قبول حجوزات بعد الساعه السابعه ولكن بالطبع هذا الأمر لم يكن ينفذ حتى فاض بي الكيل وواجهته برغبتي في تغيير المواعيد للصباح مره أخرى فرفض فهددته بالأستقاله فأخبرني أنه لن يجبرني على البقاء والمشفي له أسمه وألف من يتمنى العمل به فما كان مني إلا أن ذهبت إلى مكتبي وكتبت أستقالتي ووضعتها على مكتبه وأخذت أشيائي ورحلت .

حسنا لا أنكر أنني عندما هدأت ندمت على تسرعي ولكني قررت البحث عن مشفى أخر للعمل به .

كان قد مر على مقابلتي لمحمد أسبوعين بالتمام والكمال وهو قد سافر ولم يسمع رد مني بعد وبدأت أمي بالضغط لتعرف مني أجابه كنت حقا لا أعرف ماذا أجيبهم أنا عاندت أسبوعين تقريبا في شئ كنت أدرك منذ البدايه أنه قد يكون جواب أستخارتي أستغفر الله العلي العظيم ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لذلك قررت القبول وأبلغت أمي قراري ودخلت أديت صلواتي في خشوع ثم نمت .

في الصباح كنت أرتدي ملابسي لأذهب للعياده التي أصبحت صباحيه تبعا لمواعيدها الجديده فدخلت علي أمي بأبتسامه قائله أنا بلغت دكتوره عفاف ردك ومدت يدها بعلبه قطيفه صغيره وقالت لي وهي قالت لي أن محمد سايب معاها أمانه ليكي وتركت العلبه على السرير وخرجت .

أخذني فضولي لأعرف فحواها ففتحتها فإذا بها دبله ذهب وورقه مطويه .

أخذت الدبله وقلبتها بين يدي ثم وضعتها في أصبعي فكان المقاس مضبوط فتعجبت ثم أخذت الورقه وفتحتها فكان فيها

أيه رأيك مقاسك مش كده مبروك يا عروستي أنت مستغربه من أيه أنا مش واصل ولا حاجه كل ما فيها أنها كانت مؤامره صغيره بين خلتي ومامتك أخذت خاتم كان بتاعك وجبت دبله على مقاسه , ما تستغربيش كنت حاسس أنك هتوافقي لأني من ساعه ما شوفتك وأنا حاسس أن ربنا كاتبك ليا, وأنا قلت في نفسي مادام فيه قبول يبقى دبله بقى علشان الكل يعرف أنك محجوزه وما حدش يزغزغه عقله أنه يفكر فيك أه لا خطبه على خطبه أخيك , أنا سايب مفتاح الشقه مع خالتي علشان تروحوا تشفوها وزي ما قلتلكم قبل كده دي هتبقى شقه الزوجيه أي حاجه عايزه تغيريها غيريها براحتك قولي لخالتي التوجيهات وستتم فورا العمال هيبقوا ثاني يوم في الشقه ينفذوا يعني علشان نكسب وقت وتخلص وأنا بره و لما أرجع نكتب الكتاب على طول , شوفتي نستيني أهم حاجه خالتي معاها مبلغ مالي علشان العفش وزي ما قلت لعمك أنا قايم بعفش البيت كله ده حقك أختاري ما يعجبك ولا يهمك فلوس مستوره والحمد لله وأخر حاجه أنا هقرأ كل يوم قبل ما أنام جزء من القرآن على نيه التيسير أيه رأيك تعملي زيي .

أبتسمت وأنا أغلق خطابه وأنظر إلى الدبله معقوله أنا مخطوبه صحيح خطوبه غير عاديه من أنسان غير عادي ولكن في النهايه مخطوبه خرجت من الحجره مبتسمه وفي يدي الدبله وطبعا ماما ماصدقت وأدتني أحلى زغروده وحضنتني بعيون دامعه وهي تقول والله كنت حاسه أنه نصيبك مش عارفه ليه والله يابنتي ربنا هيعوض صبرك خير وهتشوفي.

عندما عدت من العياده الساعه الثالثه للبيت وجدت أمي قالبه البيت رأس على عقب أخرجت كل الأشياء التي كانت تحفظها لزواجي ومعها بنت عمي يمنى يفرزونها فضحكت وقلت لماما أيه يا ست أنصاف هو أنت ما صدقتي هو أنا هتجوز بكره لسه بدرى .

يمنى بدري من عمرك يا قمر ده أنا سمعت من بابا أن العريس مستعجل وعايز يكتب الكتاب أول ما يرجع .

منى أيه ده وعرف منين .

أمي ماهو محمد كلمه النهارده الصبح وقاله شوفوا أيه ناقص يقدر يبعته من الأمارات بدل ما يجيب حاجه ملهاش لازمه .

منى حاجه زي أيه

يمنى يابنتي الأقمشه هناك تحفه يعني ستائر مفارش ثم غمزت قائله هدوم .

منى لا لا لا في مصر أحلى هدوم أنا هجيب حاجتي بنفسي أه بالنسبه للستائر والمفارش أحنا جيبنها قبل كده وبلاش أفوره بقى يالا أنا دخله أريح شويه سلام.

وفي اليوم التالي أصرت خالته على زياره الشقه وحقا كانت جميله واسعه و مضائه وبحري ومنظمه ومرتبه ونظيفه كتبت ملاحظات عن كل حجره حتى وصلت لحجره الجلوس ووجدت بها أنتريه من الأرابيسك وهنا تذكرت حلما كنت رأيته بعد زواج أختي بيومين كنت يومها ضيقه الصدر فتوضأت وصليت قيام بخشوع ثم نمت فحلمت بأبي رحمه الله عليه يستقبلني في أنتريه أرابيسك مشابه لهذا ويقول لي لا تتعجلي المقسوم يا منى ولسوف يعطيك ربك فترضى.

دكتوره عفاف أقتربت مني قائله أيه يا منى أنا عارفه طبعا أنه نظام قديم لو عايزه تغيريه نغيره .

ألتفت لها بذهول وقلت لا على العكس ده بالذات هسيبه زي ما هو كده حتى الحيطان لن أطليها الحجره جميله كما هي .

أبتسمت الدكتوره وقالت لي جميل ده على فكره شئ هيبسط محمد أصله بيحب الطقم ده على بركه الله .

خرجت من الشقه وأنا أكثر سعاده مما دخلتها شعرت بحق أن محمد هو قسمتي ونصيبي .

ومرت ثلاثه شهور على الخطبه الغريبه بتاعتي وبصراحه ما كنتش زي أي خطوبه مثلا مجنوني في عصر الأنترنت والموبيل والتليفون نسي كل ده وركنه على جنب وأستخدم وسيله الأتصال بتاعت السبعينات الجوابات فكان في نهايه كل أسبوع ألاقي رساله مبعوثه لي أستلمها يبلغني فيها عن أخباره وعن ما وصل إليه في القرآن وعن متابعته للعمال حتى وهو في الخارج ويبلغني أنه يعرف أخباري أول بأول من خالته .

حقا كنت أتعجب رفضه الأتصال بي وتمسكه بالخطابات ولكن بعد فتره أدمنت هذه الخطابات حتى أني أصبحت أنتظرها كما ينتظر الأطفال هلال العيد .

ولكن في الشهر الأخير لم يصلني منه خطاب في أخر الأسبوع كما تعودت ثم تلاه الأسبوع التالي وشارفت على نهايه الثالث وبدأ الشيطان يلعب برأسي أنه قد يكون غير رأيه أو وجد من هي أجمل مني وأني سأستمع قريبا للكلمه التي حفظتها من قبل كل شئ قسمه ونصيب .

وفي يوم الجمعه كنت أجلس بعد صلاه الظهر في حجرتي فسمعت أمي تفتح الباب وتستقبل ضيف تصنت قليلا فعرفت أنها دكتوره عفاف .

لم أسمع كل شئ ولكني سمعت أمي تقول بصوت واضح وده كلام برضه يا دكتوره والله أبن أختك ده غريب .

أوراق من الحب والسعادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن