الفصل الأول & مدللتي & صابرين شعبان

10.2K 293 43
                                    

الفصل الأول

يشعر اليوم كأنه امتلاك العالم أجمع .. اليوم ستصبح ملكه و له ستكون حياته زوجته و عشقه و أم أولاده ، ستكون هى دلاله مدللته الكون بأكمله بالنسبة له . يتحرق لينتهي هذا الزفاف حتى يخطفها ليهرب معها و بها و يختفي عن العالم أجمع .. يلاحظ اضطرابها و هى تنتظر مثله انتهاء الزفاف .. يعلم أنها تريد الهرب معه هى الأخرى و لكن كونها تشعر بالخجل من هذا الكم من المدعوين الذي يسلط بصره عليها مراقبا العروس الفاتنة .. أمسك بيدها و نهض معا من على مقعديهما و ركضا هربا معا أمام الجميع الذي تعالى بينهم الصفير و التصفيق الحار و الضحكات الفرحة .. وقف كلاهما أمام الفندق ينظران لبعضهما و أنفاسهم تتسارع .. ابتسم مروان بمرح و أمسك المفتاح من عامل الفندق الذي ما أن رآه حتى ذهب ليحضر سيارته .. أنطلق بها لمنزلهم ليكون معها أخيرا و بعد وقت طويل من الانتظار حتى كبرت مدللته و صارت جاهزة لتكون له .. دلفا للمنزل فيلا كبيرة من طابقين كان قد ورثها من جده لوالدته الذي نقل ملكيتها له فور مولده فهو كان أول أحفاده و فرحته الكبرى  موصيا إياه أن تكون منزل عائلته ليجد السعادة فيها كما وجدها هو مع شريكة حياته .. حملها مروان بعد أن فتح باب الفيلا و ضحكاتها الخجلة تطرب أذنيه كمعزوفة
كانت عيناه تحكي الكثير ، عن عشق يسكن قلب لم يعرف كلاهما  طريق له قبل الآخر  .. صعد لغرفتهم التي وضعت كل غرض منها بيديها و أختارت كل قشة بها .. الفراش .. السجاد حتى ذلك المصباح الصغير بجانبه على شكل راقصة بالية  . أنزلها لتقف أمامه و نظر إليها بشغف  و كل ما يحمله لها من حب .. قال بصوت أجش
"مدللتي"
اقتربت منه دلال لترفع ذراعيها تحيط بعنقه و هى تقول بشغب يعشقه .. " روح  مدللتك "
ابتسم مروان و قال بمكر " أرى أني خسرت الرهان "
نظرت إليه بتساؤل و مالت برأسها جانباً تسأله
" رهان مع من ، و لماذا  ، و على ماذا تراهنت "
لف ذراعيه حول خصرها لتقترب من جسده الصلب مجيبا
" عليكِ"
نظرت إليه بغضب و همت أن تسأله بحدة عندما أمتلك شفتيها بقوة في أولى قبلاته لها منذ أخبره قلبه أن هذه ساكنته .. لم تسمح له بلمسة واحدة طوال فترة خطوبتهم القصيرة  .. كان شعوره كالظمأن لوقت طويل ليجد نبع ماء بارد ليرتوي أخذ ينهل من نبع ماءها لوقت طويل حتى كادت أنفاسه أن تتوقف ، ابتعد لينظر لوجهها المحتقن و شفتيها التي انتفخت قليلاً ليصبح لونها وردي محبب يأمره أن يمتلكهم بين شفتيه من جديد سألته بصوت مرتجف
" مع من "
ضحك مروان بخفة قبل أن يشدها لصدره قائلاً
" نفسي "
أحاطت عنقه بذراعيها متسائلة بدلال " على ماذا تراهنت أيها الوقح "
قال بسخرية ماكرة " أنك لن تدعيني أقترب اليوم  "
رفعت حاجبيها بسخرية مستنكرة قبل أن تندس بصدره قائلة  
" حقاً ، لم يا ذكي "
رد بخبث " كونك لم تدعيني أقترب وقت خطبتنا "
ضحكت دلال بمرح " هذا كونها خطبة يا ذكي و ليست زواج ، الأن و قد تزوجنا هل سنتحدث  كثيرا حبيبي "
ضحك مروان بقوة و هو يضمها لصدره  بقوة قائلاً
" حبيبتي الوقحة "
قالت بشغب " أحملني إذن للفراش لنرى من منا أشد وقاحة "
ضحك مروان بقوة و يتمتم بخبث " أنا بالطبع ليس لديك خبرتي "
ضربته في صدره بقوة " خبرة ماذا أيها الأحمق هل عرفت أحد غيري من قبل "
أجابها بمرح " بل أقصد  الخبرة العمرية ألا أكبرك بسنوات طويلة هذه تعد خبرة بالحياة عزيزتي كلما كبرت تزداد خبرتك  "
ردت محذرة " حسنا ليكون هذا كل ما لديك من خبرة و ألا .. "
حملها بين ذراعيه قائلاً بحنان " ألم تكتفي بالحديث مدللتي ، ما رأيك أن نبدأ في زيادة خبرتنا بالحياة معا منذ الآن  "
وضعها على الفراش و أضجع بجانبها يلتهم وجهها و جسدها بعيناه
لفت ذراعيها حول عنقه لتشده إليها قائلة بشغب
" هذا أفضل ما تفوهت به منذ دلفنا للغرفة "
همس مروان برقة " أحبك "
قبل أن يعود لنبع شفتيها ليروي ظمأه "
*×**
" حقاً حبيبتي لم لا تذهبون لطبيب ليطمئنكم "
قالتها خالتها بتساؤل ، زمت دلال شفتيها ببرود صامتة فلهم فقط عام واحد متزوجون ، هل كانت تريدها أن تحضره معها في حقيبتها تدخلت والدتها قائلة بحنق " ما بك فاتن لم أنت متعجلة هكذا لم يمر على زواجهم الكثير ، ثم أن مروان لا يريد ذلك الأن "
نهضت دلال قائلة بحدة " عن إذنكما سأذهب لرؤية مروان إلي أين ذهب لنعود للمنزل "
كانت العائلة تجتمع كل أسبوع لدي واحدة من الأخوات فاتن والدة مروان  سميرة والدة دلال و هدى شقيقتهم كانت فاتن و سميرة متزوجتان من شقيقين و هما عماد والد دلال و عمر والد مروان لذلك الأولاد كانوا أكثر قربا معا لقرابتهم من الجهتين أتت نهى شقيقة دلال تقول لوالدتها بتذمر " أمي هيا لنعود للمنزل فقد مللت الجلوس مع  شهد و أمل فهم لا يتحدثن في غير الأزياء و الزينة و ماذا سيفعلن بشعرهن هذا الصيف "
ضحكت خالتها هدي والدتهم فهن توءم في السابعة عشر و نهى تكبرهم بعامين  لذلك تظن نفسها الكبيرة العاقلة و هن طفلتين
" عزيزتي لم لا تعيشي سنك أنت أيضاً أنظرى لطريقة لباسك هل هذه ملابس فتاة لولا شعرك الطويل ما ظن أحد أنك فتاة ، أنصحى ابنتك سميرة  و إلا لن تجد زوج يقبل بها هكذا "
قالت سميرة بملل " لقد فعلت كثيرا لا أعرف لم ليست كدلال "
قالت نهى ببرود " هل انتهيتم من تشريحي ، هل يمكننا الذهاب الأن"
قالت هدى ساخرة و هى تشيح بيدها " نعم انتهينا عودي للمنزل وحدك إذن أيتها الكبيرة نحن سنتناول العشاء معا اليوم  "
ضربت نهى قدمها في الأرض بغضب قبل أن تستدير لتخرج من المنزل مصممة على الرحيل.. تمتمت هدى بسخرية و هى تفتح هاتفها لتطلب أحدهم .." حمقاء "
سألتها سميرة بفضول " من ستطلبين "
قالت هدى بمكر " باسل ليوصلها "
لوت فاتن شفتيها بسخرية تعلم أن ابن شقيقتها عيناه على نهى و يريد  خطبتها لولا أنها تصده بعنف و يبدوا أن الماكرة والدته تريد وضعه في طريقها في كل مناسبة ..
أتت دلال تقبل والدتها و خالتيها قائلة
" سنذهب الأن نراكم فيما بعد "
قالت فاتن بحنق " الن تظلا للعشاء مروان لم متعجلان "
أجابها و هو يقبل رأسها " يوم أخر أمي فأنا و دلال سنتناول العشاء في الخارج مع بعض الأصدقاء "
ردت فاتن بفتور " حسن على راحتكم "
أمسك مروان بيد زوجته و خرجا من المنزل ...
*×**
كانت تقف على جانب الطريق تشير لسيارة أجرة و لكن لا واحدة قبلت أن تتوقف .. زفرت بضيق قبل أن تتحرك لتسير لعلها تجد واحدة على الطريق .. سمعت صوت دراجة قادم من خلفها لتبتعد أكثر  عن الطريق خشية أن يكون أحد  يكون أحد الشباب المتهور الذين يطيرون بها على الطرقات غير عابئين بالمارة .. توقفت خلفها و صوت حاد يقول " أنتظري نهى لأين ذاهبة "
وقفت لتجد باسل ابن خالتها هدى بملابسه المتسخة بالشحوم السوداء من ورشته لتصليح السيارات يبدوا أنه ترك عمله للتو ..
قالت تجيبه بهدوء " ذاهبة للمنزل هل هناك شيء "
قال باسل بأمر " تعالي لأوصلك "
تلفتت حولها بسخرية  لتسأله ببرود " كيف هل معك سيارة "
أجابها بمكر " لا بل على دراجتي ، هيا أصعدي خلفي و إلا عودي لمنزلنا فأنا لن أتركك ترحلين وحدك "
قالت نهى غاضبة " هل لك أن تغرب عن وجهى باسل من تظن نفسك لتخبرني بما أفعل "
أجابها بلامبالاة " خطيبك المستقبلي  ، هيا تفضلي عودي للمنزل و انتظري خالتي و عودي معها "
كانت حقاً تريد مد يدها و لكمه فهو لا يقل سخافة عن شقيقتيه و يظن نفسه ولي أمرها ، خطيبة من هذا التافه هل يظنها تقبل بهذا المغرور الذي يظن نفسه له الكلمة الأولي و الأخيرة . حسنا لنرى كيف سيجبرني على العودة أو على الصعود خلفه "
قال باسل بتحذير " يا إلهي أنظرى هؤلاء الكلاب كيف تتشاجر أنها أتيه لهنا  "
صرخت نهى بخوف رغم أنها لا تسمع صوت نباحها و لكنها لم تنظر لتتأكد حتى من صدقه فهو يعلم كم تخشى الكلاب و هى الشيء الوحيد الذي تخافه وجدها تصعد خلفه قائلة بذعر " خذني من هنا أرجوك أبتعد عنها "
لم يعطيها فرصة للتدقيق و النظر و هو يدير الدراجة ليقطع الطريق مسرعا .. نظرت خلفها للطريق بخوف لتجده خالي و لا أثر لأي من الكلاب . عقدت حاجبيها بغضب قائلة " أيها الكاذب الحقير "
طأطأ باسل بلسانه قائلاً بسخرية " عزيزتي تأدبي و أنت تتحدثين مع خطيبك المستقبلي "
كانت تشعر بالغضب من تصرفه و كذبه و خدعته ليجبرها على الصعود خلفه و لكنها أقسمت أن ترد خدعته له يوما ما ...
**×
لمس وجنتها الساخنة من البكاء منذ خرجت من المنزل قائلاً بحزن
"إن لم تتوقفي عن البكاء عاقبتك بتقبيلك على الطريق "
كان يقود سيارته تجاه منزلهم فقالت دلال بحيرة
" إلى أين تأخذني ألن تقابل أصدقاءك "
ضحك مروان و قال بمكر
" هذا أخبره فقط لأمي و أمك أما ما يحدث هو العودة لمنزلنا لنكون وحدنا فقط اشتقت إليك مدللتي "
ابتسمت دلال بفرح و مسحت وجنتها قائلة بشغب و قد استعادت مرحها " حسنا و ماذا سنفعل هناك و الوقت مازال الخامسة و لم يسدل الليل ستاره "
ضحك مروان بمرح " هل تظنين أني سأنتظر حلول الظلام لأفترسك كالوحوش "
ضحكت دلال  " ربما "
أجابها بمكر " بل هذا أكيد "
أمسكت براحته لترفعها لوجنتها تقبل باطنها الذي يلامس فمها سألها مروان بجدية " ما الذي أحزنك حبيبتي "
ابتسمت بحزن قائلة " لا شيء حبيبي أنا بخير فقط تذكرت جدي "
ابتسم مروان بحزن لعلمه أن هذا ليس السبب الحقيقي و لكنه تقبل هذا المبرر حتى لا تظن أنه يحاصرها .. وصلا للمنزل و دلفا معا يدا بيد و هو يقول " تتذكرين يوم زفافنا "
ابتسمت بوقاحة و هى تقف أمامه تسأله " أي جزء من تلك الليلة تذكرني به "
ضحك مروان بمرح و حملها بين ذراعيه قائلاً " هذا الجزء الذي يتضمن حملك لغرفتنا و وضعك على الفراش و ما بعد "
قالت بخبث و هى تميل على عنقه تقبله " تقصد زيادة خبرتنا بالحياة معا "
رد بمرح " نعم هذا هو ، أكثر جزء بتلك الليلة أعجبني و أنت  "
سألها بمكر
أجابت دلال مدعيه التفكير " أمممم أظن أكثر جزء أعجبني هو عندما كنت أضع ثوب زفافي في خزانتي و أحدهم يتحرش بي"
" هل نفعلها مجدداً " سألها برجاء
ابتسمت برقة و أجابت و هو يدخلها غرفتهم
" على ارتداء ثوب زفافي أولا "
قال بلهفة " سأنتظر و لكن أسرعي "
كانت تضحك على جنونه و هو يدفعها تجاه الخزانة و يفتحها ليخرج ثوب الزفاف لتنسي كل ما قالته خالتها اليوم و لا تتذكر غير حبيبها مروان و أي شيء آخر في طي النسيان ...
**×
جلس عمر بجانب زوجته بعد رحيل أخوته و زوجاتهم و ابنائهم لمنازلهم . كانت شاردة فسألها بتعجب " ما بك صامتة هل استنفذت كل كلماتك مع شقيقتيك و لم يتبقى لي شيء "
ابتسمت فاتن بفتور قائلة " لا شيء فقط حصل أمر  اليوم مع دلال و بعدها شعرت بالذنب لفعله "
سألها عمر باهتمام " ما بها دلال هل حدث شيء بينها و بين مروان "
هزت رأسها نافية بقوة " لا .. أنا من فعلت و ليس مروان "
سأل عمر بنفاذ صبر " أنطقي يا امرأة ماذا فعلت "
لوت شفتيها بضيق .. " تعلم أن مروان متزوج منذ عام و عدة أشهر ، لقد سألتها فقط لم لا يذهبان لطبيب ليطمئننا أنها بخير "
" طبيب لماذا ، هل هى مريضة " سألها عمر بحدة
أجابت فاتن بضيق " من أجل الحمل "
أجابها زوجها بحدة " و هل هذا حديث تقولينه لها يا امرأة لم يتزوجا  من سنوات حتى  تقلقين لتأخرهم "
أجابت فاتن بحنق " هذا ما حدث "
قال بضيق " لهذا ذهبوا  مبكرًا  "
قالت بحدة " ربما "
قال عمر بسخرية " بل أكيد ، منذ الآن لا تتدخلي في شؤون ولدك و زوجته مفهم حين يأتي هو و يتحدث معك يطلب النصيحة  وقتها فقط يمكنك التدخل و نصحه  مفهوم "
تمتمت بحدة و هى تعطيه ظهرها على الفراش " مفهوم سي عمر "
ضحك عمر بقوة ليحيطها بذراعه  فقالت بضيق " أبعد يدك ستخنقني "
قال بمزاح " يا ليت لنستريح من لسانك و أنفك الذي تدسينه في كل شيء "
التفتت إليه برأسها ترمقه بغضب " هذا كوني أريد أن أطمئن على ولدي و زوجته "
أمسك أنفها بمزاح " لا و لكن لاختيارك  لوقت غير مناسب لتطمئني"
قالت فاتن بتذمر " حسنا لن أتدخل ثانية و لن أهتم هل هذا يرضيك"
أجابها عمر بصدق " ما يرضيني هو أن أعلم أنك سعيدة فاتنتي و لذلك أدعوا الله أن يرزقك بالكثير و الكثير من الأحفاد رغم أنه لديك بالفعل "
قالت فاتن بحنان "  و لكن هذا مروان و ليس أي أحد سيكون حفيدي على اسم والده و والد والده "
قال عمر بمرح " يا امرأة الأحفاد هم الأحفاد أي كان من أنجبهم ولدك أم ابنتك ، حقاً تفكيرك عقيم "
رفعت حاجبها بمكر متسائلة " هل تقول أنك لن تفرح بابن مروان عندما يأتي و سيكون بالنسبة لك شيء عادي طالما لديك أحفاد أخرين "
هز كفيه بلامبالاة " لا أعرف سأترك هذا لحينها لأعرف ما هو شعوري و أخبرك "
قالت فاتن بتمني " أتمنى أن يكون قريبا "
أجابها باسما " إن شاء الله "
***×
نظرت هدى لباسل الذي دلف للمنزل للتو و هو يجلس بجانبها  و يبدوا عليه الإرهاق " كيف الحال " سألته بمكر  تقصد أحد معين
قال باسل بضيق " جيد ، ماذا سيكون لقد أوصلتها بعد طلبك و عدت لعملي و ها أنا أمامك "
سألت  هدى بحنق  عالمة أنه لم يتقدم خطوة واحدة تجاهها
" ماذا فعلت حبيبي أوصلتها و عدت لعملك , شاطر "
قال بحنق " ماذا تريدين أن أفعل هل أجبرها على قبولي "
أجابت ببرود " لا ، لن تفعل ذلك بعد الأن ، منذ اليوم ستستمع لحديثي "
سألها بضيق " و ماذا أفعل غير ذلك أمي ، ألا أستمع لحديثك دوماً و هو لا يجدي نفعا "
قالت هدى ساخرة " حسنا حبيبي أولا أذهب لتستحم و بدل ملابسك و بعدها نتحدث "
نهض باسل ليذهب لغرفته مقررا أنه لن يستمع لأحد بعد الأن و لا حتى والدته  ..
أتت أمل مسرعة و هى تصرخ و تختفي خلفها من شهد قائلة
" أمي أبعديها عني  تلك السمينة "
هجمت عليها شهد قائلة بحدة " أنا سمينة أقسم أن أكسر عظامك لتري من السمينة "
قالت هدى بحنق " كُفو أيتها الغبيتان رأسي ليس رائق لمزاحكم السخيف "
دلف زوجها  للغرفة يقول بسخرية " هما تتشاجران يا امرأة و ليستا تمزحان "
ذهبت إليه شهد تقبله قائلة ” أبي حبيبي كيف حالك "
أجابها باسما و هو يشعث شعرها بحنان " بخير شهودتي أمك لم تفعلها و تنهض من مقعدها تستقبلني "
ضحكت هدى بخفة " حمدا لله على سلامتك يا عزيزي  "
انتهزت أمل فرصة انشغال والديها و شهد بالحديث  لتركض عائدة لغرفتها قائلة " أسفة بابا سأسلم عليك فيما بعد, بعد أن أتخلص من هذه المتوحشة السمينة "
قالت شهد غاضبة  و هى تركض خلفها مجدداً " أقسم لأكسر لك صف أسنانك "
جلس زوجها بجانبها بعد ذهاب صخب الفتيات " كيف الحال في لقاء  عائلتك اليوم "
قالت هدى باسمة " بخير لقد سأل عنك عمر و عماد "
ابتسم  بهدوء " سنتقابل المرة المقبلة إن شاء الله "
سألته باهتمام " هل حلت المشكلة هاشم "
هز رأسه نافيا بضيق " ليس بعد هدى و لكن لا تخبري أحد بذلك إلا ما أجد حلا دون مشاكل معهم "
نهضت هدي و أمسكت بيده قائلة " حسنا حبيبي هيا لتستريح و نتحدث في كل شيء و أنت في الفراش "
نهض معها لغرفتهم فهو حقاً متعب و منهك القوى و هذه الكارثة تثقل كاهله ...
**×
طرق مروان الباب بقلق شديد " دلال أخرجي حبيبتي ماذا تفعلين كل هذا في الداخل "
خرجت دلال تخفي خلفها شيء و هى تنظر إليه بذهول قائلة
" مروان ، أنت لن تصدق "
كانت شاحبة مضطربة "ماذا يا حبيبتي هل أنت بخير "
أخرجت من خلف ظهرها اختبار حمل و هى تريه إياه قائلة بصدمة و عدم تصديق " أنا حامل مروان هل تصدق ذلك أنا حامل بعد عامين لزواجنا أخيراً سيكون لدينا طفل "
خرج صوته فرحا ملهوفا " حقاً حبيبتي "
أومأت برأسها موافقة  فصرخ مروان فرحا و هو يحملها  و يدور بها في الغرفة وسطات ضحكاتها المذهولة
" يجب أن نذهب لنرى طبيبة لتطمئننا "
قالها بحزم بعد أن أوقفها بين ذراعيه . أومأت برأسها موافقة بحماس " نعم الأن "
**×
كانت سعادة العائلة بخبر حمل دلال غمر الجميع بالراحة خاصة بعد أن تأكدا من عدم وجود مانع في أي منهم يمنع الإنجاب. كانت الأمور هادئة لدي الجميع إلا أن هاشم كان مازال يبحث عن حل لتلك المشكلة الأن و بعد عامين لا جديد و مازال يخفي الأمر عن باقي العائلة  و لا أحد يعلم غير زوجته هدى .. كان باسل قد صرف نظر عن طلب نهى و تقدم لفتاة أخرى و ها هو له ستة أشهر مخطوبان و رغم غضب والدته إلا أنها لم تستطع أن تثنيه عن الأمر خاصة و أن ابنة شقيقتها الغبية مازالت تتعامل معه بحدة و لا تعطيه فرصة للتفاهم معها .. بينما سميرة التي كانت غاضبة من تصرفاتها و طريقة لباسها و هى تخبرها أن لا أحد سينظر إليها على هذا الحال . و الأن و هى في العشرون و لم يتقدم أحد لخطبتها بينما أمل و شهد اللتين يصغرانها بعامين فقد خطبت أمل و تقدم لشهد عريسين و هى من رفضت .. كانت  نهى تستمع لحديثها بملل و عدم اهتمام حتى تفرغ منه لتسألها ببرود " انتهيت أمي "
مما يجعل سميرة تثور غضبا ..
عادت هناء شقيقة مروان من الخارج مع زوجها و ولديها الاثنان لتعم الفوضى منزل والدتها لحين تجهز شقتهم . كان زوجها محي قد قرر عدم السفر مرة أخرى و الاستقرار بجانب العائلة حتى يكبر أولاده بين عائلتهم ..
كانت دلال و مروان يعيشان شهر عسل جديد بعد تأكدهم من حملها فكان مروان يدللها حد الفساد  مخبرا إياها أن لا ترفع أصبعها لتشير و هو سيلبي كل رغباتها ، كانت تتذمر من  اهتمامه المفرط بها و لكنها لم تمانع و هى تستمتع بالدلال من حبيبها و زوجها كانت تأتي العائلة لزيارتها والدتها و خالتها و شقيقتها و خالتها هدى التي لاحظت غضبها المستمر من نهى و لا تعرف سببه حتى ارتباط باسل بتلك الفتاة .. رغم ذلك كانت تشعر بالسعادة و الراحة و اللهفة انتظار ذلك القادم الجديد ...

***★***★***★***★***★***★***

مدللــــــــــــــتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن