الفصل السابع
نظر إليها محي و هى تنهض من جانبه تلف جسدها بالشرشف و هى تمسك بملابسها و وجهها محتقن من البكاء . سألها بصوت هادئ
" إلى أين تظنين نفسك ذاهبة في هذا الوقت "
قالت بصوت مرتعش تجيبه " إلى منزل أبي . أعتقد كل شيء بيننا أنتهى الأن . لقد انتقمت لنفسك و أسترددت كرامتك التي جرحت . متعادلين إذن . يمكنك تركي بضمير مرتاح "
عاد ليضجع على الفراش براحة واضعا يده خلف رأسه أمراً بحزم
" عودي للفراش هناء مازالت أريدك .. سأخبرك متى ننتهى حقاً و لكن على ايه حال ليس الأن "
كان حقاً يشعر بالغضب منها . مازالت تضغط عليه بحديثها المعاتب اللائم كأنه هو من أخطأ بينهم لا هى من أوصلته لهنا بشكها و ظنونها هل حقاً تنتظر اعتذار صريح منه على خطأها هى .. هذا مثير للسخرية .. بل للحنق .. نظرت إليه بعتاب بعيون دامية من كثرة البكاء و وجه محمر كثمرة الطماطم . قالت ببؤس " أراى أنك لم تعد تبالي بمشاعري . لذلك أنا أعفيك من حرج طلب الإبتعاد و أقولها لك .... "
قاطعها بعنف و هب معتدلا " أصمتي "
نهض ليمسك بذراعيها لتسقط الشرشف من حولها . و هو يهزها بعنف " لمتى ستستمرين في العناد و عدم اعترافك بخطاءك هل كرامتك غالية عليك لهذه الدرجة حتى ما تريدين أن تعترفي بخطأك في حقي . نعم أنتِ أخطأت في حقي مدام هناء . أيتها الزوجة التي عشت معها عشر سنوات لأكتشف أني لم أعرف عنها شيء . لأجد واحدة أخرى عنيدة متكبرة و مغرورة و لا عقل لديها أو حس أدراك للأمور و أنانية بحته لا ترين غير نفسك فقط و ما تريدين "
هطلت دموعها بغزارة قائلة ببؤس شاعرة بالظلم " أنا هكذا محي. هل تراني هكذا أنانية و مغرورة "
رد محي مؤكداً " نعم بالفعل . أنتِ هكذا للأسف لأتعجب كيف لم أعرفك على حقيقتك .تعلمين أنك مخطئة و تأبين الاعتذار يا لغرورك يا امرأة "
أغمضت عيناها بألم و دموعها تغرق وجهها . فأضاف محي بقهر " تعلمين أنا أخبرك بها صراحة منذ الآن أنا تزوجتك لأني وجدتك مناسبة لي و تصلحين أما لأولادي و على هذا الأساس سأتعامل معك منذ الآن . لن يكون هناك طلاق بل سنعود للمنزل و نعيش كأسرة واحدة من أجل الأولاد . إذا لم توافقي أتركي لي الأولاد و أنا سأوافق على طلبك هذا كل ما لدي لك منذ الآن هناء "
تركها و خرج من الغرفة فسقطت هى متهالكة على الأرض بجوار الفراش تنتحب بحرقة غير مصدقة لأين وصل بهم الحال بعد أن ظنت أن مجيئها سيصلح الأمور .*****************
" دلال حبيبتي أستريحي و شهد و نهى سينهيان كل شيء "
قالها مروان لدلال التي تقف في المطبخ تكمل إعداد الطعام . قالت شهد التي تلتقط بعض حبات الزيتون . " نعم دلال أذهبي و نحن سننهي كل شيء "
قالت نهى ساخرة " تقصد ستنهي كل شيء و لن يجد أحد شيء يأكله "
مسكت شهد ملعقة كبيرة من الخشب تهم لتضرب بها نهى التي أختبأت خلف ظهر دلال الضاحكة . قالت دلال بمرح " أنت أيتها الحمقاء ليس لك شأن بشهودتي فلتفعل ما تريد . أنها أفضل منك على الأقل لها معالم و ليست كلوح من .... "
قاطعها مروان متنحنحا " دلالي أنا أقف هنا لا تخوضي في المعالم السياحية للفتاتين أمامي "
ضحكت دلال بخفة و أمسكت بذراعه لتخرجه من المطبخ قائلة
" حسنا أيها الوقح بمعالمك السياحية لنتركهم ينهون كل شيء "
كان اليوم وقت تجمع العائلة لديهم . و قد دعوا الجميع و لكن أعتذر باسل عن المجئ و هناء أخبرتها أنها ستأتي مع والدتها حتى لا يتسبب الصبيين في الشغب طوال الوقت . بعد أن تحممت دلال بدلت ثوبها بآخر وردي قصير و صففت شعرها لينسدل على كتفها و استعدت لاستقبال الجميع . أتت والدتها و والدها و بعد أن أطمئنوا على حالها و زوجها أدخلتهم في غرفة الجلوس ليأتي عمر و فاتن و هدى و هاشم . و هناء التي أتت وحدها متعللة أن زوجها منشغل . بعد جلوس الجميع و الثرثرة كالمعتاد نظرت وفاء للغرفة قائلة بشجن " لقد اشتقت لتجمعنا هنا حقاً "
أضافت سميرة " تماماً كما كنا وقت أبي "
ابتسمت هدى و قالت " و كأنى أسمع صوته يتحدث مع الرجال في الخارج . "
قالت دلال بفرح " ليكن هذا مكان لقاءكم دوماً تماماً كأيام جدي ما رأيكم "
قالت هدى باسمة " لا تحاولى يا فتاة سيبقي الجدول كما هو و قد أضيف يومك لا تطمعي بأكثر من ذلك "
أتت شهد و هى تحمل طبق من المعجنات تتناوله بتلذذ و جلست على طرف مقعد والدتها التي نهرتها قائلة " أيتها الحمقاء صرتي بحجم الحوت الأزرق كفاك أكل "
قبلت شهد وجنة والدتها بفمها الملوث قائلة " حوت فيل كلها مسميات لأشياء لطيفة في الأصل "
كانت هدى تمسح وجنتها بقرف تجيبها " لطيفة خالتك . هيا أذهبي ضعي هذا الطبق في المطبخ و إلا لن أسمح لك بتناول الطعام "
تذمرت شهد و سميرة و فاتن يضحكن " هذا ظلم كبير . لا أعرف لم يضايقك طعامي . اليوم أكل عند دلال و مروان و هما لا يمانعن لم أنت متضايقة "
رمقتها والدتها بغضب قائلة بحدة " لن تجدي من يتزوجك أيتها الحمقاء أخبرتك مرارا الرجال لا يحبون السمينات "
شعرت شهد بالحنق و نهضت قائلة بحنق " و لا أنا أحب الرجل السطحي . إذا لم يحب مظهري هذا لا أريد أن أتزوج "
قالت فاتن بحزم " أتركيها هدى .. ثم هى ليست سمينة كما توهمينها . تستطيعين القول ممتلئة و ليست سمينة "
ردت شهد بحنق " أخبريها خالتي "
ردت هدى بحنق . " أذهبي لتري الحمقاء أمل أين هى لماذا لم تصل للأن مع فهد "
كانت أمل و فهد قد رحلا من المنزل قبلهم ليروا والدته فهى مريضة قليلاً و قد أخبرته هدى أنها ستأتي لرؤيتها في الغد مع هاشم و اليوم يكفي أمل حتى لا تتعب والدته أكثر . قالت شهد بحنق " هذا ما أفعله للآنسة أمل مراقب بالليل و باحث بالنهار . "
زجرتها هدى " أذهبي و أطلبيها "
خرجت شهد تمتثل لأمر والدتها بحنق . لتأتي بهاتفها . عند خروجها دق الباب فقالت هاتفة و هى تفتح الباب " أنا سأجيب لقد أتت الحمقاء و خطيبها دكتور الحمير "
قال صوت هادئ " لست طبيب الحمير للأسف "
نظرت إليه شهد بتساؤل " و من أنت "
قال بهدوء " ريان و أريد مروان "
تنحت عن الباب قائلة " تفضل بالدخول "
دلف ريان للمنزل ليقف جانباً منتظرا فأشارت إليه قائلة " هنا تفضل"
دلف ريان للغرفة المجتمع بها الرجال و ذهبت هى لتجلب هاتفها لتعلم أين ذهبت أمل للأن ..
أنت تقرأ
مدللــــــــــــــتي
ChickLitمدللتي أواصرٌ تحت قبة الدفء و الوئام ... تداولت بينهم الحكايات و الأيام ... فهذان تلقفتهما يد الحياة و الحبّ قد وُلِد معهما ، لتدور عجلة الزمن و يكلل الهوى بزواج تعاهدا به على ديمومة الود ... فأراد القدر اختبار صبرهما بامتحان صعب واجهاه ندّا لندّ...