الفصل السادس
كانت تعد نفسها كما طلب منها و الولدين الذي قرر أن يتركهم لدى والدتها و هم في طريقهم لعند أخيه . دلف للغرفة قائلاً بحزم
" انتهيت "
رفعت رأسها لتنظر إليه بألم و خيبة قائلة بتصلب " أنا جاهزة "
خرج من الغرفة ليهتف بالولدين ليخرجوا بدورهم . وقفت بجانبهم فقال بأمر " هيا للسيارة يا أبطال أسرعا و كل يتخذ مكانه "
خرجت خلفهم بألية و جلست بجانبه في السيارة . أوصل الولدين لمنزل والدتها و بعد حوار سريع عادا لأكمال طريقهم . عند وصولهم نظرت إليها منار ببرود قائلة بعد أن دلفوا لغرفة الجلوس " كيف حالك هناء . محي أخبرني أنكم على خلاف هذه الفترة "
قال ياسين محذرا بغضب " منار . ما الذي أدخلك في خصوصياتهم ما شأنك أنتِ "
قال محي بمرارة " سيكون من شأنها و لو حصل ما تريده أليس كذلك زوجة أخي "
سألت منار بتوتر " ما هو الذي أريده "
قال محي بسخرية " متى ستأتي إسراء أم لن تأتي كون هناء معي "
قبل أن يكمل حديثه أو تجيبه دق الباب فخرج ياسين ليجيب . بعد قليل عاد مع إسراء التي ما إن رأت هناء حتى تعكرت ملامحها و قالت ببرود " مساء الخير . كيف حالك. محي "
قال ببرود " بخير إسراء .. لقد جلبت هناء معي اليوم ليكون كل شيء واضح و صريح للجميع "
قال ياسين بتوتر " محي رجاءاً لا تفتعل مشكلة . لننهي سوء الفهم دون الخوض في الأمور التي قد تجرح البعض هنا "
قال محي ببرود " لن يجرح هنا أحدا غيري ياسين لا زوجتي و لا زوجتك و شقيقتها .. بالمناسبة لتجلب زينة أيضاً فحديثها هام جدا للبعض "
قال ياسين بحدة " محي زينة طفلة صغيرة لا داعي لتستمع لهذا الحديث و أدخالها في سوء الفهم هذا "
قال محي بعصبية " لقد أدخلتها زوجتك بالفعل عندما جعلتها تقول لزوجتي عن ما يحدث في منزلكم أثناء وجودي "
قالت منار بحدة " أنا لا أفعل شيء كهذا "
قال محي ببرود " حقاً . حسنا لنستمع لزينة إذن "
قالت هناء الجالسة تفكر بعدم فهم لم يحدث حولها " لا داعي لإدخال الصغيرة في شئون الكبار "
نظر إليها محي بسخرية " حقاً . هذا جديد علي لأسمعه من أخذ كلامها أمر مسلم به دون الرجوع إلي و سؤالي "
قالت إسراء بحدة " لا أفهم ما الذي يحدث هنا هل نحن في محكمة و نحن في قفص الاتهام و أنت القاضي الذي سيحكم علينا "
قال محي ببرود " أنا لست قاض لأحكم على أحد بل أنا هو المتهم هنا و كل ما أريده هو إثبات براءتي "
رمق زوجته بخيبة لتقاطع منار نظراتهم لبعضهم و هى تقول بحدة
" كف عن الدراما محي و أخبرنا ما الذي يحدث "
قال محي بهدوء " الذي يحدث هو أن زياراتي البريئة لبيت أخي مع ولدي ليروا عمهم و ابنة عمهم الصغيرة التي يحبونها كثيرا تحولت بقدرة قادر لقاءات سرية مع شقيقة زوجة أخي لنتعرف على بعضنا تمهيداً لعرضي الزواج عليها . لم أكن أعرف أن حديثي البريء مع إسراء و التهوين عليها مصاب طلاقها و قولي لها أنها تستحق أفضل من ذلك الرجل سيفهم بالتفكير للارتباط بها و أني أشير إلي بالأفضل و أن الأمر سيقابل بصدي و استحسان من زوجة أخي . لا و تتعمد الحديث عن علاقتي بشقيقتها أمام طفلتها لعلمها أنها ستوصل الحديث لزوجتي فعلى ما يبدوا لم تفهم زوجة أخي ابنتها أنه لا يصح نقل الحديث أي كان و أن هذا عادة سيئة يتبعها الأطفال مالم يوعيهم و يوجههم الأهل لخطأهم هذا فهذه عادة يمكنها خراب البيوت دون قصد بعض الأحيان . و لكن ربما طمئنت نفسها أن بعد تحقيق هدفها ستفهمها مدى خطأها "
قالت إسراء بحدة و بوجه شاحب " من الذي أخبرك أني سأقبل الزواج بك و أنت رجل متزوج"
قال محي ساخراً .. " ألا تعلمين أن شقيقتك كانت تعد العدة حتى أتي إليك خالي الوفاض . ربما أخبرتك بذلك عندما نصحتك بالتقرب مني و معاملتي باهتمام و أنصتت زينة إليكم و أنتم تتفقان على إعلام هناء أني سأتزوج من خالتها و أن الولدين سيظلون معها دوماً بعد زواجنا "
همست هناء بألم " فهمت "
نظر إليها محي بحدة قائلاً بعنف " لا لم تفهمي شيء . اللعنة لم تفهموا جميعاً أنه مستحيل أن أفعل ذلك و أتزوج على زوجتي لسبب بسيط و هو أني عندما تزوجت تزوجت لأني أحب و ليس زواج تقليدي مناسب و فقط كوني أريد بيت لاستقر . أنا لا أنفي رغبتي تلك عندما تزوجت و لكني أتممته كوني أحببت هناء عندما رأيتها لا كما تظن زوجة أخي . أليس كذلك زوجة أخي أليس هذا ما أخبرته لشقيقتك أني لم أحب زوجتي عندما تزوجتها . و أنه مع بعض الاهتمام و القرب ستجد صدى لدي كون مشاعري لم تتحرك لأنثى من قبل "
هطلت دموع هناء بقهر و زوجها يضيف بمرارة " إسراء كنت أود لو أكدت لك أن حديثي معك الفترة الماضية هو بارقة أمل لك كوننا سنكون معا قريبًا . و لكن للأسف الشديد لقد كنت أتلاعب بك لأصل للحقيقة فقط و أنك بريئة حقاً أم كنت مع شقيقتك متفقتين على خراب بيتي . بيتي الذي نجحتم في زعزعة استقراره و أساساته بأكاذيبكم . هل علمتم جميعاً من المتهم و المعاقب هنا . هو أنا لا أحد منكم "
نهض محي و أضاف ببرود " أنا سأنتظرك في السيارة إذا أحببت أن تقولي شيء لأي منهم أنتِ حرة في فعل ذلك "
رحل و تركها ببساطة دون كلمة واحدة أو عتاب . قال ياسين بخجل
" أسف هناء لقد كنت أريد المجيء إليك و إخبارك و لكنه رفض قائلاً أنه لا يريد أن يظلم أحد ما لم يتأكد "
قالت هناء بمرارة " نعم لقد تأكد بالفعل أنه لم يكن بيننا ثقة لتهتز في أول أزمة حدثت بيننا و نفقدها لنفقد بعضنا معها "
قال ياسين بغضب " لا تقولي هذا المؤامرة كانت محكمة عليكم للأسف و لكن اعدك ستكون الأمور بخير منذ الآن اعدوها كبوة و مرت بسلام "
تحركت هناء لترحل فقال ياسين لزوجته تجهزي لتعودي لمنزل والدك مع شقيقتك أنت أيضاً "
**************※
قالت هدى باسمة عندما دلف للمنزل " كيف صار يومك "
ابتسم هاشم بفتور و جلس بتعب قائلاً " بخير ، كيف حال الأولاد "
قالت باسمة و شعور قلق يقبض على قلبها " بخير . فهد ذهب للتو و الفتيات في غرفتهم بينما باسل لم يعد بعد "
أومأ هاشم براحة فسألت هدى بحزن " أخبرني ما جد في الأمر "
قال هاشم بضيق " لا شيء سأتركها و ليعوضني الله خيراً "
قالت هدى غاضبة " هكذا ببساطة هاشم كل ما جمعته في حياتك لإنشاء هذا المشروع يذهب هباء بسبب لص و قاطع طريق يدعي أنها له . سنبلغ الشرطة و نرفع دعوى قضائية لم يعد يصح صمتك "
قال هاشم بضيق " و ما الفائدة لا أريد أن أخسر حياتي و أتركك تتخبطين مع الأولاد أو أخسر حياة أحد منكم . سأفوض أمرى إلى الله و ليفعل ما يريد "
قالت بمرارة " هذا اللص الحقير "
قال هاشم يجيبها بحزن " لا يهمني سوى أنتِ و الأولاد أن تكونوا بخير "
دلف باسل قائلاً " مساء الخير "
نظرت إليه هدى باسمة " مساء الخير بني . هيا أذهب لغرفتك تحمم حتى أعد لكم العشاء "
رمق باسل والده بهدوء قائلاً " هل أنت بخير أبي ما بك وجهك شاحب هل هناك ما يضايقك أم أنت مريض "
قال هاشم ساخراً " أخرجاني من رأسيكما أنت و أمك أنا بخير و صحتي بخير "
ردت هدى باسمة بحزن " أذهب لغرفتك باسل والدك لا يحب أن يلح أحد بالسؤال عن صحته يريد أن يظهر بمظهر القوى دائماً "
قال يجيبها بصدق " هو هكذا بالفعل أمي . هكذا أراه دائماً فقط كنت أتمنى أن يخبرني لو كان هناك ما يضايقه فأنا ولده الكبير "
قال هاشم بمرح " ما بك تتحدث بدراما هكذا أنا أعلم أنك ولدي الكبير و سندي في كبري و إذا كان هناك شيء سأخبركم بالطبع "
قال باسل برجاء " تعدني أبي "
رد هاشم بحيرة لا يفهم حديثه الغريب اليوم " اعدك بني "
قالت هدى بأمر " أذهب الأن لتتحمم حبيبي "
بعد انصرافه سألها هاشم بقلق " هل تظنين أنه علم شيء عن الأمر"
ردت هدى بحيرة " لا أعرف .. و لكني سأعرف بالتأكيد " أضافتها بحزم و تصميم
**************※
بعد أيام
قهقهت دلال بقوة و هى تتشبث بعنقه خوفاً من السقوط قائلة " يكفي مروان أنزلني لقد دار رأسي "
قال مروان الذي توقف عن الدوران بها و هو يلهث بقوة " أوف أتعبتني حقاً . هل أصبحت سمينة يا فتاة "
ضربته دلال بمزاح على كتفه قائلة " غليظ . أنزلني الأن "
أوقفها على قدمها و أحتفظ بها بين ذراعيه قريبة من جسده "هل أنت بخير دلالي "
ابتسمت بشجن قائلة بصدق " بخير حبيبي .. حقاً "
فقد مر على فقد طفلهما شهر و بضعة أيام و قد تخطت أزمتها النفسية الأن . قال سائلا " جاهزة لتجمع العائلة "
قالت باسمة و هى تلف ذراعيها حول عنقه " لقد كنت جاهزة من الأسبوع الماضي و لكنك من أجل الأمر "
قبل عنقها قائلاً " حبيبتي . لقد اعتذرت هناء و زوجها و لم تكن نهى متفرغة للمجيء لمساعدتك فماذا سيكون الحال لا أريدك أن تتعبي "
قالت دلال بحزم " أنا لست ضعيفة مروان كف عن معاملتي كقطعة بسكويت ستكسر تحت الضغط عليها قليلاً "
قال يجيبها بمرح و هو يغرق وجهها و عنقها قبلا بجنون " بل أنتِ قطعة شوكولا ستذوب في فمي عندما أتناولك "
حاولت أبعاد وجهه ضاحكة قائلة بمرح " يكفي يا مجنون ستأكلني بالفعل "
توقف مروان ناظرا إليها بعيون تلمع شغب .. قالت دلال بتوتر " مروان ألم يخبرك الطبيب عن سبب فقدنا الطفل "
تلاشت بسمته و شدها لصدره قائلاً بحنان " قال أنه يحدث في بعض الأحيان بدون أسباب . ليس بالضرورة حدوث شيء . أنها إرادة الله فوق كل شيء "
أومأت برأسها موافقة و أراحتها على صدره قائلة " و نعم بالله .. أنا لا اعترض "
رد مروان بصدق " أعلم حبيبتي "
أبعدها ناظرا إليها بحنان قائلاً بحماس " ما رأيك نذهب لنشاهد فيلم و نتناول العشاء خارجا أريد بعض التغير في هذا الروتين اليومي "
قالت بحماس " حسنا و أيضاً نسير قليلاً "
قال لها بحزم " لم مازالت واقفة أمامي هيا أذهبي و أستعدي "
***************※
بعد أيام أخرى
سألت سميرة نهى الجالسة تتصفح بعض المجلات " لم باسل توقف عن المجيء لهنا . هل تشاجرتم معا "
أغلقت نهى المجلة بضيق و قالت ببرود " لا . و هل أراه لنتشاجر "
فمنذ ذلك اليوم الذي أتي به لرؤيتها طالبا منها الذهاب معا لنزهة و قابلته بالرفض فلم يعد مرة أخرى أو هاتفها مساء كما كان يفعل . حتى أمل و شهد عندما تتحدث معهم لا تأتي واحدة منهم على سيرته كأنه أوصاهم بذلك . قالت سميرة بضيق " لم لا تسألين عنه فهو ليس خطيبك فقط بل ابن خالتك أيضاً .حتى تجمع العائلة ما عدت أراه و ذلك اليوم عند مروان رفض المجيء . أنتم تخفون شيئاً حتى خالتك لاحظت ذلك "
قالت نهى بضيق رغم غضبها فهو بالفعل أصبح يتجنبها و حتى عندما يكون جمعتهم في منزلهم يختفي أو يتعلل بالعمل . " إذا لم يكن يريد إكمال الخطبة ليتركني فقط لن يلومه أحد "
زجرتها سميرة بحدة " أصمتِ أيتها الحمقاء إياك تسمعك خالتك تقولي هذا الكلام "
قالت نهى و هى تنهض بحدة " و لم لا تسمع ذلك هل أنا المقصرة أم ولدها الباسل "
تركت والدتها غاضبة على دخول عماد الذي هتف بها " نهى لأين ذاهبة "
قالت بحنق " للجحيم أبي حتى ترتاح زوجتك من ابنتها الحمقاء "
جلس عماد قائلاً بتساؤل " ماذا بها "
قالت سميرة بغضب " لا تسأل عن باسل أو تهتم به اخشى أن تكون متشاجرة معه و لم تخبرنا "
قال عماد بجدية " لقد جاء باسل لرؤيتي اليوم "
اعتدلت سميرة باهتمام قائلة " لم . ليشكو منها تلك الحمقاء "
قال عماد بجدية " لا .. بل جاء ليسألني عما أعرفه عن مشكلة هاشم مع ذلك الرجل الذي يضع يده على الأرض "
شهقت سميرة بقلق " و لم يسألك . أخبرني هل يريد الذهاب إليه "
قال عماد نافيا " لا . لقد حذرته أن يفعل . بل نهيته عن ذلك و لكني أخبرته ما حدث بالضبط مع والده "
سألت بقلق " و ماذا قال "
رد عماد بهدوء " لا شيء فقط كان يتساءل لم لم يبدأ والده مشروعه حتى الآن رغم توافر الأرض و المال الذي كان مجهز للبدء بتنفيذ المشروع و بدء البناء للمصنع "
سألته بحيرة " من أين علم أنك تعرف شيء عن مشكلة هاشم "
قال عماد بسخرية " من نفس المصدر .. لن تصدقي هو صديق لفادي ابن صديقي الذي أخبرني عن المشكلة .."
قالت سميرة بقلق " تعرف هذا الأمر يجب أن ينتهي ليذهب هاشم للرجل و أنتم معه للحديث إليه بالحسنى أو رفع دعوى قضائية عليه و سنربحها بالتأكيد و معنا الإثباتات اللازمة لملكية الأرض "
قال عماد بجدية " هذا ما قررته بالفعل و سأتحدث مع عمر لنذهب مع هاشم و نتحدث مع الرجل "
قالت سميرة بقلق " أتمنى أن تمر على خير "
رد عماد بهدوء " إن شاء الله ستمر بخير .. هيا أعدي الطعام فأنا جائع للغاية و لأتحدث مع تلك الفتاة لأعلم ما يحدث بينها وبين خطيبها بالضبط "
************※
قالت فاتن بتعجب " اليوم أيضاً تريدين تركهم هنا لماذا "
قالت هناء بتوتر " إذا لم تريدي أخبريني فقط أنك لا تستطيعين أمي و لا داعي للتحقيق "
قال عمر الجالس يراقب بمرح طريقة زوجته في التحقيق مع ابنتهم
" لا يا عزيزتي أتركيهم فقط والدتك تحب الثرثرة و معرفة كل شيء"
نهضت هناء كأنها أزاحت حمل ثقيل عن كاهلها " حسنا سأتي في الغد و أخذهم "
قالت فاتن بحزم " لا تنسي بعد غد اللقاء عند دلال و هذه المرة أحضري زوجك معك مفهوم "
أومأت هناء برأسها و رحلت .. كانت تريد أن تعرف أن كان يريد أن يطلقها أم فقط يريد الابتعاد قليلاً عنهم . ليهدئ أعصابه بعد ذلك اليوم فهى تخفي ما حدث عن عائلتها و لم تستطع أن تقول عما حدث و تزيد الوضع سوءا . تعلم أنها جرحته عندما شكت به دون مواجهته بما سمعت من الصغيرة و لكن ماذا كانت ستفعل و بالفعل المؤامرة كانت محكمة كما قال ياسين . ياسين الذي علمت أنه أرسل زوجته لمنزل والدها عقابا عندما كانت تسأل عن محي . فذلك اليوم المشؤم عادت معه للمنزل لتجده يدلف لغرفتهم و يجمع بعض ملابسه و يترك المنزل راحلا و لم تجديه نفعا توسلاتها أن ينتظر ليتفاهما . علمت أنه يمكث في منزل والده القديم فأخذت مفتاحه من ياسين و قد صممت على العودة معه للمنزل اليوم بأي طريقة .
فتحت الباب بهدوء لتجد المنزل معتم قليلاً رغم بقايا الضوء الذي يتسلل من النوافذ المنسدلة الستائر . قالت هاتفة " محي هل أنت هنا"
لم تسمع صوت فأضاءت المصباح الكبير في الردهة و دلفت لتبحث عنه في الغرف . فلم تجده . شعرت بالخيبة فجلست تبكي بحرقة تلعن نفسها على غباءها لجرحها إياه و عدم ثقتها به كما قال . ازالت دموعها و نهضت لتدلف للمطبخ تبحث عن بعض الطعام فلم تجد غير دجاجة مجمدة و بعض حبات الطماطم و الفلفل و الأرز في الخزانة لم تعرف بما تعد بهم فقامت بطحن حبتين طماطم و حبة فلفل كبيرة تبدوا حارة و هو يحب الطعام الحار . أخرجت الدجاجة و تركتها ليذوب الثلج عنها و قامت بإعداد الأرز بالشعرية و أخفضت النار لينضج على مهل و قامت بطهو الطماطم و الفلفل حتى تبخر الماء منهم و وضعت عليهم بعض الملح و التوابل و قطعت الدجاجة و قامت بغمسها في الصوص و وضعتها في صينية مدهونة بالزبدة و وضعتها في الفرن على نار هادئة لتنضج . بعد أن انتهت خرجت من المطبخ و جلست تنتظر مجيئه تشعر بالقلق تخشى أن لا يأتي و يظل في مكان أخر . نهضت لتدخل لغرفته و فتحت خزانة الملابس فزفرت براحة و هى تجد ملابسه الذي أخذها معه . ذهبت للحمام و تحممت من عرق الطهو و أرتدت أحدى قمصانه البيضاء فلم تحضر معها شيء .. عادت لتجلس بملل و هى تدعوا أن يأتي اليوم حتى لا يتبخر كل الحديث الذي أعدته له لتخبره به و تعتذر .. سمعت صوت المفتاح يدار فنهضت مستعدة لاستقباله . تخشى أن يرفض رؤيتها أو الحديث معه .. فتح محي الباب ليجد الضوء مشتعل فعلم أن بالمنزل أحد ربما ياسين . كان يشعر بالخيبة فعندما ذهب للمنزل ليراها متحججا برؤية الأولاد لم يجد أحدا منهم في المنزل فعلم أنها لدى والدتها و لم يشأ الذهاب لهناك حتى لا يلاحظ أحدا من عائلتها ما يحدث بينهم . فذلك اليوم عندما ترك المنزل لم يقبل أن ينصت لحديثها المتوسل إليه لينصت إليها . و منذ ذلك اليوم و هو هنا يحترق شوقا إليها و إلى الولدين و لكن ماذا يفعل لقد كان غاضب كالجحيم و لم يشأ أن يظل فيحدث ما لا يحمد عقباه بينهم .. أغلق الباب ليجدها تقف أمامه ترتدي أحدى قمصانه تمسك بيديها بتوتر بسيقان بيضاء و وجه محتقن و عيون ترمقه برجاء . أن لا يخذلها و لكنه فعل .. تبا فعل و سألها ببرود " ماذا تفعلين هنا هناء " غبي أحمق بدلا من ضمها إليك و إشباع شوقك عاتب نفسه و هو يرى نظرات الخيبة و الحزن و صوتها المرتعش يجيب " اشتقت إليك محي فجئت لرؤيتك "
رمقها بسخرية " حقاً غريب . ظننت أنك تريدين الطلاق "
قالت باكية " أنا أسفة . أنا أحبك "
قال بسخرية مريرة " حقاً لم أكن أعرف "
اقتربت منه و رفعت راحتها تلامس وجنته " لقد عرفت الأن "
أراد أن يمسك براحتها و وضعها على فمه ليقبلها و يشم رائحتها التي أشتاق إليها و لكنه و بدلا فعل ذلك ابعدها بتوتر و رسم الغضب على ملامحه .. " للأسف بعد فوات الأوان "
سألته باكية " تريد أن تطلقني الأن "
قال ببرود " أجل أليس هذا ما تريدينه "
هزت رأسها بعنف نافية " لا أريد ذلك لقد ظننت أنك ... "
صرخ بها هادارا " أني ماذا . أخونك مع امرأة أخرى و أين في منزل أخي و أمام أولادي .. يا لثقتك بي يا زوجتي المصون العاقلة "
أضافها بمرارة .. قالت هناء باكية بحرقة " الغيرة أعمت بصيرتي "
هز رأسه نافيا و قال ببرود " لا .. ليست الغيرة بل عدم ثقتك بي "
أجابت بحزن " أنت قلتها . نحن تزوجنا بشكل عادي لم نكن نعرف بعضنا . لقد كان بيننا تفاهم و مودة و أشياء جميلة أخرى و لكن حب . لم تخبرني بهذا فماذا أفعل "
قال محي بعنف " بل أخبرتك . أخبرتك مرارا وتكرارا أني أحبك ماذا تريدين إثبات أكثر من ذلك "
كانت تريد أن ترتمي على صدره و ترجوه أن يسامحها و لكنها قالت بمرارة " ظننت أنك تقولها فقط وقت ... وقت... "
قال بقسوة غاضبة " وقت علاقتنا الحميمة "
أخفضت رأسها بألم ربما ظلمته و لكنها لا تتذكر أنه قالها مرة دون أن يكون معها و بين ذراعيها .. رفع وجهها بقسوة فنظرت باكية إليه قائلة " هل ستطلقني الأن أريد أن أعرف فالأمر هكذا مؤلم لي "
" طلاقك مني سيريحك " سألها بسخرية
ردت غاضبة تصرخ بعنف " لا .. لا بل سيمزق قلبي و لكنه ربما يريحك أنت و قد تخلصت مني . من زوجة لم تثق بك "
قال بسخرية " نعم و أبحث عن التي تثق بي "
شهقت هناء باكية و وضعت راحتها تكتم شهقاتها و هى تتقهقر و تعود للجلوس على المقعد تركها محي تبكي و شعور بالغضب يراوده تبا لك أحمق لم أوصلت الأمور لهنا لقد اعتذرت منك ماذا تريد أكثر . لم لا تلتمس لها بعض العذر و أنها كما تقول تغار . ما يؤلمني أنها لم تصدق أني أحبها و أعاشرها فقط كونها زوجتي . تبا هل هى غبية لتظن ذلك . لم أبتعد عن ذراعيها يوماً واحد منذ تزوجتها حتى شكوكها الغبية تلك و التي جعلتها تبعدني عنها . هى لو لديها عقل ما فكرت بي هكذا ، حسنا عدها مجنونة و عاملها على قدر تفكيرها . لقد أخبرتك أنها تحبك و أسفة هيا أذهب و خذها بين ذراعيك و كفاك غباء .. نهضت تتجه لغرفته فتحرك خلفها ليعلم ما ستفعله . وجدها تخرج ثوبها المعلق و بدأت تنزع قميصه عن جسدها و هى لا تعي مراقبته لها باكية مهزومة سقطت كل حصونها أمامه . أمسكت بثوبها لترتديه لتجده يمسك بيدها يمنعها قائلاً بخشونة و صوت أجش .. " حسنا لنعطي بعضنا فرصة من أجل الأولاد "
نظرت إليه بألم قائلة " لا أظن ذلك . إذا لم يكن من أجلي لن ..... "
وجدته يحتوى جسدها العاري و شفتيه توقف باقي حديثها و هو يدفعها تجاه الفراش رافضا أي احتجاج منها أو رفض لطلبه
************★
قال ريان بغضب مصطنع " سيد مروان متى ستعود من شهر عسلك الطويل مع السيدة زوجتك "
ضحك مروان بخفة و هو يضم دلال بجانبه " هو لن ينتهي أبدا لتعلم ذلك "
أشارت إليه دلال هامسة بكلمات لم تصل لأذن ريان فقال مروان بجدية " أستمع إلي لم لا تأتي بعد غد لتتعرف على باقي العائلة لدينا اجتماع للعائلة و أنت أصبحت فردا منها بعد تحملك الشهور الماضية عبء العمل وحدك "
قال ريان بسخرية " أيها الوغد أنا أتحمله منذ تزوجت المدللة أيها الكسول "
ضحكت دلال بقوة فنظر إليها مروان بمرح و هو يقول " تقول لك سننتظرك بعد غد هيا أذهب إلى الجحيم الأن "
أغلق ريان الهاتف ليجد والدته تدلف بالصينية المحملة بالطعام قائلاً بملل " أمي لم لا تكفين عن فعل ذلك أخبرتك لو جعت سأكل بنفسي أنا لست صغيرا "
جلست المرأة الكبيرة بتعب من قدميها الواهنة التي لم تعد تتحمل ثقل جسدها . " جيد جداً أنك تعلم أنك كبير ريان فأخبرني متى ستتزوج بني ها هو مروان يكبرك بعام واحد و متزوج من عدة سنوات ما الذي تنتظره أنت "
قال ريان باسما " لم أجد من أحبها كمروان أمي . أعدك عندما أجدها ستكون في اليوم التالي خطيبتي و بعدها زوجتي "
قالت والدته بحزن " أخشى أن تجدها بعد رحيلي بني فلا أرى أحفادي "
رد ريان بتذمر " أمي أرجوكِ لا تقولي شيء كهذا . أنتِ سترين عروسي و تحملين أطفالي أيضاً أطال الله في عمرك أمي "
نهضت المرأة و قالت بحنان " رزقك الله بالزوجة الصالحة بني . سأذهب لأريح قدمي قليلاً و إذا احتجت ... " قاطعها ريان بحزم
" سأفعله لنفسي لا تقلقي حبيبتي فقط أستريحي "
خرجت والدته و تركته فابتسم ريان بحزن فوالدته عاشت وحيدة منذ توفي والده و لم تتزوج و ظل هو أول و آخر اهتمامها في الحياة و ها هو و قد تخطى الثلاثين مازال محور اهتمامها تنتظر تسليم مسؤوليته لزوجته لتطمئن . تمتم ريان بحب " أطال الله عمرك يا أمي و حفظك لي "**★**★**★**★**★**★**★**★**
أنت تقرأ
مدللــــــــــــــتي
ChickLitمدللتي أواصرٌ تحت قبة الدفء و الوئام ... تداولت بينهم الحكايات و الأيام ... فهذان تلقفتهما يد الحياة و الحبّ قد وُلِد معهما ، لتدور عجلة الزمن و يكلل الهوى بزواج تعاهدا به على ديمومة الود ... فأراد القدر اختبار صبرهما بامتحان صعب واجهاه ندّا لندّ...