الفصل الثامن
كانت تبكي غير مصدقة و هى تنظر للاختبار بفرح و قلبها يقرع بجنون . خرجت لتقف أمام مروان المنشغل بالعمل على الحاسب خاصته و سماعة الهاتف في أذنه يتحدث لريان عن العمل .
"مروان "
توقف عن الحديث عندما سمع صوتها المختنق و سألها بلهفة " ماذا هناك حبيبتي "
قالت دلال بفرح " مروان سنرزق بطفل "
اتسعت عيناه بفرح و هب من الفراش قائلاً " حقاً . هل أنت متأكدة"
أومأت برأسها موافقة بصمت . فقال مروان و هو يضمها بحنان
" حبيبتي . مبارك لنا . ستصبحين أما دلال و سأصبح والدا حمدا لله كثيرا "
ارتسم الحزن على ملامحها و هى تقول بخوف " مروان . ماذا لو حدث لي ما حدث المرة الأولى ، ماذا سأفعل . مؤكد سأموت "
ضمها مروان مطمئنا بحنان قائلاً بحزم " لا تقولي هذا حبيبتي إن شاء الله ستكوين و ابننا بخير "
سألته ببؤس " و لكن ماذا لو ... "
قال مروان بقوة " ليس هناك و لكن . حبيبتي كل شيء أولا و أخيراً بأمر الله . نحن فقط ندعوا الله و إرادته فوق كل شيء "
أندست في صدره و هى تمتم بخفوت " و نعم بالله "
قال مروان بمرح " الأن سيدتي لا عمل في المنزل . لا الذهاب لمكان . أو رفع قشة أو حتى الحديث إذا كان سيرهق مدللتي مفهوم"
قالت دلال ضاحكة " مفهوم متشوقة لأخبر العائلة "
قال مروان باسما " لا تخبريهم لحين نجتمع جميعاً المرة المقبلة اتفقنا لتكون فرحة للجميع "
وافقت دلال على مضض فهى تريد أن تخبر العالم بأكمله .. " حسنا حبيبي "
قال مروان بأمر " الأن تجهزي لنذهب للطبيبة لنطمئن "
قبلته بقوة على وجنته " حسنا "
تركته و ذهبت لتستعد و مروان يشعر بالقلق و الخوف عليها يخشي أن يعاد ما حدث من قبل و تسوء حالتها عندها ..**************
دلفت للغرفة بعد عودتهم من منزل والدتها لتجمع العائلة اليوم فقد كان دور أمها ليجتمع الجميع لديهم كانت فرحتهم عارمة لمعرفتهم خبر حمل دلال للمرة الثانية و ظل الجميع يدعوا لها أن تكمل شهورها على خير و بعد أن وضعت الولدين في فراشهم . حسمت أمرها لتتحدث معه حتى يتفاهما .هذا الوضع غير مريح لها و للولدين الذين يشعران بالحيرة بينهم و هم يشعرون أن والديهم متغيران معا غير أنه أبتعد عنها و لم يعد يقربها . لقد شعرت بالراحة لذلك و لكن قلبها يؤلمها أنه لم يعد يبالي بها . أو يهتم حتى بالحديث معهم . عندما يختليان في غرفتهم يبتعد عنها و لا يحاول لمسها و لو بالخطأ .. كان محي مضجع على الفراش يتلاعب بهاتفه عندما قالت هناء غاضبة " و بعد محي . هل ستستمر في هذا طويلاً . إذا لم تعد تهتم بي فليذهب كل منا بطريق . و الأولاد سنجد حلا معا حتى لا نؤذيهم و لكن هذا الوضع لم يعد محتمل "
أغلق الهاتف و وضعه بجانبه قائلاً ببرود " و ماذا تريدين أن أفعل . هل أطلقك "
لمعت عيناها بالدموع و قالت بائسة " لتفعل إذا كنت تريد و لكن لا تعذب نفسك و تعذبني معك "
قال يجيبها ببرود " أنا لا أتعذب "
ردت بعنف يأسة " و لكني أفعل . أنا أتعذب و لم أعد أحتمل هذه الحياة "
سألها بقسوة " و لم .. ماذا يضايقك أنت مازالت تضمين ولديك لحضنك . إذا لم تعودي تتحمليني في الغرفة سأتركها لك "
تهالكت هناء على السرير قائلة بحرقة " لماذا تفعل بي هذا محي . بما قصرت معك . كل هذا لشكي بك . غريب أمرك لقد كان لدي من الأسباب الكثير لأصدق . و أنت بدلا من طمأنتي أفتعلت تلك التمثيلة لتظهر براءتك أمام الجميع . كان يكفي أن تخبرني أني مخطئة و صححت خطائي "
قال محي بهدوء متجاهلا أنفجارها الغاضب " أنا أحب الدراما و أفتعلت تلك التمثيلة كما قلت . هل اعتذرت أنتِ عن فهمك الخاطئ سيدتي . هل جئت و أخبرتني أنك أسفة لشكك بي "
قالت باكية " و هل أعطيتني فرصة لذلك ألم تترك البيت و عاملتني بتلك الطريقة السيئة في منزل والدك عندما ذهبت إليك هناك "
كتف محي ذراعيه و استند على الفراش براحة قائلاً " حسنا ها هى فرصتك سيدتي و إذا أخطأت في حقك أعتذر منك . أرايتِ الاعتذار لا ينتقص من كرامة الإنسان "
نظرت إليه بقهر . هل يظن أنها ستعتذر منه بعد تلك الطريقة السيئة و اخبارها أنه لم يعد يهتم بها . و أنه سيعاملها كزوجة مناسبة فقط و ليس كحبيبة . تأبى الكلمة أن تخرج من حلقها .. نظر إليها محي بخيبة . كان يريد كلمة واحدة بسيطة تدل على ندمها فقط و لكن مازالت مغرورة و كبريائها يحركها . حسنا هناء كما تريدين . نهض قائلاً ببرود " امرحي بالغرفة وحدك إذا كان يريحك . و أنا ما زلت عند رائي . تتخلين عن حضانة الولدين سأطلقك إذا أردتِ فالتي لا تهتم بي و بمشاعري أنا أيضاً لا أهتم بها ."
تركها و خرج ليذهب للغرفة بجوار غرفة الولدين . كان يريد أن يحطم كل شيء لينفث عن غضبه كم هى غبية و مغرورة . و كبريائها يحركها و يتحكم بها لا تستطيع أن تخرج كلمة واحدة لتنهي عذاب كلاهم . اللعنة كم يشتاق إليها تلك الحمقاء . كل يوم ينتظرها لتغفوا لينهض هو ليظل يراقبها و هى نائمة حتى ساعات الفجر الأولى مختطفا قبلات أثناء نومها كالسارق متمالكا نفسه حتى لا تشعر به .. ماذا بعد هل يستسلم و أنها لن تتغير و ستظل على عنادها أم يعطيها الوقت لتفيق لتعلم أن حياتهم معا أهم من عنادها .
أنت تقرأ
مدللــــــــــــــتي
ChickLitمدللتي أواصرٌ تحت قبة الدفء و الوئام ... تداولت بينهم الحكايات و الأيام ... فهذان تلقفتهما يد الحياة و الحبّ قد وُلِد معهما ، لتدور عجلة الزمن و يكلل الهوى بزواج تعاهدا به على ديمومة الود ... فأراد القدر اختبار صبرهما بامتحان صعب واجهاه ندّا لندّ...