الفصل الأول

69.4K 1K 26
                                    

ممنوع النقل الا بإذني 😊
بسم الله الرحمن الرحيم ❤
(الفصل الأول)

تتسلل أشعة الشمس الدافئة في سوهاج وتحديداً في سراية نعمان الصافي ...كبير عائلةالصافي الذي يتجاوز الثمانون عاماً، ولكن يتمتع بحكمة و رزانة شديدة ويلجأ إليه أهل البلدة بأكملها لرجاحة عقله وحكمه الصواب الذي يمشي علي الكبير قبل الصغير.

سراية من الخارج تشبه أفخم القصور، حديقة واسعة كبيرة وطوابق عديدة.

نزلت نرجس من علي الدرج وهي تحث البنات علي مساعدتها سريعاً في تجهيز سفرة الإفطار وهي ترتدي عبائة أنيقة وحجابها الطويل وفي معصمها العديد من الاساور الذهبية وحول عنقها عقد ذهبي كبير جلبته لها حماتها الراحلة في زفافها بجانب سلسلة صغيرة تضم أسماء أبنائها وزوجها نعم أنها زوجة الابن الأكبر للنعمان وهو جمال الصافي الذراع اليمين لوالده ويدير أملاكه بعد إنتقال أخيه للعيش في الخارج.
__________________________
جهزت نرجس كل شئ علي السفرة التي تتسع الي أكثر من عشرون شخص وهي تبتسم بسعادة لمشاركة والدها البكري (زين)  في الإفطار بعد غياب اكثر من شهر في عمله.

حتي قطع شرودها قدوم زين وهو يرتدي عبائته السوداء وفوقها وشاحه علي أكتافه وحول رأسه عمامه بيضاء وهو يلتقط كف والدته يقبله بحنان.

بالطبع أنه (زين نعمان الصافي) ثلاثون عام....رائد في الجيش.. يصفه جده دائماً بأنه خليفته من بعده.
عيناه الرماديتان تسددان نظرات قوية ثاقبة من تحت حاجبيه الكثيفين ، عريض اللحية والمنكبين، رجلاً طويل القامة ، حاد البصر، واسع الحدقين.
تبرز عيناه من تحت حاجبيه كزهرتين متفتحتين.
لديه بناء عضلات ضخمة ومتناسقة بحكم التمارين الرياضية القاسية في عمله.
أخلاقه التي يحلف بها كل من يعرفه والهمة العالية ....وكيف لا!!
وهو حفيد عائلة الصافي.
بقلمي آية إسماعيل
نطقت بصوتها وهو تربت علي ظهره بحنان:اتوحشتك جوي ياولدي ، اجعد وهتلاقي جدك وبوك
لم تكمل جملتها عندما نزل بالفعل كبير عائلة الصافي فأسرع زين إليه وهو يلتقط كفه ويقبله ويربط جده علي كتفه بفخر قائلاً: حمدلله علي السلامه ياحفيد النعمان وفخر عيلة الصافي.
احتضنه زين بسعادة: الله يسلمك ياكبيرنا ، اتوحشتك جوي.
ثم احتضن والده جمال وهو يقول بفخر واعتزاز بنجله: فخور بيك يازين، فعلا خلفت راچل
التقط كفه أيضاً بحنان:الحمدلله يابوي اني جدرت ارفع رأسك فوج وتفتخر بيا.
____________________________
في فرنسا وتحديداً في باريس.
في شقة تتكون من طابقين علي الطراز الحديث.
كان يقف رجل أمام صورة إمراة شقراء ولكن مهلاً علي الصورة شريطة سوداء.
ظل الرجل ينظر إلي الصورة المعلقة بحزن شديد كأنه يتحدث معاها  في سره حتي قطع شروده مجئ ابنته.
مالت بحب وهي تقبله من وجنتيه  قائلة: Bonjour papa

رد عليها هو يضمها:Bonjour ma chérie
ثم اردف بمرح: إحنا قولنا ايه، مش نتكلم عربي أفضل علشان متنسهوش.
أحتضنت ذراعيه وهي تهتف:أسفة بابي هتكلم عربي ،حاضر
ثم قولي بقا  لسه بتتكلم مع مامي!
تنهد بحزن عاشق: مقدرش انسي امك يا(رَوَاد) دي كانت كل حياتي .

قيدت قلبي بأغلالك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن