ممنوع النقل إلا بإذني 💜
الفصل السابع عشر
أحياناً تضيق بنا الدنيا فنشعر بثقل الهموم وكأنها جبال تجثم على صدورنا تقيد عن الحركة وتمنعنا من التمتع بالحياة.
بل ونفقد احساس المميز بالأشياء الجميلة حولنا .
البعض يعيش المرارة حتى ينسى والبعض يهرب إلى الوحدة فيكتب ويعبر والبعض يبوح والبعض يبكي ويحزن والبعض يهرب من الهموم إلى عالمه الإفتراض.كان ينام لا حول ولا قوة في فراش خشن في خيمة كبيرة في الصحراء.
يقف في كل ركن من أركانها رجالاً بزي موحد وأسلحة لا تفارق أيديهم.
يعرف كل فرد مهمته المعينة والذي يُقاتل لأجلها.دخل رجل يظهر الشيب عليه قليلاً ولديه علامات من جروح عميقه سابقة ظاهرة علي وجهه وخلفه يسير رجلاً يظهر عليه البنيه القوية ..
مقطوع حاجبه الايمن من أثر جرح قديم إلي ذلك الشاب الغائب عن الوعي .نظر له بسخرية قائلاً بتشفي: اخيراً وقعت في ايدي يازين نعمان الصافي.
بقلم آية إسماعيل
(أنه وحيد النجار من أشهر تجار السلاح في مصر.. كان زين ورفاقه مُكلفون بالقبض عليه ومحاولة إبطال شحنة سلاح عملاقة إلي مصر ولكن الحظ لم يُحالفهم عندما علم ذلك الوحيد بمكانهم فهجم عليهم وكان النتيجة أخذ زين كرهينة ولكن لم يعلموا أن للقدر ترتيب أخر)
________________________
أنتظر الجد جواب مؤمن ليعرف ماذا حدث لحفيده زين ولكن اكتفي مؤمن بالصمت مما اثار قلق الجد اكثر علي حياة حفيد النعمان.ابتلع ريقه
وهتف بحزن: انا هحكيلك علي كل حاجة ياجدي .
احنا بنحضر لمهمة كبيرة اوي علشان نقبض علي تاجر سلاح بيهرب سلاح للبلد وكل الأمور كانت ماشيه في صالحني لحد ما في يوم هجموا علينا فئة كبيرة اوي وكانوا بيرمونا بالقنابل وفاكر انا وزين كنا بنقاتل لاخر لحظة لحد مافي واحد ضربني على دماغي
وقبل مااغيب عن الوعي فاكر جملته وهو بيقول(محدش يموته وسيبوا الكلاب والديابه تأكله حي)
وبعد كدا غبت عن الوعي،
واول لما فوقت عرفت ان جماعة من البدو اللي عايشين في الصحرا لاقوني بعيد عن المعكسر بتاعنا وهما اللي عالجوني وراحوا معايا في مكان المعكسر لكن ملقتش حد خالص....
اكن مكنش في حد كان عايش هنا اساسا....ودورت علي زين كتير في محيط المكان.واتصلت علي اللواء طاهر وقايلي ان محدش من الجهاز كان عارف مكانا وهما هيدورا علي زين وباقي زمايلنا المفقودين.
ولما فقدت الامل اني الاقي زين جيت علي هنا علي طول.
قولت يمكن زين جه علي هنا بس للأسف دا محصلش.
بقلم آية إسماعيل
كاد ان يسقط الجد ارضاً ولكن مسكه مؤمن بإحكام.
حتي قال الجد بجمود: وديني علي اوضتي ياولدي.(إنّ من أقسى المشاعر التي تمر على الإنسان الحسرة والحزن على فقدان شخص عزيز، وخصوصاً إذا كان هذا الشخص قريباً ومحبوباً وجاءت وفاته مفاجئة، ولا يمكن للإنسان إلا أن يتعاطف مع الأم التي تفقد إبنا ً شاباً في العشرين من عمره، أو الزوجة التي تفقد زوجها وتبقى مع أطفالها وحيدة حزينة، وغيرها الكثير من الأمثلة. وفي اللحظة الأولى تكون الصدمة شديدة وقد لا يصدق الإنسان ما حدث).
__________________
ساعد مؤمن النعمان للوصول إلي غرفته خفياً عن الجميع ثم أطمئن عليه.وهتف الجد قبل رحيل مؤمن : متجولش لحد واصل عن اللي انت جولتهولي ياولدي عن زين.
اؤمأ برأسه بالإيجاب ثم رحل.
بقلم آية إسماعيل
انصرف عم إيمان وولده تحت أنظار مؤمن المتوعدة لما فعلوه مع زوجته .
ثم انصرف الجميع بعد أن نفذ مؤمن تعليمات الجد بماقاله عن زين قائلاً انه سيعود بعد الانتهاء من عمله.فسألته نرجس بقلق عن زين: وانت چيت كيف ياولدي.. مش هو كان معاك.. واي الجروح اللي ماليه چسمك ديه.
لقد وقع في مأزق الآن.
هتف بهدوء مصطنع : ايوه ياعمة لكن انا رجعت بسبب اني انصبت وكدا وكنت لازم ارجع علي البيت ثم انتي متقلقيش خالص علي زين اكيد هيرجع سالم غانم لحضنك ولبيته.
دعت له نرجس لولدها ولمؤمن بالشفاء العاجل.
وانصرف الجميع إلي غرفته.بقت إيمان تنظر إلي مؤمن الواقف بشرود تام وكأنه في عالم اخر.
حمحمت لكي يسمعها ولكن دون رد
حمحمت بصوت أعلي.. بلا فائدة أيضاً
نفذ صبرها وهتفت غاضبة بأسمه .أجابها كالتائهة حتي ظنت أنه مجبور علي الزواج منها.
فقالت بحزن: مفيش حاجة ياحضرت الظابط.. واسفه علي انك ادبست واتجوزتني.
ثم فرت هاربة ولكن لحق بها وأمسك يدها ووذهب إلي غرفته ثم أغلق الباب.
وذهب إليها وهي منكسة الرأس ودموعها في عينها.
رفع رأسها إليه ثم مسح دموعها الغالية علي قلبه
وهتف بحنان: معقولة تفكري إني مغصوب عليكي.. دا انا كنت بتمني اللحظة دي من زمان.. انتِ حب حياتي ياايمان.. لما جيت وشوفت عمك وابنه بيعملوا معاكي كدا.. اكن نار مسكت في جسمي ومش عارف اسيطر عليها.
انا بغير وغيرتي صعبة لان محبتش حد قد ماحبيتك ياحبيبتي.(إذا لم أنافس في هواك ولم أغر عليك، ففي من ليت شعري أنافس)
ثم أكمل وهو يقبل جبينها: كنت منتظر اللحظة دي بفارغ الصبر وكنت بحسبها أنها بعيد عني ولكن ترتيب ربنا أنها طلعت قريبة اوي وبقيتي مراتي.... بحبك ياايمان .
كان ردها عليه بأنها ارتمت في أحضانه. استسلم لذلك الشعور الغريب الذي يختبره لاول مرة.
وهتفت بسعادة دامعة: انت سندي وعوضي عن حياتي الصعبة اللي عيشتها... انا كمان بحبك جدا يامؤمن.. واكتشفت دا وانت بعيد عني.
بقلم آية إسماعيل
قبل رأسها بسعادة لأجل اعترافها ذلك.يا حبيبي فيك ظني ما يخيب
لو حصل من بيننا صد وجفا
شمس حبك في عيوني ما تغيب
وفي حنانك يا بعد عمري وفاء فيك
معنى الحب يا روحي يطيب صادق
شوقك وشوقي صفا
لو تروح بعيد من قلبي قريب
في غرامك هام قلبي
واكتفاء في غيابك مشتعل مثل اللهيبانتهت إيمان من تضميد وتطهير جروح مؤمن تحت خفة دمه وغزله لها حتي لا يُضيع فرحتها ثم رحلت.
أسرع مؤمن وامسك بهاتفه وهو ينتظر شيئاً ما
ثم نظر إلي الساعة قائلاً بقلق: ياتري انت فوقت ولا لسه يازين.#قيدت_قلبي_بأغلالك
#آية_إسماعيل