الفصل الثاني /2

6 0 0
                                    


دلك نيكولاس جبينه بتعب وهو جالس على ذلك المقعد بجانب ليالس ينظر للمياه المتلألئة أمامه وهو يستمع لرنين الهاتف منتظرا إجابة الطرف الآخر، فقد غادر صباح اليوم آخر عضو في المنظمة ومن ضمنهم رئيسها نفسه بعد أن وعده بأن يحيل حياته إلى جحيم إن لم يتمكن من معرفة ما حل بذلك الكاتب الأمريكي، إن الشيء الوحيد الذي لا يفهمه للآن هو ما السبب الذي يدفع شونزوي للإصرار على معرفة مصير ذلك الشاب فهو بالتأكيد لا يريد الحصول على توقيعه على غلاف روايته الجديدة، لقد فسر الأمر بأنه لا بد من العثور على طريقة من أجل محو كل ما عرفه ذلك الشاب من خلال الفترة الماضية لا سيما أنه شحصية عامة سيثير اختفاؤها لفترة أطول المزيد من الأسئلة وهو ما بدأ يظهر حقيقة، فقد راجع الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية والعديد منها يتحدث عن الاختفاء الغامض لجوليان بيترهوف منذ الثاني عشر من نيسان الجاري أي يوم إطلاق الرواية، حتى أن ناشرته داليا دوفار قد قدمت بلاغا للشرطة يفيد باختفاء الكاتب الأمريكي مما أثار ضجة كبيرة حول الموضوع الذي أصبح الشغل الشاغل للإعلام طوال الفترة الماضية، وإن أضفنا ذلك لما يحدث مع شقيقه الذي لن يظل صامتا على أفعال سيرا وكاندل فالنتيجة لن تكون مرضية أبدا

-مرحبا

شده صوت سيرا التي أجابت على هاتفها انتباهه مخرجا إياه من سلسة أفكاره تلك ليقول بسخرية

-وأخيرا تكرمتِ وأجبتِ

فأجابت السيدة وهي جالسة على شرفة غرفتها

-لِم علي أن أجيب على هاتف شخص مثلك من أول مرة

وهنا قال ببرود قاتل

-لأن هذا الشخص الذي لا يعجبك هو مساعد القائد يا سيرا

هزت السيدة كتفيها بلا اكتراث لتقول

-ومن قال أنني أعترف بك في هذا المنصب

-اعترفتِ أم لا هذا ما أنتِ مضطرة للتعامل معه سيدة جونتر

قال الشاب هذه الجملة بحدة فيما ابتسمت هي باستمتاع لتقول

-إنك فعلا مجرد رضيع يا نيكي

كز نيكولاس على أسنانه بغضب محاولا تمالك نفسه من الصراخ والانفجار في وجهها على الأقل حتى يتمكن من النجاح في هذه المهمة المستحيلة ليقول كاتما غضبه

-أين جوليان بيترهوف يا سيرا؟

-قلت لك أنني لا أعرف أين هو

-بحق الجحيم أتعتقدين فعلا أنني سأصدق خرافتكِ هذه

فقالت باستهزاء

-صدقت أم لا هذا ما أنت مضطر للتعامل معه

-ها ها مضحك جدا

-أليس كذلك؟

-وبعد يا سيرا

-ما الذي تريده؟

الأسياد-الجزء الثاني-أسياد الرصاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن