الفصل الأول /2

15 0 0
                                    


أخرج ألكسندر علبة القهوة المثلجة من الثلاجة ليفتحها ورشف منها بهدوء وهو مستند على باب الثلاجة فيما كل تفكيره منصب حول ما سيفعله هذا اليوم في اجتماع الإدارة، لقد خطط كثيرا لتلقين روفانهور درسا قاسيا خلاله ليرد له ما فعله، رشف من قهوته مرة ثانية بهدوء سيطر على المكان بأكمله، لقد فكر كثيرا بتغيير منزله والانتقال إلى ضاحية أخرى ولكنه لم يتمكن حتى الآن من النجاح في تطبيق هذه الفكرة، فأكثر من نصف أمواله تذهب على السيارات وزيارات ورشات التصليح من جهة وأي ابتعاد أكثر من هذا عن مركز المدينة سيجعل وصوله إلى المركز في الحالات الطارئة أمرا أكثر صعوبة، وفي عمله هذا فاستدعاؤه قد يحصل في أي ساعة دون تنبيه مسبق مما يعني أن عليه أن يكون في المركز أو في مسرح الجريمة خلال عشر دقائق على الأكثر، ارتفع رنين الهاتف قاطعا الصمت الذي سيطر على المكان ليتناول الشاب الهاتف مجيبا

-ألكسندر بيترهوف يتكلم

عند هذا أجابه باتريك قائلا

-ألكس أين أنت؟

-في المنزل

وهنا قال الشاب باستنكار

-وما الذي تفعله عندك بحق السماء؟

فأجابه ألكسندر بصراحة

-أفكر في الكيفية التي سألقن فيها روفانهور درسا هذا اليوم

-دعك من هذا الآن وتعال بسرعة إلى حديقة لوفاردو

-ماذا حدث؟

فقال باتريك بسخرية

-آنجلينا جولي وبرتني سبيرز ينتظرانك للتنزه معك

رشف ألكسندر من قهوته بملل ليقول

-هلا ذكرتني لِم أنت لا تزال في فريقي مرة ثانية؟

-قصة طويلة، نحن بانتظارك لا تتأخر

وأغلق الهاتف ليضع ألكسندر هاتفه في جيبه منهيا علبة القهوة ليقول

-إن علي فعلا أن أحصل على شقة في المريخ

رمى علبة القهوة في سلة المهملات ليتقدم نحو الباب الرئيسي والذي استقرت بجانه منضدة صغيرة وضعت عليها مفاتيحه فتناولها ليخرج من الشقة التي عادت مجددا لتغرق في الصمت الهادئ.

أما في الحديقة المعنية فد انتشر رجال الشرطة فيها صانعين الحواجز لمنع أحد من الدخول فيما تجمهر الناس خلف تلك الأشرطة وهم ينظرون بفضول لمعرفة ما يدور هناك، فصحيح أن وجود الشرطة يترافق دائما مع حدوث مصيبة ما إلا ان هذا لا يمنع الناس من التجمهر حولهم محاولين معرفة المصيبة الجديد التي وقعت، أوقف ألكسندر سيارته أمام باب الحديقة ليترجل منه متجاوزا الحشود ليرفع بطاقته أمام الشرطي الذي أفسح له الطريق فتقدم هو ليجتاز الحديقة نحو مجموعة من الشجيرات التي استقرت على عمق 200م داخل الحديقة حيث وقفت مارلينا تتكلم مع بعض الأشخاص فيما كان كاسيل يمسك آلة التصوير وهو يلتقط الصور لجثة ذلك الرجل التي استقرت بجانب الشجيرات فيما كان باتريك يمسك ذلك الدفتر وهو يسجل عليه بعض الكلمات أما الطبيبة الشرعية ريانا فكانت منحية على الجثة تفحصها، تقدم الشاب منهم ليقف بجانب باتريك قائلا

الأسياد-الجزء الثاني-أسياد الرصاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن