الفصل الأول /4

15 0 0
                                    


أوقف بيتر سيارته أمام مقهى لاكوستا ليطفئ المحرك وترجل منها متجها إلى داخل المقهى الذي يعتبر واحدا من أفضل المقاهي الإيطالية في مانهاتن بأكملها حيث اكتشفه بمحض الصدفة قبل خمس سنوات ومن يومها أصبح من أهم الزبائن الدائمين لديه حتى أنه كان يجبر كاندل في بعض الأحيان على القدوم هنا، تقدم الشاب نحو إحدى الطاولات في الجهة اليسرى من قاعة المقهى الرئيسية ليجلس على الأريكة الدائرية التي أحاطت بها حين تقدمت النادلة منه بابتسامة لتقول

-صباح الخير سيد سورد

رفع الشاب نظره نحوها ليقول

-صباح الخير ميرا تبدين بحال جيدة

-هذا صحيح

-إذن ما سبب هذا

فرفعت يدها التي لمع ذلك الخاتم فيها وقالت بسرور بدا واضحا في عينيها وصوتها

-لقد عرض سان علي الزواج البارحة

-وأخيرا قام بهذه الخطوة

-لقد كانت تلك أجمل لحظة في حياتي كلها

-إنني فعلا سعيد لأجلك يا فتاة

فابتسمت بخفة لتقول

-وبهذه المناسبة فقهوتك اليوم هدية مني

-وأنا لن أقول لا

-دقيقة وسأحضرها لك

واتجهت لتغادره فيما أمسك الشاب الصحيفة التي استقرت بجانبه لينظر إلى صفحتها الأولى حين استقر نظره على عنوان فرعي بجانب صورة كاندل " رئيس تيارلا وزيارت متكررة لمركز التحقيق الداخلي يطرح تساؤلات جديدة "، قرأ الشاب المقال بصمت ليرتسم الضيق على وجهه قائلا

-اللعنة

تقدمت ميرا لتضع كوب القهوة وطبق استقرت فيه كعكة القرفة والعسل لتقول

-بصحة وعافية

-شكرا ميرا

وأمسك كوب القهوة ليرشف منه فيما غادرت الفتاة المكان ليتابع هو قراءة المقال حين سمع صوتا مألوفا يقول

-يبدو أنها ليست أخبارا جيدة

رفع بيتر نظره نحو ألكسندر الذي جلس مقابله على الأريكة فاعتلى الحذر وجهه ليقول

-المحقق بيترهوف

فابتسم الشاب بهدوء ليقول

-لا تبدو سعيدا برؤيتي

طوى بيتر الصحيفة ليضعها جانبا ونظر إلى الشاب الذي جلس أمامه بهدوء مغلف بالثقة الذي بدا في ملامح وجهه، لقد قال منذ شاهده البارحة أن هذا الشاب لن يكون خصما سهلا ولكن كاندل رفض مجرد احتمال فكرة مدح خصمه ولكن الآن يبدو أنه كان فعلا على حق وأن كاندل قد أخطأ للمرة الأولى في تقدير قيمة الضابط المتواجد أمامه على الأقل، أحاط بيتر كوب القهوة بيديه طالبا الدفئ من حرارته ليقول وهو ينظر إلى الشاب الجالس أمامه

الأسياد-الجزء الثاني-أسياد الرصاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن