الفصل الأول /6

15 0 0
                                    


تسللت أشعة الشمس من زجاج الشرفة لتلامس عقارب الساعة التي أشارت للعاشرة صباحا وما لبثت أن ملأت قاعة الجلوس التي كانت أصلا ممتلئة بالكامل بالاوراق والملفات التي انتشرت في كل ناحية من الأرض والأرائك ووسط هذه الفوضى كان ألكسندر نائما على المقعد الطولي حين لامس الضوء وجهه مما رسم الانزعاج على ملامحه، فهو أصلا لم ينم إلا قرابة الخامسة فجرا بعد أن قضى نهار وليل البارحة بأكملهما وهو يقلب في حياة تيارلا ورئيسها، لقد اكتشف خلال هذه الجولة الكثير من الامور المريبة والقضايا المثيرة التي رفعت ضد هذا الرجل من مختلف المجالات، فهناك من يتهم تيارلا بأنها تتاجر بالأسلحة لمختلف الأطراف لا سيما العصابات المنظمة في المكسيك وأمريكا الجنوبية بشكل عام من جهة وتعمل على تسليح جيوش هذه القارة من جهة أخرى مما يجعلها حليفا أو عدوا مشتركا، إضافة لهذا فهناك شكوك كبيرة تدور حول صعود تيارلا المفاجئ حتى اليوم فمع فشل كل المحاولات في الوصول إلى تلك الوصفة السحرية التي دفعت بها لترتقي السلم ازدادت التكهنات حولها بشكل كبير وخرجت الكثير من النظريات محاولة تفسيره حتى لو كانت النظرية خيالية نوعا ما، فتح الشاب عينيه بضيق ليستقر نظره على البحر الأبيض الذي انتشر حوله فتنهد بتعب ليقول بهمس

-يا إلهي

واعتدل في جلسته ليدلك كتفه بتعب قائلا

-إن هذا المقعد غير مريح فعلا للنوم

ونهض ليمط يديه للأعلى بتعب وما لبث بصره أن استقر على الساعة العاشرة فقال

-بما أنني قد تأخرت وانتهى الأمر فلآخذ حماما مريحا ومن ثم سأذهب لأستمتع برؤية منظر روفانهور الغاضب أمامي

رسمت هذه الفكرة الرضى على وجهه وما لبث أن اتجه نحو الحمام تاركا الفوضى تعم المكان بأكمله فترتيبها الآن لن يكون خيارا مطروحا للنقاش.

ساد الهرج والمرج بقوة في تلك القاعة التي ارتفع رنين الهواتف في كل ناحية منها فيما كانت أصوات الكتابة على الحاسوب لا تتوقف مرفقة بأصوات الطباعة التي لا تعرف معنى للراحة في الطابق الرابع الذي يعتبر الجسم الرئيسي والقلب النابض لمبنى الـCIA حيث كل شخص يعرف ما هو مطلوب منه ويقوم به دون تأخير ودون أن يحتاج إلى أن يخبره أحد بضرورة فعل ذلك، ولكن هذه القاعدة اليوم لم تطبق على سلينا التي كانت جالسة في مكتبها الخاص الذي يقع في القسم العلوي من الطابق حيث كانت الضجة أقل بقليل من الأسفل وهي تقرأ تلك الرواية التي استقرت بين يديها والتي استقر على غلافها اسم قتلة العالم لجوليان بيترهوف، بدا الاهتمام جليا على وجه الفتاة وهي تقرأ الرواية التي استقرت بين يديها فاللصدق هي أحبت روايات جوليان منذ أن أصدر روايته الاولى التي كانت السبب الأساسي لشهرته وقد أعادت قراءتها مئة مرة حتى حفظتها عن ظهر قلب وقد اعتادت على أن تكون من أوائل الحاصلين على كل رواية جديدة له وهو ما لم يتغير هذه المرة، فهي كالآلاف غيرها إن صح القول احتشدوا أمام مخازن الكتب الكبرى منذ ساعات الصباح الاولى في انتظار الافتتاح لشراء الرواية الجديدة وقد تمكنت من الحصول على نسختها بعد حرب كبيرة شنتها لتتمكن من الوصول إلى الصفوف الاولية وضمان عدم نفاذ النسخ قبل أن تحصل على مرادها، مدت يدها لتمسك كوب العصير ورشفت منه فيما عينيها معلقتين على الصفحات أمامها حين دخل رومي إلى المكتب قائلا

الأسياد-الجزء الثاني-أسياد الرصاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن