الفصل الثاني /1

8 1 0
                                    


دقت عقارب الساعة معلنة الواحدة بعد منتصف الليل حين خلعت سيرا نظارتها الطبية لتضعها على سطح المكتب الذي جلست عليه في المكتب الصغير المرفق بجناح نومها، رفعت السيدة نظرها نحو الساعة التي استقرت على الحائط في المكتب لتتثائب بتعب وما لبثت أن نهضت لتمط يديها للأعلى بتعب قائلة

-كم أكره العمل

تقدمت لتخرج من المكتب مطفئة الثريا خلفها وتقدمت باتجاه سرير نومها الذي يعود تصميمه للعصور الوسطى لترفع الغطاء وتدثرت أسفله براحة فطالما أحبت دفئ هذه الأغطية ونعومة ملآتها التي استوردتها خصيصا من الهند، أرخت رأسها على الوسادة لتنظر إلى الظلام الممتد أمام عينيها وما لبثت أن قالت محدثة نفسها

-والآن لنرى ألى أين سنصل بالضبط؟.

انتشر عشرة حرس برفقتهم كلابهم أمام كل بوابة من البوابات الستة باستثناء البوابتين الشمالية والغربية التي كانت تقود كل واحدة منهما إلى الجزء غير المستعمل إن أمكن القول من الحديقة حيث كانت ثلاث كاميرات مراقبة موضوعة على الأشجار المقابلة لها ترصد كل حركة تتم حولها بهدوء، تبادل الحرس المنتشرون في الحديقة الأحاديث بهدوء وهم يقودون كلابهم التي شغلت كل حواسها وهي تجيل بنظرها في كل ناحية من الحدائق، فالقصر لم يتعرض من قبل إلى أي محاولة سرقة أو على الأقل منذ اليوم الذي دخل فيه بملكية سيرا فما من أحد سيفكر لدقيقة واحدة أن يهاجم قصر السيدة التي أحاطت نفسها بهالة من القوة والشدة لا سيما تجاه أعدائها، وهو ما جعل الكثير من الحرس يعتقدون أنه من المستحيل أن يفكر أحدا حتى بمحاولة التفكير في اقتحام القصر مما دفع بهم في كثير من الأحيان للتراخي في أعمالهم أو عدم القيام به بالشدة المطلوبة، وهذه الليلة لم تكن استثناءا على هذا فإن لم يحاول أحد اقتحام القصر بغياب صاحبته فهل هناك مجنون سيحاول اقتحامه وهي بداخله!، توقف ثلاثة من الحرس فجأة حين عم الظلام على الجهة الغربية والشمالية من القصر ليقول أحدهم

-ما الذي حدث بالضبط؟

فيما قال الآخر وهو يقبض جيدا على لجام كلبه

-لا بد أن عطلا ما أصاب شبكة الكهرباء

عند هذا قال الثالث

-لنذهب ونتفقد الأمر هيا

تقدم الثلاثة ليغادروا المكان متجهين نحو صدر القصر حيث اجتمع عدد من الحرس ليقول الثاني

-ما الذي حدث بالضبط؟

فالتفت أحدهم إليهم ليقول

-هناك عطل بسيط في شبكة الكهرباء وسيصلحونه خلال دقائق

وهنا قال الثاني

-من الأفضل أن يسرعوا

ولكن أحد الحرس قال ممازحا

الأسياد-الجزء الثاني-أسياد الرصاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن