الفصل الثالث /2

4 0 0
                                    


أمسك وسيم بكوب النسكافيه ليرشف منه وهو جالس في صالة الجلوس بالقصر في الطابق الأول بهدوء ساد على المكان وهو يقرأ تلك الرسالة على هاتفه، لقد أصبحت آشلي فعلا عديمة الصبر منذ تولت قيادة المنظمة، صحيح أنها كانت تمتلك هذه الصفة قبل ذلك ولكن على الأقل فخلال الأشهر الثلاث التي عرفها خلالها قبل أن تحمل لقب آنديانا الأولى كانت تستطيع أن تضغط على أعصابها لتجلس بهدوء عدة دقائق بانتظار ما يمكن أن يترتب على أمر يهمها كثيرا ولكن بعد أن توجت بذلك اللقب أصبح فعلا من الصعب أن تفعل ذلك، حتى أنها كادت تهدم النادي الرياضي في اللؤلؤة البيضاء فقط لأنها لم تكتشف بعد كيف لعب راؤول بغرفة البخار، ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه ليرشف من كوبه حينما تشكلت أمامه صورة سيلاندا التي كادت تموت من الخوف عندما انتابت آشلي تلك النوبة الجنونية إن صح التعبير، لقد اتصلت به في منتصف الليل متجاهلة فارق التوقيت بين دبي ونيوكاسل لتخبره بأن خطيبته تحتاج لمشفى المجانين، ترك الشاب الهاتف من يده ليقول

-على تلك الفتاة أن تبدأ بتعلم الصبر من جديد وإلا فإنها فعلا ستصاب بالجنون

نزل نيكولاس من الأعلى ليتقدم نحو ضيفه قائلا بتجهم

-ألم تغادر المكان بعد؟

ألقى بنفسه على الأريكة المجاورة له فنظر وسيم إليه ليقول بهدوئه الذي لم يتمكن أي شيء حتى اليوم من النيل منه

-ولِم عليّ فعل هذا؟

عندد هذا قال المضيف بسخرية

-أتريد أن أخبرك فعلا بالإجابة؟

-سأكون مسرورا لسماعها

تنهد نيكولاس بتعب ليقول

-يا إلهي، لِم لا يمكنك أن تمتلك صفة واحدة من صفات ياسين؟

ذكر هذا الاسم رسم المرارة على وجه الشاب الذي حدق في سطح مشروبه دون أن ينطق بحرف واحد ولحظات حياة شقيقه الأخيرة تمر أمام عينيه، وهو يرى ذلك الجسد المرهق الذي أنهكته الحياة يفارق الحياة بين يديه، لقد حاول كثيرا التأقلم مع تلك الحقيقة ولكنه لم يتمكن من تجاوزها حتى اليوم، فهو لم يستطع حتى هذا اليوم أن يقتنع بأنه لن يرى ياسين مرة ثانية إلا من خلال الصور، فهل من السهل فعلا أن تفقد الشخص الوحيد الذي كان يهمك أمره في العالم؟ والشخص الوحيد الذي كنت مستعدا لقتال العالم بأكمله من أجله؟، إن هذا ضرب من المستحيل لا سيما أنه قد بذل كل ما تمكن من فعله طوال حياته من أجل حمايته وتقديم حياة أفضل له إلا أنه في النهاية فشل، فها هو هنا فيما جسد شقيقه مسقر أسفل التراب، نظر نيكولاس للمرارة والألم اللذين ارتسما على وجه رفيقه ليقول معتذرا

-آسف يا وسيم لم أقصد أن أفتح جرحا قديما

فاجابه وسيم بنبرة بدت فيها المرارة

الأسياد-الجزء الثاني-أسياد الرصاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن