الفصل الثاني /10

5 0 0
                                    


قادت كلير سيارتها على تلك الطريق التي شقت وسط الغابات التي ملأت الطريق ما بين كوينكا وكاردنته والتي تم بنائها خصيصا لخدمة القصر وساكنيه قبل مئة سنة على الأقل، نظر ألكسندر الذي جلس بجوار الفتاة للأشجار التي انتثرت حول الطريق وهي مهذبة بطريقة جذابة دون أن يستوعب هذا المنظر جيدا، فعقله كان في مكان آخر تحديدا في نهاية هذا الطريق الذي سيقوده مباشرة نحو ما هو مجهول، كل ما يعرفه أنه قد سمع صوت جوليان يطلب منه القدوم إلى هذا المكان بأقصى سرعة ممكنة، صحيح أن صوت شقيقه كان متعبا وكان أقرب للهمس ولكنه قادر على أن يميز صوت جوليان من بين مئات الأصوات وهذا هو بالضبط ما أخافه وزاد من القلق الذي يملأ روحه، لقد بدا صوته متعبا ومرهقا بكل كبير جدا ونبرته كانت غير طبيعية مما جعل من خوفه ينمو مع كل دقيقة إضافية، تنهد بتعب وأسند رأسه لمسند المقعد مغمضا عينيه مما دفع بالفتاة لتنظر إليه قائلة

-هل أنت بخير؟

صمت ألكسندر برهة قبل أن يفتح عينيه ونظر إليها مبتسما بوهن ليقول

-أنا على ما يرام

-هل أنت متأكد يا ألك؟

-لا عليك كلير إنني على ما يرام

-هل تعتقد أن تلك المكالمة حقيقية؟

-إن أردتِ الصدق لا أعرف، كل ما أعرفه أنني سمعت صوت شقيقي يطلب مني المساعدة، قد تكون المكالمة مجرد كذبة، ربما هذا أمر وارد، ولكنني في النهاية لا أستطيع أن أترك كل شيء لأنني بحاجة إلى معرفة الحقيقة

-معك حق

وأعادت نظرها على الطريق أمامها فيما راقبها ألكسندر لبرهة قبل أن يقول

-إنني آسف

هذه الكلمة دفعت بالفتاة لتنظر إليه باستغراب قائلة

-لماذا؟

-لجركِ معي إلى هذه الدوامة، أعرف أنكِ كنتِ ترغبين بالسفر ومغادرة البلاد والابتعاد عن كل هذه الأمور، ولكن ها أنتِ الآن برفقتي في طريق لا نعرف حقيقة نهايتها

وهنا ابتسمت الفتاة بخفة لتقول

-ومن طلب منك أن تكون آسفا؟

راقبها ألكسندر بصمت فيما تابعت هي الكلام

-أنا من أراد أن آتي معك ولم يجبرني أحد على هذا، إلا إن كنت آسف لوجودي برفقتك، فها شيء آخر مختلف تماما

عند هذا قال بنبرة بدت فيها الراحة والامتنان

-هذا هو آخر ما يمكن أن أفكر فيه

فقالت الفتاة برضى

-يسرني سماع هذا

وحولت نظرها نحو الطريق أمامها والذي بدأت أشجاره تقل ليظهر ذلك السور الذي استقرت بوابة القصر في منتصفه فقالت

الأسياد-الجزء الثاني-أسياد الرصاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن