أمسك ميران الهاتف ليتصل بها و فجأة
حركة غريبة بالرواق ، الممرضات يركضن و نداءٌ يقَول :
- الطبيبة "نازلي إكيز " مَطلُوبة فورا لغرفة الانعاش رقم 112
ميران : إليف ، إليف ماذا يحدث يا الله
لا أحد يُخبرنا بشيء ،
و اقترب بخُطواتٍ متثاقلة الى الباب و فرات يُهدِىءُ من روْعِهِ :
- افتحوا هذا الباب اللعين
الممرضة : اهدأ سيدي الأطباء بالداخل يفعلون ما بوسعهم .صرخات و توتر داخل غرفة الانعاش ؛
- نحن نفقد المريضة ، توقف نبضُها
- اسرعوا اسرعوا جهاز الصدمات الكهربائية
- واحد ، اثنان ، اشحن
- واحد ، اثنان ، اشحن مرة ثانية
- مرة ثانية ، مرة ثانيةميران و قد أضْنَاهُ ما رأى من خلف ذاك الزجاج ، يقف عاجزا و كُلُّ ما حوْلهُ يُغْرِقُهُ
إليف تلك اليتيمة التي تُشْبِِهُهُ ، فراشةٌ تفتحت في جُنْحِ ربيعٍ عليل ، و قمراها قد أفَلَا مُبكِرًا ؛
أُمٌ و أبٌ تواريَا تحت التُراب ، و لا تزال الأحزان و المصائِبُ لا تُبارِحُ الأبواب ،
على جَفْنِها المُتعبِ و عيناها المَسٔروقِ بريقُ الفرحِ منهما دائما ، تمايل الياسمين و نَمَا و فاحت بالطِّيبَة
هي ألْيَنُ مِنْ أَنْ تخُوضَ معركةً مع الموت
يا رب كن معها و رُدَّها إلينا .الممرضة : دكتورة إكيز عاد النبض ، الحمد لله استعدناها .
خرجت الطبيبة لِتُطمْئِن مَنْ بالخارج :
- سيدي ، الفتاة قوية هناك ما يجعلها تتمسك بالحياة
لقد زال الخطر و انتظمَتْ مُؤشراتها الحيوية
أرجو ان تصحو في اسرع وقت
ميران مُحتضِناً فرات : الحمد لله يا رب ، الحمد لله .* جونول إلتحفتْ الليل كعجوزٍ ثكلى تَنْدُبُ أقدارها و أفعالها ، لم تُطْبِقْ جَفْنًا على الآخر
تارة تُكلّمُ نفسها و تارة تصمتُ مُرتعشة ، مُضطربة ، خائفة من الغد و ما سيحمِلُهُ لها
- موتي إليف موتي و ارتاحي و اتركيني ارتاح مع زوجي
ثم تُمرِرُ اصبعها على خصلات شعرها و تَلُفُهم
- إنْ استيقضتِ و تكلمتِ ماذا أفعل ؟!
يجب أن أُخرِسكِ بأي طريقة .* ليلةٌ طويلة باردة رغم حرارة الصيف ، تنخَرُ القلب قبل العظم ، عزيزة المُحطمة كُليًّا رغم جبروتها .
نصوح الذي أصبح مُهانًا داخل بيتِهِ و خارجه
فَقَدَ اسمهُ و مكانتَهُ ، فَقَدَ احترامَهُ و تَسَلُّطَهُ و الآن قصْرَهُ الذي هو إرثُهُ الوحيد لجذُورِهِ العريقة و أصلهِ .
أزاد و كيف لَهُ النومُ و شِقُّهُ الأيسر يئِنُ ، قَاتِلُهُ نبضٌ لا يستكين ، يُحِبُّها منذُ ان كانت تلك المُضغَةُ بحجم البذرة ،
نما حُبُّها و غفت الأُمنياتُ على شفا حُفرةٍ من سعير .* في الصباح الباكر استيقظت جول و اتجهت لغرفة شقيقتها التي اشتاقت لها ،تسللت تحت الغطاء و استلقت بجانِبِها
جول و هي تُمرِرُ يدها الناعمة الصغيرة على وجه ريان :
استيقظي اختي ( اَبْلا جِمْ) ، هيا استيقظي
ريان بِعُيونٍ نصف مفتوحة :
يا الله و انا أقول كيف غفا الورد بجانبي و فاحت رائِحتُهُ التي مثل المسك
جول : هل انا حُلوة مثل الوردة
ريان : بل أجمل بكثير بكثير
جول : و انتِ ايضا تُشبهين الوردة اختي العزيزة و ميران يُشْبِهُ الأمير الذي بالقصص
ريان و هي تبتسم : ما سِرُّ حُبِّكِ لميران أيتُّها المُحتالة
جول : حُبُّهُ الكبير لكِ الذي أراهُ داخل عيْنيْهِ الجميلتين ،بالإضافة الى أنّهُ وسيم لا أنكِرُ ذلك
و اعرف انَّكِ تُحبينَهُ أنتِ أيضا أختي
ضحكت ريان و عانقت جول ثم قامت بدغدغتِها من بطنها و تقبيلِها
سمعت جول صوت رنين الخلخال بِرِجْلِ أختها فرفعت الغِطاء جانِبًا ثم سكتت
و وضعت كلتا يداها على فمِها و عيونها تتلألأُ فرحًا
- أُوووو تصالحتُما أنتِ و عزيزي ميران و ألبسكِ الخلخال
ريان : هُسْ هُسْ لا ترفعي صوتَكِ قد يسمعُنا أحد
أطبقت جول اصبعيْنِ من اصابع يديها فوق بعض و مررتْهُما على فمها بحركة تُشبِهُ السَّحاب
- حسنا أختي إنّهُ سِرُّنا .
سحبت ريان الهاتف من تحت الوسادة لتتصل بميران و تَطْمئِنَّ على وضع إليف
جول و هي تضحك : و اشترى لكِ هاتِفا أيضا
ريان : كيف تعلمين ان ميران من اشتراه
جول : و مَنْ غيرُ أميري الوسيم سيفعل هذا
و انا لديَّ هاتفٌ اشتراه لي جدّي من أجل ان ألعب بِهِ و اتسلى ، لا اعرف كيف أكتب رسالة لكن اعرف كيف اتصل بعزيزي ميران و أَرُدَّ عليْهِ فقد سجلَّ لي رقمهُ و انا وضعتُ جنب اسمهِ صورة الأمير كي اعرِفهُ
ريان : ممممم الآن توضحت عندي الكثير من الأمور
جِنٍّيتي الحلوة أسرعي للمطبخ و ابحثي عن رَضَّاعتِكَ
هيا ، هيا .رن هاتف ميران :
- ألو حبيبتي ، صباح الخير
ريان : صباح الخير ، كيف حالكَ عزيزي و ما هو وضع إليف
ميران : اما عني فأنا مُشتاقٌ جدا ، أما عن إليف فالحمد لله وضعها مُستقر الآن
الكل هنا ، حضروا منذ الصباح ؛ جدتي و البقية
ريان : يا ليتني الآن بِجانبِكَ
ميران : أنتِ بداخلي ، بروحي ، بقلبي حبيبتي
لا تقلقي سيتحسنُ كل شيء قريبًا* عزيزة تقول للطبيبة :
- أرجوكِ أريدُ الاطمئنان على حفيدتي ، أراها عن قرب
أُمْسِكُ يدها و أشُمُّ رائحتها
الطبيبة : ممنوع سيدتي هذه غرفة الانعاش و المريضة ليست في وضع تستطيع ان تستقبل او تُحِسَّ بمن حوْلها
عزيزة : خمس دقائق فقط
الطبيبة و هي تُطأطِأُ رأسها : حسنا يا سيدة
لكن لا تُطيلي المُكوث بالداخل* عزيزة واقفة بجانب صغيرتها و مُمسكةً يدها :
- إليف ، هذا حُطامي قد باتَ حطباً تصطَلِي منهُ الأنفاسُ وتحتمي بي ،
كنتُ قد واريتُ رمادي ذاتَ وجع و حقد و انتقام
فَيَا نارُ كوني برداً وسلاماً على القطعة الصغيرة بقلبي التي أينعتْ و اخضَرَتْ بإليف
لا تحرقي روحي بِفقْدِها
و فجأة شدّت إليف قبضتها حول يد جدتها و فتحت عينيْها :
- جدتي ....* خرجت عزيزة مُسرعة إليهم و عيناها ترقصُ فرحا :
- ميران استيقضت إليف و هي لا تنْفَكُ تذكُرُ اسمك
تريد رؤيتك .تصلّبت قدَمَا جونول بالأرض و اِصفرت ملامِحُها من الصدمة...
بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )
أنت تقرأ
زهرة الثالوث - Hercai
Romanceقصة حب مستحيله ولدت من انتقام ♥️ All rights reserved to: "https://nahlaroh.blogspot.com/" بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )