الحلقة 3

1.9K 43 2
                                    

ريان : تزوجتُ أمي ، تزوجتُ بميران زواجًا دِينِيًا 
السيد هزار واقِفا مصدوما أمام باب الغرفة :
ماذا !!!
كيف حصل هذا و متى ؟
ريان و الدموع تملأُ عينيْها :
عما تُريدُني أن أخبرك و عما تُريدُني أن أشرح لك 
عن انكسار روحي و تشظيها داخل هذا الجسد ، عن المُعاناة المُعاد خلْقُها كُلَّ يومٍ و ضربِها بوجهي 
بألسنتهم و نظراتهم ؛ ريان إتَسخت ، ريان انْهَتْ شرف عائلتنا
عن عجزي ، عن بعثرتي ، عن موتي المُفْتعل كل يوم 
أَتُدْرِكُ حقاً كيفَ تهاويتُ !
كيفَ حاولتُ وكم حاولتُ إلتقاطَ آنّاتي ! 
داخلي هشٌّ أبي ، تناثرتُ ، كُسِرت
داخلي كان ثقيلا بالكره و الحقد عليه و ظُلْمِه و ظُلْمِهِمْ جميعا لي 
قررتُ ان أُجهِضَ السواد و الوجع بداخلي و أن لا أبقى بين أنْقاضِي أتعثر 
هزار : أسامحتهِ بتلك السهولة بُنيْتِّي ؟ أنَسيتِي الحقد و الانتقام الذي يسكن قلبَهُ 
ريان : أنا من تسكن قلبه أبي 
رأيتُ الندم بعيْنيه منذ البداية ، رأيتُ وجعه و وجعي رأيتُ حُبّهُ و تضحيته حين لم يفكر هُنيْهَة و رمى بنفسه من أعلى الجسر خلفي 
تزوجتُ أبي ، أجل تزوجت على السنة الله 
زهرة : و ماذا بعد ريان هل فكرتِ فيما بعد ؟ هل تظُنِين حقا أنّك ستعيشين معه 
أين ؟ و كيف ؟ ...

* أزاد جالسا بالمقهى يغمرُهُ الفُضول و الحيرة و الأسئلة ، ماذا يوجد وراء تلك الفتاة ؟ 
وصلت إليف 
_مرحبا 
أزاد : مرحبا 
ابتسم ثم قال لها : أتيْتِ إِليْ بقدميْكِ ألا تخافين أن أخطفكِ انتِ كذلك ؟ 
إليف : جِئْتُ لهذا أساسا ، منذ أيام و انا أفكر بما حصل معك و جونول و كذلك سمعتُ عن اصابتك و مُحاولتك ..
ثم سكتَتْ لِبُرهة ، المهم اريد ان اعرف الحقائق أزاد ، فكُلُ سُوءٍ اراهُ يُصيبُ عائلتي يظهر بعدهُ سوءٌ أكبر نحن من اقْتَرَفْنَاه 
أزاد : آهٍ من جونول تلك ، مريضة نفسية ، عُمِيَتْ بحبها لميران و امتلأت بالسوء 
إليف : لِمَا أطلقتْ عليكَ النار ؟ 
أزاد : أعترفُ أنني أخطأتُ ، غاب عقلي و ملأنِي الغضب حين قررتُ خطفها و مُقايضتها بريان لكن تراجعتُ بعدها و فككتُ قيدها كي تذهب في حال سبيلها ، ثم لم أسمع الا صوت النار و لم أحس بجسدي و تهاويت 
أعجبتها فكرة الخطف تلك الحيّة الصفراء وصلت لدرجة هانت عليها دموع أمها و احتراق قلبها حين اتصلت من هاتفي و هي تمثل دور المسكينة ، المُهددَة بالإعتداء . 
إليف : أقسم بالله اني عرفت أن حكايتها واهية 
أزاد : اي حكاية ؟

* ميران غير مُهتَمٍ بما حدث او يحدث من حوله استلقى على فراشه و حلّق بقلبِه و عقلهِ بعيدا ، بعيدا حيث ركب الغيوم و لامس النجوم ، 
قُبْلتُهُ هو و ريان حين تفتحت براعم الياسمين على ثغرها و ثمل هو مع كل رجفة ،
كلمة أحبُّكَ منها التي رتقت ما مزقتُهُ نيران الندم و الألم 
تذكر لما غادر الامام و الشاهدان ، أرْكبَها على تلك الأرجوحة من جديد و قال لها :
_ريان فقدتُ روحي هنا حين وجدتُ هذا المنديل الأسود مربوطا بحبل الأرجوحة ، بالبداية ضنَنْتُهُ اشارة كي أجدك ثم أدركتُ أنه رسالة تخليكِ عني و عن كل رابط يجمعني بكِ 
مثلما قلتُ لكِ بالكوخ سنمسح كل شي و نبدأ من جديد و كل مكان له ذكرى وجعٍ اعِدُكِ أنَّهُ سيكتبُ بحبرِ الحُبِّ و الأمل 
ثم رمى ذاك المنديل الأسود و صرخ : 
أحبببببببببببك (سيني سيفيورم)
ريان و الجسم يتأرجح مرحا و القلب يتأرجح فرحا : 
أحبببببببببك 
أوصلها لباب القصر و هي مُتلبِكَة و خائفة :
_أرجوك اذهب بسرعة سيرانا احد و تقوم القيامة 
ميران : جدُّك صاحب شنب الصرصور جبانٌ مثل الصرصور ، انتهى عصرُ احتقارهِ و ظلمِهِ للنساء و لكِ 
ريان : ههههه ماذا تقصد 
ميران : لا عليكِ حبيبتي ، المهم لولا أني وعدتُكِ بإرجاعكِ لخطفتُكِ من جديد ، قلبي لا يُطاوِعُني على فراق زوجتي 
ثم حضنها بقوة و قَبَّلها من خدها
الى اللقاء يا جنَّتِي .

* شهريار بطلبٍ من أسماء أن تجْلِبَ بعض الأغراض من القبو ، دخلت لتجد شخصا هناك في الظلام 
شهريار : توبة ، بسم الله 
سيدة عزيزة لم أرَكِ ، خِفتُ كثيرا 
عزيزة : احقا ؟ خافي فيجدرُ بكِ أن تخافي 
قد تستقُطين من على الكرسي هنا و يرتطم رأسك بالحافة ،
ممم او ربما تُغادرين سالمة الى بيتكِ ، و انتِ تقطعين الشارع تدهسُكِ سيارة 
و هناك احتمالٌ ثالث...

بقلم الكاتبة : كريمة عوجيف ( فيس عائشة م ر )

زهرة الثالوث - Hercai حيث تعيش القصص. اكتشف الآن