يقف على حافة الهاوية و عيناه تمتلئ بالدموع و تقف امامه حبيبته تترجاه الا ينتحر
و يقول لها بصوت متهدج : اعذرينى لا استطيع ان أكمل تلك الحياة و يقفز من أعلى الجبل الى الهاوية
تسود الشاشة و تغلق دعاء الكومبيوتر المحمول و عيناها ممتلئة بالدموع تأثرآ بالمشهد و تقول إلى نفسها بصوت عالى : و الله العظيم يونس اولسوى ده عبقرى بجد . تمثيله مش ممكن .
و تقوم بفتح حسابها على تطبيق الأنستاجرام و الذى باسم ( الفانز العربى ليونس أولسوى ) و قد وصل إلى ما يقارب ٣٠٠ ألف متابع و تنشر أحدى المنشورات و تقول فيها : مين شاف الحلقة الأخيرة من المسلسل ؟
الحلقة تحفة بجد لكن كئيبة و تمثيل يونس اولسوى كالعادة مبدع . حقيقى الراجل ده مظلوم و مش واخد حقه . عنده كمية مواهب تؤهله أنه يكون فى هولييود تمثيله عبقرى و صوته ممتاز و فيه أحساس عالى
و الأغنية اللى غناها فى الحلقة الأخيرة تجنن
مستنية أرائكم .
و ثم تقوم دعاء بتشغيل الأغنية التى غناها يونس أولسوى و تضع السماعات فى أذانها .
و أذا بأحد يطرق باب غرفتها و لكنها لا تسمع و يستمر فى الطرق بشدة حتى تسمع دعاء و تنزع السماعات من آذانها و تقول بانزعاج : مين ؟ ادخل
و اذا بأحمد عم دعاء و الذى تشبهه كثيرآ و يتصفان بالبشرة البيضاء و الشعر البنى و العينين العسليتان يفتح الباب و يقول لها
بقالى ساعة بخبط على الباب مش سامعة ليه ؟
دعاء : يا عمو أحمد حاطة السماعات فى ودانى
أحمد : بتسمعى أغانى ؟
دعاء : ايوة ايه المشكلة
أحمد : مش قلنا ١٠٠ مرة متسمعيش أغانى خاصة فى نهار رمضان ؟!
دعاء بضحكة ساخرة : و ليه هى بتفطر ؟
أحمد : مش بتفطر يا دعاء لكن حرام و بتقلل من أجر صيامك . مش مستاهلة . و بعدين اقرأى قرآن افضل احنا فى رمضان
دعاء باستهتار : حاضر حاضر . كنت عاوز ايه ؟
مامتك بتنادى عليكى عشان بنحط الفطار يلا
دعاء : يا خبر هو الاذان هيأذن ؟ انا مصلتش العصر
أحمد : أنتى هتشيلينى يا دعاء ؟! أجرى صلى
يعنى قاعدة سايبة الصلاة و بتسمعى اغانى ؟ اجرى صلى فاضل ربع ساعة على الأذان .
تذهب دعاء مسرعة لكى تتوضئ و تصلى العصر
و يحضر أحمد نفسه لكى ينزل لصلاة المغرب بالمسجد جماعة
و ينتظر أذان المغرب . تنتهى دعاء من صلاة العصر و اذا باذان المغرب يؤذن
أحمد : دعاء دعاء هاتى مياه
دعاء : متشرب يا عمو المياه قدامك
أحمد ممازحآ دعاء : بطلى رخامة يا بت انا عاوزك تاخدى أجر افطار صائم
تعطى دعاء أحمد الماء و يشرب المياه و ثم ينزل مسرعآ ليلحق بصلاة المغرب جماعة بالمسجد
تخرج دعاء إلى الصالة حيث الأثاث المصرى الكلاسيكى و اللوحات الزيتية الفخمة
فأسرة دعاء أن لم تكن غنية فهى متيسرة الحال
و تجلس دعاء مجتمعة مع والديها على الطاولة لتناول الافطار الشهى الذى أعدته والدتها نيرة
تستنشق دعاء رائحة الطعام و تقول لوالدتها : تسلم أيدك يا ماما
نيرة : العفو يا حبيبتى و تتابع ضاحكة : الحقى شغلى التلفزيون نتفرج على المسلسل قبل ما عمك يطلع
الله يسامحك يا محمود بلتنا بأحمد يعنى لازم يفطر معانا
محمود : حرام عليكى يا نيرة ده أول رمضان يعدى عليه بعد وفاة بابا و ماما الله يرحمهما . عاوزاه يفطر لوحده ؟
نيرة : ماشى يا سيدى انت حر استحمل لما يجى اخوك بتاع داعش ده و يقعد يقولنا حرام حرام لما ناقص يحرم علينا النفس اللى بناخده
تقوم دعاء بتشغيل التلفاز
و تضحك و ترد عليها : الله يسامحك يا ماما داعش أيه بس ؟! .عمو أحمد طيب و الله بس دماغه و تفكيره الى غلط . الله يهديه نفسى يعيش سنه .
محمود : يلا كلوا بقى
يدخل أحمد الشقة و ينضم لهم و يبدأ فى تناول الطعام
يتجاهل أحمد التلفاز لأنه يعلم اذا طلب من محمود أن يطفئه سوف يرفض .
و اذا بمشهد فى المسلسل يأتى فيه سخرية من الملتحيين حيث يظهر الملتحى لا يغض بصره
فيقول أحمد : خير يا جماعة هو انتوا شايفينى كده ؟
دعاء : لا طبعآ يا عمو بس اللحية مش صك للجنة يعنى ممكن يبقى ملتحى و مش كويس
يتغير وجه أحمد و ثم يمسح فمه و يقول : طيب الحمد لله شبعت شكرآ يا أم دعاء تسلم أيدك
و ينهض من على الطعام
محمود : أحرجتيه يا دعاء . ممكن بلاش تناقشى عمك خالص فى الموضوع ده احترمى انه عمك حتى لو تفكيره غلط
دعاء : طيب ما حضرتك بتنتقده كتير
محمود : أنا اخوه الكبير بس انتى ميصحش ده عمك و اكبر منك
دعاء : حاضر
.......
فى اليوم التالى تقف دعاء فى غرفتها تجهز نفسها للذهاب للكلية و ترتدى التربون و تضع المكياج كعادة كل يوم و تهم لكى تضع العطر و لكنها تتذكر إن عمها أحمد سوف يوبخها كالعادة و يذكرها ان من تضع العطر زانية فتضع زجاجة العطر فى حقيبتها
تدخل نيرة غرفة دعاء و تقول لها : يلا يا دعاء عمك مستنيكى فى العربية عشان يوصلك .
دعاء : ماشى يا ماما حاضر
تنزل دعاء و تركب السيارة بجانب عمها
أحمد بغضب : ايه اللى انتى لابساه ده يا دعاء ؟ رقبتك عريانة !
دعاء : ده تربون يا عمو أحمد
أحمد : ده مش حجاب مش كفاية المكياج اللى بتحطيه !! كمان رقبتك باينة
يا حبيبتى انتى مش بتحبينى و بتحبى بابا ؟!
دعاء : طبعآ
أحمد : يبقى تحافظى على نفسك و متزعليناش
دعاء : بس يا عمو أحمد بابا شافنى و أنا نازلة كده و مزعلش !
أحمد : ماشى يا دعاء لينا كلام تانى لما ترجعى البيت
تصل دعاء الى الكلية و تتزل من السيارة
و اذا بصديقة دعاء دنيا تنتظرها و تلقى نظرها على عم دعاء
يلوح أحمد إلى دعاء بيده و يقود السيارة
دنيا : هو عمك ده مش ناوى يخطب تانى . اصل صراحة طالع من عينى
تضحك دعاء و تقول : يا بنتى قلت لك استنى شوية و انا هضبط لك الأمور معاه بس انا مش عارفة انتى ازاى بتكراشى عليه ده انا ذات نفسى مش طايقاه ده مطلع عيننا . مش من توبك خالص يا دنيا
دنيا : القلب و ما يريد بقى يا ست دعاء . قولى لى هو نساها و لا لسه
دعاء : لا لسه و مش هينساها الا لما يرتبط اصله كان بيحبها اوى
دنيا : عشنا و شوفنا اللى بدقن بيحب
دعاء : بس حرام عليكى يا دنيا مكنش له فى الكلام ده
انتى عارفة انه اتعرف على جويرية فى الكلية و اتقدم لها بس ابوها رفض عشان هم أغنياء و عمو على قده يعنى
مكنش له فى جو العواطف بتاعنا كلمة حق
دنيا : هو مش ده اللى مش طايقاه ما انتى بتدافعى عنه أهو .
دعاء : ما انتى عارفة مكانة عمو أحمد عندى لولا تفكيره ده لكنت حبيته اوى و كان هيبقى صديقى و الله و هشاركه فى كل حاجة
دنيا : بت يا دعاء الواد بتاعك اهو . روحى له
دعاء بفرحة : طب سلام بقى
تمشى دعاء تجاهه و تفتح حقيبتها و ترش العطر عليها و ثم تضع الزجاجة مرة اخرى فى الحقيبة و تنادى عليه : يوسف .. يوسف
يلتفت يوسف لدعاء و يقول لها ببرود : ازيك ؟
دعاء : الحمد لله اتصلت بيك كتير مش بترد ليه ؟؟
يوسف : دعاء أنا عاوز أكلمك فى حاجة ضرورى
دعاء بقلق : خير ؟؟!
يوسف : طيب اقعدى بس
تجلس دعاء امام يوسف و تقول له : خير قلقتنى
يوسف : هو أنا بالنسبة لك أيه ؟
دعاء : أنت حبيبي يا يوسف
يوسف : بس للأسف يا دعاء شكلنا كنا بنضحك على بعض . و مفيش حد فينا عنده مشاعر تجاه التانى
انا بابا جاب لى عروسة يا دعاء و لقيت قلبى مستريح لها و ده معناه اننا مكناش بنحب بعض اصلآ
دعاء بصوت تخالطه الدموع : خطبت ؟ يبقى انت اللى مكنتش بتحبنى يا يوسف مش احنا متعممش
يوسف : متضحكيش على نفسك يا دعاء
احنا كنا بنتسلى كانت بادئة اصحاب و جو الشلة و بعدين قلبت علاقة عاطفية
احنا علاقتنا مكنتش لها مستقبل
دعاء : و انت جاى تقولى الكلام ده دلوقتى و تقولى بنتسلى ؟
يوسف : معتقدش ان أنا الأول و الأخير فى حياتك يعنى ربنا يسعدك مع حد غيرى
دعاء : انت قصدك ايه ؟ انت قليل الأدب و أنا غلطانة إنى وثقت فيك
تذهب دعاء من أمام يوسف باكية و اذا بها تجد فى وجهها صديقتها المقربة هداية
ترتمى دعاء فى حضن صديقتها و تقول لها : الكذاب يوسف جاى يقولى إنه مكنش بيحبنى و أنه خطب و تبكى بحرقة
هداية : براحة يا دعاء . هدى نفسك
تخرج دعاء من حضن هداية و تقول : براحة ايه بس ده بيقولى إنه كان بيتسلى
يا بجاحته !!! و تستمر فى البكاء
هداية : أنا أسفة يا دعاء بس انا حذرتك و قلت لك اللى بتعمليه مش صح و العلاقات دى بتبقى فاشلة و مش بتكمل و ده لعب عيال و حرام !
دعاء : بقولك أيه يا هداية متعمليش فيها شيخة ده أنتى حتى الحجاب مش لابساه !
هداية : الله يسامحك بدل ما تدعى لى ربنا يهدينى و ألبسه . طب ما انتى لابساه عملتى بيه ؟ !
الله يهديكى .
دعاء : هداية متزعليش منى أنتى عارفة أنى ماليش أخوات و بعتبرك أختى
هداية : أنا مش زعلانة منك أنا زعلانة عليكى
يلا أدخلى المحاضرة عشان اتأخرتى
دعاء بحزن : محاضرة أيه بس يا هداية . هو ده وقته انتى مش شايفة الحالة اللى أنا فيها ؟!
هداية : لازم تدخليها. امتحانك كمان يومين اعقلى و ركزى فى دراستك
دعاء محاولة التغلب على مشاعرها : حاضر يا هداية
هداية : يلا سلام
تدخل دعاء محاضرة الأدب التركى
فهى تدرس بكلية الألسن اللغة التركية
فحلم دعاء إن تسافر اسطنبول فهى أرض الأحلام بالنسبة لها منذ ان كانت فى عمر الثانية عشر و هى تتابع المسلسلات التركية و تتمنى أن تتقن لغتهم و تسافر تركيا .
........................................................
برجاء التصويت إذا اعجبكم الفصل 😊
أنت تقرأ
دعاء يونس
Romanceعندما تشدك المعاصى لحياة فانية و تشدك الطاعات لحياة أبدية ........ دعاء فتاة مثل باقى فتيات جيلها غارقة فى المعاصى التى تستصغرها و يونس غارق فى الكبائر و لا يشعر و لكن صوت نقى بداخلهما جعلهما يتركا حياتهما القديمة لينعما بحياة فى طاعة الله و لو على...