فى اليوم التالى :
اثناء عمل يونس يتصل به أحمد
يرد يونس : السلام عليكم يا أحمد
أحمد : و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يونس .... أنا و عمك محمود عايزين نكلمك في موضوع ممكن نتقابل فى بيت محمود ؟
يونس : طبعآ .
و يتابع بصوت متغير : دعاء قالت لك صح ؟
أحمد : مش عاوز اتكلم فى الموضوع ده على التليفون لما نتقابل نتكلم براحتنا .
مستنيناك بعد صلاة العشاء
....
بعد صلاة العشاء فى بيت محمود يجتمع كل من محمود و أحمد و يونس
محمود : بلغنى يا ابنى انك ناوى ترجع للتمثيل مرة تانية
يونس : يا عمى انا مش هرجع زى زمان انا بس حنيت لهوايتى و وظيفتى الاساسية انا مش هعمل حاجة تغضب ربنا
الفيلم اللى انا عاوز اعمله مفهوش مخالفات شرعية باذن الله
محمود : تسمح لى يا بنى انت بتضحك على نفسك
تقدر تقولى الأفلام دى مش هيكون فيها اى تلامس بين رجال و نساء ؟
مش هيكون فيها ستات مش محجبات ؟
انت بترمى نفسك فى النار نار الدنيا و نار الأخرة
يونس : انا اسف بس انا لسه عند رأيى و على العموم انا مسافر السفرية بتاعتى كمان كام يوم لما ارجع كمان ٤ أشهر ابقى افكر
أحمد : مش خايف يا شيخ يونس مترجعش و تموت على نيتك بالمعصية ؟ طيب مش خايف ربنا يحذرك فى دعاء و ابنها ؟
يونس : انت بتقول نفس كلام دعاء ! كان ربنا انتقم منى زمان !
أحمد : كويس أنك فاهم ده ! للأسف يا يونس انت منتكستش انت رجعت اسوء من الأول !
تقع جملة أحمد على يونس كالبرق و تظهر علامات الخجل على وجه يونس
........
بعد مرور ٤ أشهر حيث يتواجد يونس فى تركيا
يتواصل يونس مع دعاء عبر مكالمة فيديو
يونس : أزيك يا حبيبتى عاملة ايه ؟
دعاء : الحمد لله ماما نيرة مش سايبانى أعمل حاجة
يونس : ربنا يبارك فى عمرها . ازاى أحمد و زوجته و والدك
دعاء : الحمد لله كلهم بخير بيسلموا عليك
...انت هتيجى أمتى ؟
يونس : بكره باذن الله . الرحلة البحرية هتبدأ بليل
دعاء : أنا عندى ليك خبر حلو يا يونس
يونس و قد ابتهل وجهه : خير ؟!
دعاء مبتسمة : أنا حامل فى ولد
يونس و وجهه مبتهج : الحمد لله ربنا ما يحرمنيش منكوا ابدآ
دعاء : و تكون قدوة صالحة ليه !!
مرجعتش فى كلامك على موضوع التمثيل يا شيخ يونس ؟
يونس : لأ يا دعاء و قلت لك متتكلميش فى الموضوع ده تانى
دعاء : على فكرة يا يونس أنا صابرة بفضل نصايح عمو أحمد و جويرية
بس خليك عارف ان دى مش حياة هتستقيم ابدآ
انت مش زوجى اللى وافقت عليه أنت يونس اولسوى اللى كنت بتفرج عليه فى المسلسلات . انت مش أب لاولادى او قدوة لهم .
و تتابع بوجه حزين : الله يهديك سلام
.......
يأتى الليل و يستعد الطاقم الذى يرأسه يونس فى ركوب السفينة
السماء صافية و نسمات الهواء عليلة و البحر هادئ
........ و لكن نسى يونس إن كل هدوء يعقبه عاصفة !!!
يجلس يونس و يقود السفينة مع فريقه
يقول أحد الفريق بوجه متجهم و متفاجئ : كابتن يونس شكل فى عاصفة !!
يونس بصدمة : عاصفة ؟! ازاى ؟ كل خبراء الطقس قالوا إن الجو مناسب ! ازاى ده حصل ؟
تشتد الريح و تظهر بدايات العاصفة و تمر ساعة و ثم تبدأ العاصفة
تعصف بشدة و كأنها تعلن ساعة الصفر
و اذا بالسفينة تصطدم بأحدى الصخور الكبيرة
يحاول يونس السيطرة على السفينة و لكنه لا يستطيع
يأتى أحد العاملين على السفينة مسرعآ : كابتن يونس فى ثقب فى السفينة و مياه البحر بتدخل السفينة
يونس : احنا لازم ننزل فى قوارب النجاة. بسرعة
حد يتصل بالنجدة .
يتجه كل من اعضاء الفريق الى قوارب النجاة
و يركب يونس أحداهم و لكن لشدة العاصفة ينجرف قارب يونس بعيدآ عن باقية القوارب و يبتعد عنهم
يفكر يونس فى النزول فى البحر و لكن يجد العاصفة تشتد و اذا نزل البحر فسوف يغرق !!
يظل يونس فى المركب و كل ما يمر الوقت كل ما ابتعد حتى اصبح لا يعلم مكانه !!
ظل يونس فى قاربه منتظرآ للنجاة او هدوء العاصفة لكن لا يجد اى منهما !!
يدخل الخوف قلب يونس
فأصبح لا يجد أى وسيلة تصله بأى انسان ينقذه !
و امواج البحر كأنها جبال و كأنه فى طوفان نوح !!
يحاول يونس الحفاظ على هدوئه و لكنه يخشى الموت و يتذكر عصيانه لربه و قراره بالعودة لعالم المعاصى مرة أخرى
يونس قائلآ لنفسه بحسرة : شكلك فعلآ هتموت يا يونس و انت على معصية !
انت ازاى بعت دينك بالسهولة دى ؟
دعاء حذرتك و أحمد حذرك من الموت على الحالة دى !
و الأهم من دعاء ! رب دعاء حذرك !
ألم يقل سبحانه فى كتابه : وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ !
استهترت بتوبتك و ضحيت بالتزامك و بيتك !
تحمل يا يونس أولسوى !
ينام يونس على أرضية القارب و ينطوى على نفسه و يبدأ فى تريد ايات القرآن التى يحفظها و لكن يعقد لسانه و لا يتذكر حرف !!
تمتلئ عينا يونس بالدموع و يغلقهما و يقول فى نفسه : الظاهر قامت قيامتك يا يونس !
يحاول إن يتذكر أى شئ مما يحفظه و لكن لا جدوى
يأتى على ذهن يونس قول واحد و هو : دعاء يونس عليه السلام : لا أله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين!
يظل يونس يرددها و يقول فى نفسه الم يفرج الله كرب يونس بسببها ؟ ! كررها لعل الله يتوب عليك يا يونس مثلما تاب عن نبيك
كررها ألم يفرج كربتك بالماضى و لم تجد لنفسك مهربآ من المعاصى ألا بقولها ؟
كررها يا ابن ادم يا خطاء .
يظل يونس يكررها وسط الامواج و هو على ارض القارب حتى ذهب فى النوم .
........
فى القاهرة ليلآ و يعم الهدوء أرجاء منزل محمود
تعلو صرخات ألم دعاء
فهو ألم شديد و كأنه ألم الولادة ! و لكن كيف و هى بالشهر السابع !
تصرخ دعاء بأعلى صوت : ماما ماما الحقينى شكلى هولد بدرى
تأتى نيرة مسرعة بلهفة : خير يا بنتى أنتى لسه فى السابع ؟!!!
دعاء بصوت صارخ و متألم: لا يا ماما انا هولد فعلآ صحى بابا ينقلنى المستشفى .
تذهب نيرة مسرعة الى محمود : محمود محمود... أصحى دعاء هتولد لازم ننقلها المستشفى
يستيقظ محمود فى خوف
و يقول لها : جهزى دعاء و انا هتصل بأحمد
نيرة : طيب يلا بسرعة
يتصل محمود بأحمد ليخبره لكى يستيقظ و يساعده فهو ابنه و أخيه و سنده الوحيد بالدنيا
...................
يأتى احمد مسرعآ إلى شقة محمود و يأخذ دعاء و ينزلها إلى سيارته و يتبعه محمود و نيرة
....
يصلوا الى المستشفى و يتم تسليم دعاء للأطباء
أحمد : خير يا دكتورة ؟! هى فى الشهر السابع !
الطبيبة : دى حالة ولادة مبكرة فى الشهر السابع
لازم تولد و احنا هنعمل اللازم . خير إن شاء الله
ينتظر أحمد و محمود و نيرة بجانب غرفة العمليات .
.....
يفتح يونس عينه ليجد نفسه فى أحدى السفن
ينهض يونس خائفآ و يقول : ايه اللى جابنى هنا ؟
يأتى له أحد العاملين بالسفينة : اطمن . احنا لاقيناك ف قارب نجاة فى البحر لوحدك و لاقيناك فى حالة اغماء اخدناك معانا على السفينة .
احنا راجعين مصر .
و دخلنا الحدود المصرية خلاص .
انت كنت راجع مصر صح ؟
يونس : اه اه
ممكن اعمل تليفون ؟
البحار : طبعآ اتفضل .
يأخذ يونس الهاتف و يحاول تذكر رقم هاتف حسام شاكر و بالفعل يتذكره
و يتصل به
يرد حسام و يقول : ألو.. مين معايا ؟
يونس : أنا الداعية يونس ... أنا بعتذر عن أى تعامل بينى و بينك . أنا هفضل الداعية يونس و مش هرجع ممثل
حسام بصوت متفاجئ من لهجة يونس بعد موافقته فى الماضى : خلاص يا أستاذ يونس اللى تشوفه مش مشكلة .
ينهى يونس مكالمته مع حسام وثم يتصل بدعاء فشعر أنه يستحق أن يكلمها و يستحق أن يكون أبآ لأولادهما
يتصل بها و يجد هاتفها مغلق .
ثم يتصل بمحمود ليجد أحمد يرد عليه
احمد : السلام عليكم
يونس : و عليكم السلام و رحمة الله انا يونس يا أحمد دعاء مش بترد . و عمى محمود مردش . خير ؟
أحمد بلوم : دعاء فى غرفة العمليات يا يونس . الدكاترة بيقولوا حالتها صعبة و هتولد فى السابع و عمك محمود تعب و منهار من الخوف على دعاء
يونس : ايه !! انا جاي . ساعتين و أكون عندكوا
........
يأتى يونس و يدخل المستشفى ليجد أحمد و محمود و نيرة و جويرية
طمنونى على دعاء
يقول له أحمد : قلت لك ممكن ربنا يحذرك يا يونس و فى دعاء اتمنى تكون اتعظت ؟
يونس : انا ندمت من زمان انا ربنا بعت لى بدل الرسالة اتنين
انا خلاص رجعت تانى زى زمان
انا لسه الداعية يونس!
أحمد : ربنا يقبل توبتك مرة تانية يا يونس و يقوم دعاء بالسلامة .
يونس : يارب
ينظر يونس على نيرة و محمود ليجدهما غارقين فى البكاء .
يجلس يونس عند رجل محمود و يمسك يده و يطمئنه .
تخرج الطبيبة و تقول : مبروك الأم و الطفل بخير و الولادة تمت بخير
تقدروا تدخلوا تشوفها . بس متدخلوش كلكم مرة واحدة
يقول يونس لمحمود : ادخل انت يا عمى
يدخل محمود و نيرة الى غرفة دعاء مسرعين للاطمئنان عليها
ينظر يونس إلى أحمد ثم يحتضنه بشدة و يرتب أحمد على كتفه و يقول له مبارك رجوعك .
يخرج محمود و نيرة و قد ارتسمت الابتسامة على وجههما
و يدخل يونس إلى غرفة دعاء ليجدها و يجد بجانبها ابنهما
يجرى يونس بلهفة على دعاء و يقبل يدها و يقول لها: أسف سامحينى . انا توبت . توبت خلاص و رجعت الشيخ يونس اللى تزوجتيه . سامحينى يا دعاء .
تبتسم دعاء ابتسامة خفيفة منهكة و تقول بصوت ضعيف : الحمد لله
يونس : هنسميه اواب يا دعاء .
اواب عن الذنوب . كثير التوبة لله
اللهم اجعلنا من الاوابين .
..............
تفتح دعاء دفتر مذكراتها و تكتب مبتسمة :
مر عشر سنوات على زواجى من الداعية يونس محمد على الذى أزداد فخرآ كل يوم أنى تزوجته
فكان خير زوج و خير معين لى فى دينى و دنياى
فلله الحمد أتمتت حفظ القرآن الكريم كاملآ بدعمه و تشجيعه لى
فقد سبقنى بحفظ القرآن
فختمه من ثلاث سنوات و ختمته أنا من شهر
دومآ كنا نتنافس فى العبادات كان يمازحنى بأنه يصلى فى الجامع و له أجر ٢٧ صلاة فكنت أرد عليه قائلة
و أنا أخذت أجرين أجر الصلاة و أجر طاعة الرسول فى الصلاة فى غرفتى
ترفع دعاء القلم لبرهة تتذكر الموقف و تبتسم ثم تتابع كاتبة : و دومآ كنت أنبهه أذا فرط فى شئ أو حتى لم يفرط و هو نائم
فكنت أوقظه ليلآ ليصلى قيام الليل و لما كان يأبى كنت أرمى فى وجهه الماء
كنت أتخذها حجة لمزاحه و عندما كان يستيقظ غاضبآ منى كنت أقول له أنى أنفذ أمر رسول الله يا يونس فلا يستطيع الرد على .
الحمد لله رزقنى الله منه أواب ، براء ، سجى
أرى فيهما خليط منى و من يونس
فأواب أخذ صفات يونس الشخصية و سجى أخذت شكله و براء يشبهنى فى الأفعال و أواب عيناه عسليتان مثلى أما سجى فتشبه عمها أحمد كثيرآ فى صفاته و أسلوبه
بارك الله فيهم
فكما كنت اتنافس أنا و ابوهم فى ختم حفظ القرآن هم يتنافسون فى حفظ اجزاء عم و تبارك و يتميز أخوهما الأكبر أواب بحفظه للبقرة و أحيانآ يغيظهما لأنه أكثر حفظ منهما حاولت مرارآ أن أجعله يكف عن ذلك و لكنه يأبى .. طفل .. و تبتسم ابتسامة ضاحكة و ثم تكتب :
و لكن بالأحرى هو يشبه أبيه
اتعجب من تصاريف القدر
كلما أرى زينب أبنة عمى أحمد و جويرية أتذكر أن الأطباء قالوا أنها مريضة بالفشل الكلوى و ها هى سليمة معافة لم تشتكى من شئ طوال العشر سنوات
و أنظر إلى وجهها و أتذكر إن الأطباء كانوا قد حكموا عليها بالموت
و أحمد الله أن عمى و زوجته لم يقعا فى كبيرة مثل هذة أن يقتلوا أبنتهما .
و أحمد الله كثيرآ أن هدانى و ما كنت لأهتدى الا بتوفيقه ليا
و لكن صدقآ أحيانآ أندم على سنين عمرى التى أضعتها من دون طاعة الله عز و جل و لكنى دائمآ أردد : لا أله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين...
تغلق دعاء الدفتر و الذى عنوانه 《دعاء يونس 》
أنت تقرأ
دعاء يونس
Romanceعندما تشدك المعاصى لحياة فانية و تشدك الطاعات لحياة أبدية ........ دعاء فتاة مثل باقى فتيات جيلها غارقة فى المعاصى التى تستصغرها و يونس غارق فى الكبائر و لا يشعر و لكن صوت نقى بداخلهما جعلهما يتركا حياتهما القديمة لينعما بحياة فى طاعة الله و لو على...