دعاء يونس

الفصل الحادى عشر

بعد مرور ثلاثة أشهر :
فى أحدى القاعات تتلو دعاء سورة الناس و تعلن المعلمة إن دعاء حافظة للجزء الثلاثون من القرآن الكريم تفرح دعاء و تحصل على شهادة بذلك
تقف دعاء تتأملها و إذا بجويرية تأتى و تقف بجانب دعاء و تبارك لها قائلة : مبارك يا دعاء عقبال لما تختمى القرآن
تنظر دعاء إلى جويرية نظرات امتنان و شكر
فتهز جويرية رأسها لدعاء و عيناها بها من المحبة و الفخر ما يطمئن دعاء و يثبتها على طريقها
تعود دعاء بيتها و تفتح باب الشقة فتأتى لها نيرة و تقول : مبروك يا دعاء
دعاء : الله يبارك فيكى يا ماما و تقوم باحتضان و الدتها
و ثم تدخل دعاء غرفتها و تجلس و تتذكر ما مر بها فى تلك الثلاث اشهر و كيف تغيرت حياتها عما مضى
و تعد نعم الله عليها خلال الثلاثة أشهر
فهى بدأت فى طريق حفظ القرآن و حفظت جزء عم
و قرأت العديد من الكتب منها كتب اسلامية و روايات و أدب عربى و عالمى
فقد اصبحت على علم بالسيرة النبوية و قصص الصحابة و التابعين و اهم الشخصيات الاسلامية فى التاريخ الاسلامى و كذالك الصحابيات
و احكام المرأة و الكثير عن الفقه و الاحاديث و التجويد
الى جانب عملها مترجمة فورية عن طريق الانترنت
تحمد الله انه انار بصيرتها و جعلها تكتشف ذاتها فقد اصبحت شخص اخر بعد تغير تفكيرها
و فكرت كم كانت تضيع من الوقت فى الاغانى و المسلسلات التى لم تعود عليها بأى فائدة تذكر سوى المتعة اللحظية
●●●●
فى المساء فى احدى عيادات امراض النساء و التوليد و فى غرفة الكشف يجلس احمد و جويرية امام الطبيبة
الطبيبة : انا مش هكدب عليكوا عشان تبقوا عاملين حسابكوا بس الأمل ان جويرية تحمل لا يتعدى ال ٥% اه مش استحالة بس الأمل لا يذكر
على العموم انا هكتب لك علاج خديه يمكن يجيب نتيجة بس مش معروف ممكن يجيب نتيجة امتى بعد شهر بعد سنة بعد ٥ سنين دى حاجة بأيد ربنا قايمة على الأحتمال ..
يخرج احمد و جويرية من العيادة دون التفوه بكلمة واحدة و عند الوصول للمنزل يفتح احمد البيت و ثم يدخلان و يغلق الباب
تجهش جويرية فى البكاء فيحتضنها احمد و يقول لها الأمل موجود يا جويرية
ربنا سبحانه و تعالى قال إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ 
جويرية : بس الدكتورة قالت الأحتمال ميتعداش ال٥ في الميه
احمد : لأ قالت مش مستحيل
خلى عندك أمل يا جويرية و بعدين هو احنا محتاجين حاجة تانى من الدنيا طول ما احنا مع بعض ؟
جويرية : اه عايزة عيال منك
احمد ضاحكآ : الله ما معاكى الأصل عايزة الملحقات ليه ؟
تضحك جويرية و تقول هو ده وقت هزار يا احمد
احمد : سيبى رزقك و همك على الله قادر على كل شئ
......
و الناس نيام يؤذن آذان الفجر
تستيقظ دعاء لصلاة الفجر كعادتها كل يوم و لكن تشعر دعاء و كأنها تحمل ذنب كبير فطوال الثلاث أشهر الماضية كانت تتابع أخبار يونس أولسوى و ترى صوره
فلم تستطع التغلب على ذلك الشعور الداخلى الذى يجعلها تشتاق له و تبحث عنه
تدخل دعاء لتتوضئ و ثم تفرش سجادة الصلاة و ترتدى الأسدال ثم تبدأ فى الصلاة
و عندما تسجد دعاء تجهش فى البكاء و تتساقط دموعها على سجادة الصلاة
و تدعو الله قائلة : يارب اغفر لى ذنوبى و طهر قلبى يارب اخرج عبدك يونس من قلبى
اللهم انى ارهقت قلبى به و لكنك تعلم اننى تبت اليك و نادمة عن كل ما فعلته قبل توبتى
اللهم اقبل توبتى و اجعلنى انسى يونس
اللهم لا تجعل فى قلبى حب لأحد اخر سوى زوجى
اللهم طهر قلبى و نقه من الذنوب
اللهم انى حاولت مرارآ ان اتغلب على نفسى و انساه و لكننى لم استطع
اللهم انى اعلم ان غص البصر فرض .
فاللهم اجعلنى اقوى على نفسى و لا اقدم على رؤية صوره مرة اخرى
اللهم انى اجد سعادة عندما اراه و لو حتى صورة فاللهم اجعل هذة السعادة لا تأتى لى الا عندما ارى زوجى و حلالى
اللهم انى جاهدت و حاولت كثيرآ فاللهم خذ بيدى و ساعدنى
تنهى دعاء الصلاة
و تقرر انها سوف تبدأ صفحة جديدة مرة اخرى فى حياتها و سوف تقوى على نفسها و لن تتابع صوره و اخباره مرة اخرى
فكفى بقلبها ذلك الارهاق و تمنت من الله ان يغسل قلبها منه
......
فى صباح اليوم الثانى
يطرق احمد باب بيت دعاء
تفتح دعاء و تدخل عمها البيت
احمد : عندى ليكى خبر حلو
خدى تذكرة السفر انتى اتقبلتى فى منحة الى تركيا لتحضير الماجيستير
تلمع عينا دعاء و تقول : منحة ايه بس يا عمو . ما انا قررت خلاص انى مش هسافر من غير محرم
احمد : اومال انا ايه ؟
دعاء : مش فاهمة
احمد : انا كده كده مسافر تركيا مع جويرية انا هشتغل هناك
فخلاص كده مشكلة المحرم اتحلت .
دعاء : يعنى ايه ؟ طب انا مش هقبل اكون معاك و مع جويرية كده هنتهك خصوصيتكوا
احمد ضاحكآ : ايه اللى هنتهك خصوصيتكوا ؟ هو احنا اكونت على الفيس بوك ؟ . و بعدين اطمنى احنا هنكون فى شقة و انتى فى الشقة اللى قصادنا و هبقى معاكى لحظة بلحظة هناك
يلا حضرى نفسك السفر بعد بكره
تنظر دعاء الى عمها و عينها تلمع من فرحة تحقيق الحلم و تحضنه بفرحة و تردد فى نفسها من ترك شيئآ لله عوضه عنه خيرآ كثيرآ