فى نهار يوم الخميس الساعة الرابعة عصرآ يقف يونس بلحيته الصفراء و النور الذى يخرج من وجهه فى ساحة أحدى المساجد منتظرآ مجئ دعاء
تأتى دعاء مصطحبها ابوها محمود
تأتى و هى كالحوريات
مرتدية فستان ابيض اللون متدرج الى درجات الوردى فى نهايته
و ترتدى خمار ابيض طويل و عليه طوق من الورد بنفس ألوان الفستان و نقاب ابيض لا يكشف الكثير عن عينها العسلية و بشرتها البيضاء
و تحمل فى يدها باقة من الزهور كالتى على رأسها
ترتسم ابتسامة على وجه دعاء و تظهر على عيونها عندما تقع عينها على يونس و يبادرها بابتسامة أكبر
يدخل كل منهم المسجد و يتم عقد القرآن على سنة محمد صل الله عليه وسلم
و يكون أحمد و صديقه هما الشاهدين على زواجهما
يتم الزواج فى لحظات تغمرها السعادة و تحفر تلك اللحظات فى القلوب قبل العقول
بعد تمام كتب الكتاب يذهب دعاء و يونس لمنزل دعاء للأحتفال بذلك الحدث المفرح
يدخل دعاء و أهلها و يونس البيت
و يقول محمود : مبروك يا عرسان نسيبكوا مع بعض شوية .
يدخل محمود و نيرة و أحمد و جويرية إلى داخل الشقة تاركين دعاء و يونس فى الصالة
يجلس يونس و تجلس أمامه دعاء و تخلع النقاب
و يجتمع يونس بدعاء لأول مرة و هى حلال له
ينهض يونس من مكانه
و يمسك يد دعاء لأول مرة
يشعر يونس ان قلبه لم يعد بمحله
أللمسة الحلال شعور جميل كهذا ؟
أبرغم ماضيه الغارق فى الذنوب ظل للمسة الحلال طعم جميل يشرح القلب ؟
يحمد الله فى قلبه على هدايته و انه كتب دعاء من نصيبه فهو أحبها كثيرآ و لكنه لم يصرح لها بأى مشاعر اتجاهها لأنه كان اجنبى عنها و وعد نفسه إلا يغضب الله مرة أخرى
فحمد الله أنه التزم بضوابط الخطبة الشرعية
حتى أنعم الله عليه بالحلال و طعمه
أمسك يونس بيد دعاء الأثنتين بقوة
و نظر إلى عينها من بين النقاب
ليجد عينها مملوءة بدموع الفرح و كأنها تريد ان تقضى عمرها و هو ممسك يدها
و تقول دعاء إلى نفسها : أبرغم ارهاقى لقلبى فى الماضى فى الكثير من العلاقات التى لا اسم لها شعرت بفرحة اللمسة الأولى ؟
الحمد لله الذى حفظ لى قلبى و انعم عليا بايجاد طعم و لذة الحلال فى قلبى
الحمد لله الذى جمعنى بك يا يونس
فالله العالم
أننى لم أكن لأسعد مع أحد غيرك
الحمد لله الذى طهرك و طهرنى لكى نكون زوجين صالحين
الحمد لله الذى جمعنا من أقصى البلاد .الحمد لله
و اذا بمحمود و دعاء يقولان لبعضهما فى نفس اللحظة : بحبك
يحتضنها يونس و يدور بها
و تشعر دعاء و كأن الزمن توقف عند تلك اللحظات
أحقآ هى فى حضن حبيبها الأول و الأخير يونس ؟
احقآ انعم الله عليها و جمعها به ؟
شعور غريب يخالطها و هى فى حضنه و تقول فى نفسها : ذلك الحضن الحلال هو بيتى الأول و الأخير
بيتى الذى كنت تائهة عنه و ها انا عدت أليه بعد مرارة الشوارع و الغربة
فاجتماعى بك ليس باجتماع اامغترب بوطنه بل اشبه بالجنة التى وعد الله بها المتقين ...
الحمد لله على أول لمسة حلال أول حضن حلال أول كلمة بحبك فى الحلال
الحمد لله الذى جمعنى بك فى الحلال
و اذا بمحمود مع نيرة يشاهد دعاء و هى فرحة مع يونس
ينسحب محمود من جانب نيرة بهدوء و يقف فى أحدى الزوايا يبكى و يمسح دموعه
و اذا بأحمد يأتى و يرتب على كتفه و يحتضنه و يفول له
: لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرآ
...
بعد مرور شهرين فى تركيا
و فى أحدى القاعات حيث تناقش دعاء رسالة الماجيستير و ترتدى زى المناقشة و تقف امام الاساتذة الاتراك
يجلس كل من يونس و احمد و جويرية و قد ظهرت علامات الحمل على بطنها
فى القاعة لحضور مناقشة الماجيستير لدعاء
يفتح احمد الهاتف و به صورة اخيه محمود و عيناه تمتلئ بالدموع قائلآ : لو كنت هنا كنت هتفرح اوى يا محمود . بنتك تشرف و من ثم يرفع وجهه و يتابع مناقشة دعاء لرسالتها
يعلن الاساتذة حصول دعاء على الماجيستير فى الأدب التركى بتقدير ممتاز
تظهر علامات الحبور على وجه أهل دعاء
و من ثم تذهب دعاء و تحتضن عمها فيقبل رأسها
و تحتضن جويرية
و و ثم تقف امام يونس و كأنها تقف امام جائزتها و عينها حية بالسعادة
و تحتضنه بفرحة و اطمئنان
يونس : طيب يلا يا أحمد روح مراتك عشان تستريح و انا هفسح دعاء شوية بمناسبة حصولها على الماجيستير
أحمد : طيب يلا يا دعاء سلام خلى بالك من نفسك
يأخذ أحمد جويرية و يذهب
و يترك دعاء خلفه ممسكة فى يد يونس
تنظر دعاء إلى يونس و عينها تبتسم له
فيمسك يدها بقوة و على شفتاه ابتسامة و فى عينه ضحكة
.....
يركب احمد سيارته مع زوجته جويرية
و اذا بهاتفه يرن ليجد المتصل محمود
احمد بفرحة : السلام عليكم يا ابو الدكتورة دعاء
دعاء اخدت ماجيستير بتقدير ممتاز
محمود بصوت باكى من الفرح : احمدك يا رب الحمد لله الحمد لله
احمد : انا مش قلتك ربنا كبير و كريم اوى يا محمود
اهو ربنا شفاك و الحمد لله الدكاترة نفسهم مكانوش متوقعين . بس ربنا كاتب لك عمر
ليك رزق تفرح بدعاء و تشوف جوازها ان شاء الله
محمود : الحمد لله
احمد : احنا هنركب الطيارة بكره باذن الله
مش عايزين نتأخر عن كده عشان جويرية مينفعش تركب طيارة بعد الشهر السابع
محمود : تمام تيجوا بالسلامة و ربنا يفرحك باولادك يارب
صحيح استقريت هتعمل ايه فى شغلك ؟
احمد : خلاص بأذن الله هخلص شغلى و أرجع تانى مصر .كفاية غربة بقى
محمود : تمام ربنا يوفقك
احمد : حبيبى يا محمود سلام
.....
امام البحر يجلس دعاء و يونس يستمتعان بالهواء العليل
تنظر دعاء الى يونس و تقول له : أقولك حاجة يا يونس ؟
يونس مبتسمآ : قولى
دعاء : انا بحبك من زمان
بحبك من لما كان عندك عشرين و كان عندى ١٦ سنة
ينظر لها يونس باستغراب
دعاء : اه كنت واحدة من ملايين الفانز بس مستحيل حد يكون حبك قدى لأن انا مكنتش معجبة بيك بس
لأ كنت بحبك
يمكن بقولك الكلام ده أول مرة بس طبعآ كنت بتكسف احكيهولك
يونس ضاحكآ :لا لا ده انتى تحكى لى من الأول بقى
دعاء مبتسمة : لا بجد
انا كنت زمان بقى عاملة زى باقى البنات لا حجاب شرعى و مقضياها اغانى و مسلسلات و تتابع بمرح : طبعآ كانت اغانيك و مسلسلاتك
و تكمل حديثها : صديقتى اتوفت و كان نفسها تلبس حجاب ملحقتش الله يرحمها
يونس بأسى : الله يرحمها
و يتابع الأستماع لها منصنت
و تتابع دعاء : طبعآ كنت فاكرة الموت بعيد عنى عشان صغيرة بس لما ماتت هداية عدت كل حساباتى
و لبست النقاب و قررت ابطل اغانى و مسلسلات الموضوع كان صعب فى البداية بس بعدين اتعودت و شغلت نفسى بالقراءة و حفظ القرآن
بس الحاجة الوحيدة اللى معرفتش اتوب عنها انت
الله يسامحك كنت مصعب الموضوع عليا اوى و تضحك
و تتابع : كنت بتسلل و افتح جوجل و اقرأ اخر اخبارك و اشوف صورك و اطمن عليك
بس قلت لنفسى يا دعاء طالما انتى بتعملى كده من وراء الناس و مكسوفة يبقى ربنا سبحانه و تعالى أحق من ان انا استحى منه
و دعيت كتير اوى و قلت يارب انا فى سعادة بحسها لما بشوف يونس اولسوى يارب اجعل السعادة دى تبقى لزوجى فقط
ربنا بكرمه استجاب دعائى بشكل لم يكن يخطر على بالى و جعلك زوجى على سنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم
يمسك يونس يد دعاء و يقبلها و يقول لها
و انا بحبك يا دعاء لو تعرفى انا بحبك قد ايه !
الحمد لله انه جمعنى بيكى
انا حبيتك اوى لما شفتك بين السطور فى رواياتك بس عرفت انى مقدرش اعيش من غيرك لما قابلتك و عرفتك
و اهو الحمد لله فرحنا الأسبوع الجاى
ربنا يتمم لنا على خير
دعاء بدلال : اقول لك حاجة يا يونس من غير زعل
يونس : اتفضلى
دعاء ضاحكة : انت بتتكلم مصرى لبلب
كنت فاكراك هتتكلم زى ترجمة جوجل
يضحك يونس و يقول : لهجتكوا بتلزق فى لسان الواحد
أنت تقرأ
دعاء يونس
Romanceعندما تشدك المعاصى لحياة فانية و تشدك الطاعات لحياة أبدية ........ دعاء فتاة مثل باقى فتيات جيلها غارقة فى المعاصى التى تستصغرها و يونس غارق فى الكبائر و لا يشعر و لكن صوت نقى بداخلهما جعلهما يتركا حياتهما القديمة لينعما بحياة فى طاعة الله و لو على...