الفصل الرابع

856 73 0
                                    

يأتى صباح اليوم التالى :
باب غرفة دعاء مفتوح تقف نيرة على الباب من بعيد تنظر عليها لتجدها كما هى من اليوم السابق ضامة ركبتيها إلى صدرها و مستلقية على أحدى جانبيها على السرير
و يقف أحمد على باب الغرفة و يرى دعاء بتلك الحالة و ترتسم علامات الحزن و الألم على وجهه و ثم يدخل و يطبع قبلة على جبين دعاء ليجد الدموع تتساقط من عينها و ثم يخرج من الغرفة
تمر ساعتين و دعاء على هذا الحال و ثم تنهض و ترتدى التربون و تأخذ حقيبتها و تخرج من غرفتها ليراها محمود و نيرة
محمود : رايحة فين يا بنتى و أنتى بالحال ده ؟!
دعاء بصوت مجروح من البكاء : سيبنى بعد أذنك يا بابا اخرج شوية يمكن أتحسن
نيرة : أبقى طمنينا عليكى يا بنتى
تخرج دعاء من المنزل و تتمشى و لا تعرف ما هى وجهتها و تمشى بلا هدف .
و ثم يؤذن أذان المغرب
تلفت دعاء لصوت الآذان و تدخل الجامع لصلاة المغرب حيث تجلس السيدات يذكرن الله و يقرأن القرآن و تعم السكينة فى المكان
تدخل دعاء و لكن عندما تهم للصلاة تجد ملابسها لا تصح للصلاة فهى ترتدى التربون الذى يظهر رقبتها و مقدمة شعرها و ملابسها ضيقة لا تصلح للوقوف بين يدى الله عز و جل
ترى أحدى السيدات حيرة دعاء فتضع فى يدها اسدال للصلاة و تبتسم لها دون قول شيئآ لها .
ترتدى دعاء الأسدال و تصلى المغرب جماعة و تبكى بحرقة و تصلى و كأنها أول مرة تصلى فى حياتها و تندم على كل صلاة أضاعتها من قبل و كل صلاة صلتها فى غير ميعادها أو صلتها بدون خشوع
تفرغ دعاء من الصلاة لتجد السيدة التى أعطتها الأسدال تقف فى بداية المسجد و تقول : درس النهاردة هيكون عن الحجاب و تقع عينها فى عين دعاء و تبتسم لها ابتسامة خفيفة
تسمع دعاء ذلك و يخفق قلبها و تمتلئ عيناها بالدموع لتذكرها صديقتها هداية التى لم تستطع ارتداء الحجاب قبل وفاتها
تتابع السيدة حديثها و تقول : هتكلم النهاردة بأذن الله عن الحجاب كونه فرض و تتابع مبتسمة : ولا الشيوخ اللى محبكنها اليومين دول ؟!
و هتكلم عن صفات الحجاب
اولآ بالنسبة للسؤال الأزلى بتاع أغلب البنات هو الحجاب فرض هقولك أنتى سؤالك غلط !
المفروض يبقى سؤالك النقاب فرض ؟
لأن الناس المفروض تسأل فى اللى مختلف فيه مش يسألوا فى حاجة محدش أختلف عليها !
يعنى بالنسبة لرأى الائمة
مذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب و أما مذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة
يبقى بالله عليكى ينفع تسألى السؤال ده ؟
تنصنت دعاء لكلام السيدة و كأنها تسمعه لأول مرة
فنعم دعاء ارتدت الحجاب فى سن صغير كباقى البنات و لكن ابواها لم يقولا لها شيئآ عن حكمه و أراء العلماء أو حتى لم يستشهدوا لها بأية تخبرها إن الحجاب فرض ! لبسته عادة و ليس عبادة !
البساها والديها الحجاب لأنهما يعلمان أنه فرض و ليس مهم إن تعلم هى !!!
تكمل السيدة حديثها و تقول طبعآ فى بنات هيقولوا أحنا برضوه لازم نشوف دليل من القرآن مش هنمشى ورا كلام الأئمة من غير ما نفهم !
حاضر عنيا
قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور 31
و الجيوب هى جيب القميص : ما ينفتح على النحر
يعنى الرقبة ضمن الحجاب يا بنات . تربون لأ !!
واخدين بالكوا ؟!
تشعر دعاء بالحرج و تضع يدها على رقبتها لتجد طرحة الأسدال تغطى رقبتها تشعر دعاء بالراحة عندما تجد رقبتها مستورة
و تتابع السيدة كلامها و تقول : و قال الله عز وجل
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب 59
و الجلابيب هو رداء ترتديه المرأة يغطى جسمها كله من رأسها إلى قدمها و فى خلاف اذا كان مقصود يغطى الوجه أم لا
و نيجى لنقطة مهمة و هى صفات الحجاب الشرعى الصحيح
اولآ : استيعاب جميع البدن إلا ما استثني
و ده وضحناه دلوقتى
ثانيا : أن لا يكون زينة في نفسه
يعنى البهرجة الزايدة و أنه يكون ملفت للشباب لأ
ثالثآ : أن يكون صفيقا لا يشف
يعنى كم شفاف لأ ... طرحة شفافة تكشف رقبتها لأ
رابعآ : أن يكون فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها
خامسا : أن لا يكون مبخرا مطيبا : برفان لأ يا بنات
فعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "
تسمع دعاء الحديث و تتذكر قول عمها و نصحه لها و أعراضها عن كلامها و تندم و تغلق عينها فتتساقط الدموع من عينها
و تتابع : سادسآ : أن لا يشبه لباس الرجل
و تتابع ممازحة : بلاش تلبسى هدوم أخوكى ألبسى هدوم أختك يا ستى
سابعآ : أن لا يشبه لباس الكافرات
منقلدش الغرب فى كل حاجة
ثامنآ : أن لا يكون لباس شهرة
و المقصود بلباس الشهرة الا يكون مخالف لعادات البلد فمتى كان غريبآ جعل الناس يتحدثون عنه اصبح حرامآ
و دى صفات الحجاب الصحيح اجتهدن يا بنات لتطبيقه و اجتهدن فأنتن حفيدات عائشة
انتهى الدرس
تشعر دعاء بضجة فى عقلها و تشعر و كأنها رأت شيئآ لأول مرة !!! و كأن رفع الله الستار عن قلبها و عينها لترى الحق !
تخلع دعاء اسدال الصلاة و تخرج من الجامع
تنظر دعاء على ملابسها لتجدها لا تحقق أى شرط من شروط الحجاب !
فأكمام البلوزة قصيرة و البنطلون ضيق و رائحة العطر تفوح منها و مظهرها ملفت للشباب
تشعر دعاء من الخجل من مظهرها و تمشى سارحة فى الشارع و اذا بسيارة كادت تخبطها و يصرخ قائد السيارة : أيه مش شايفة ؟!
تنصدم دعاء و تتذكر وفاة هداية و تخاف هى الأخرى إن تموت و هى على معصية
تمشى دعاء و تنظر على الشباب لتجد أغلبهم ينظرون عليها و لا يغضون بصرهم عليها
تشعر دعاء بالخذى و الخجل فقد كانت فى الماضى تفرح عندما ينظر عليها الناس لأناقتها !!!
تشعر دعاء و كأنها غارقة و تريد أحد ينتشلها من ذاك البحر الهائج التى هى فيه فتتصل على عمها أحمد 
................................................................
برجاء التصويت إذا اعجبكم الفصل 😊

دعاء يونس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن