تخرج دعاء من المحاضرة لتجد صديقاتها مى ورانيا و دنيا بانتظارها
تمتلئ عينا دعاء بالدموع و تقوم باحتضانهم
مى : خلاص يا دعاء مكنش أول و لا أخر واحد فى الدنيا
رانيا : و لا يستاهل دمعة من عينك
دنيا : خلاص بقى يا دعاء كفاية وجع قلب
دعاء : انا صعبان عليا نفسى
دنيا : خلاص بقى شدى حيلك الامتحانات على الأبواب
تمسح دعاء دموعها و تقول لهم : حاضر حاضر أنا لازم أنجح عشان اثبت له أن حياتى مش واقفة عليه
تركب دعاء المواصلات و تضع السماعات فى آذانها و تستمع لأغانى يونس اولسوى الحزينة و تشعر و كأن تلك الأغانى تصف مشاعرها
...
تعود دعاء للمنزل و تقوم بفتح هاتفها و تراسل صديقتها هداية
دعاء : هداية انا محتاجة لك اوى
هداية : وحدى الله يا دعاء و هدى اعصابك و اتمنى أنك تتعلمى من الموضوع ده و تبطلى بقى العلاقات دى و تركزى فى مذاكرتك
دعاء : بقى أنا يا هداية اشتكى لك و بدل ما تهدينى و تقولى لى كلمة حلوة تلومينى ؟!
أنا غلطانة أنى كلمتك
هداية : الصاحب اللى بجد هو اللى ينصح صاحبه مش يضلله . انتى عاوزانى ابقى زى صحابك التانيين ؟ اللى بيشجعوكى على الغلط ؟
دعاء : و مالهم صحابى يا هداية ؟ دماغهم و تفكيرهم زيى !
هداية : بقولك يا دعاء اقفلى على الموضوع ده أنا عاوزة اكلمك فى موضوع
دعاء : خير ؟!
هداية : أنا عايزة ألبس الحجاب !
دعاء : فكرى كويس يا هداية عشان مترجعيش تندمى أنا عن نفسى حاسة أنه بيقيدنى فى حاجات كتيرة و بتمنى لو مكانوش أهلى الله يسامحهم لبسونى الحجاب و أنا صغيرة كانوا سابوا لى القرار
هداية : أنا عكسك يا دعاء ! بتمنى لو كان أهلى لبسونى الحجاب و أنا صغيرة و سهلوا عليا الموضوع لو كنت كبرت و أنا لابسة الحجاب كنت هستريح من صراع نفسى رهيب
دعاء : طيب أنتى عاوزة تلبسيه ليه ؟
هداية : حاجات كتيرة يا دعاء أولهم أنه فرض ! و بيحدد هوية المسلمة و بيخلى فى حدود بين الشباب و البنات .
دعاء : براحتك يا هداية بس فكرى بعقل كده عشان متجيش تقولى لى عاوزة اقلعه. معاكى وقتك
هداية : مين قال ؟! مش يمكن اموت ؟!! خايفة أموت و انا مش على طاعة ربنا !! مش عارفة هرد أقول أيه لما اتسأل سيبتى فرض ليه يا هداية ؟
دعاء : بعد الشر عنك موت أيه بس ؟
هداية : مفيش حد بعيد عن الموت يا دعاء .
دعاء : يا ربى على الكآبة ! انا غلطانة من الأول أنى كلمتك يا هداية . اقفلى اقفلى
........
فى اليوم التالى :
يتصل أحمد على ابنة أخيه دعاء
ترد دعاء و تقول : الو ايوه يا عمو
أحمد بصوت مبتهج : دعاء عاوز اقابلك تعالى لى
دعاء : حاضر دقيقة
تنزل دعاء من شقتها إلى شقة عمها حيث يسكن محمود و أحمد فى بيت ثلاثة أدوار
دور لمحمود و دور لأحمد و زوجته المستقبلية
و دور لابيهما و امهما و يسكن أحمد حتى الأن فى شقة أبيه و أمه المتوفيين
تجد دعاء أحمد بانتظارها على باب الشقة
دعاء : خير يا عمو
يجر أحمد دعاء من يديها و يدخلها الشقة و يقول لها : أهل جويرية أخيرآ اقتنعوا بيا و وافقوا على الجواز . فرحنا الشهر الجاى
تنصدم دعاء و يتغير لون وجهها و لعل ذلك بسبب إنها كانت تريد إن يتزوج بصديقتها دنيا و لعل إنها لم تعجبها فكرة إن عمها و صديقها الذى يشاركها فى كل شئ سوف يتزوج
فعند زواجه سوف تكون هناك امرأة لها مكانة أكبر فى حياته
دعاء : طيب مش بدرى شوية على أن الفرح يبقى الشهر الجاى ؟! اعملوا خطوبة حتى !
أحمد : خطوبة ايه يا دعاء ؟ انا متبهدل بقالى أربع سنين عشان يوفقوا خير البر عاجله بقى
دعاء : تمام . مبروك يا عمو
تحتضن دعاء عمها أحمد و تقول له : طيب هتبدأ التجهيزات أمتى ؟
أحمد : هاخد محمود و نطلب ايديها الخميس الجاى و بعدها على طول هنبدأ نجهز
....
تصعد دعاء إلى شقتها و تتصل بصديقتها دنيا
دعاء : دنيا . عمو أحمد هيتجوز الشهر الجاى
دنيا : أنتى بتقولى أيه ؟! منك لله يا دعاء ضيعتيه من أيدى . قلت لك تحاولى توفقى بيننا لكن الظاهر أنتى مكنتيش عاوزة
دعاء بتذمر : يعنى بذمتك يا دنيا مش هحب أن إنتى تكونى مرات عمى و هحب إن البت اللى لابسة خمار دى تاخد منى عمو أحمد؟ و بعدين أنا مش ناقصة عقد ده جويرية دى حافظة قرآن و هتذلنا بقى كأنها الوحيدة المسلمة و اللى بتفهم فى الدين !
.......
بعد مرور شهر و قبل زفاف أحمد و جويرية بيومين :
دعاء : أنا أسفة يا عمو مش هقدر أحضر فرحك !
أحمد بحزن و استغراب : خلاص يا دعاء براحتك بس ممكن أعرف السبب ؟!
دعاء : أنا أسفة و الله بس امتحانى الأخير هيبقى تانى يوم
أحمد : خلاص يا حبيبة عمو و لا تضايقى نفسك . كفاية أنك تبقى فرحانة لى . ربنا يوفقك فى دراستك
...
تصعد دعاء إلى شقة ابيها و أمها حيث كانت تتحدث مع عمها فى شقته الجديدة و التى يجهزها لخطيبته جويرية .
دعاء : ماما خلاص قلت لعمو و الموضوع عدى على خير
نيرة : كنتى ضغطتى على نفسك شوية يا دعاء و جيتى مش هتموتى يعنى
تطلق دعاء ضحكة ساخرة و تقول : لا أنا مستحيل أحضر افراح اسلامية و الجو ده ده أنا يجى لى ذبحة صدرية . أنا متخيلة كمية الملل اللى هتكون فى الفرح . أقعد اذاكر لى شوية أحسن
أنا مش عارفة الناس دى بتفكر ازاى ؟ !
و كعادة النساء بعد كمية رهيبة من النميمة و الغيبة تقول : يلا مليش دعوة بحد !!!
.....
يوم زفاف أحمد و جويرية:
يقام زفافهما فى قاعة منفصلة للسيدات و أخرى للرجال
تزف جويرية و أحمد بزفة دفوف و ترتدى جويرية فستان ابيض رقيق مثلها يبرز جمالها الملائكى و لا تضع مساحيق التجميل و يبقى وجهها بجماله الطبيعى حيث عيناها الزرقاوتان و التى لونهما كلون البحر الهائج و بشرتها الخمرية و ملامحها المصرية البسيطة
تدخل جويرية قاعة النساء و تختفى عن أعينهم لمدة قليلة
تقول نيرة فى نفسها : كويس يا دعاء أنك مجتيش . كنتى هتنشلى . هى جويرية بتعمل أيه كل ده ؟!
فى عروسة تسيب المعازيم كده !!!
ما كادت تنهى نيرة كلامها إلى نفسها حتى وجدت جويرية قادمة من أحدى الغرف المتصلة بالقاعة و هى تضع مكياج كامل يبرز جمالها و قد خلعت الخمار و صففت شعرها الأسود كما تريد و ظهرت و كأنها من الأميرات
تشهق نيرة من رؤية جويرية بهذا الشكل و تقول فى نفسها : ما أنتى طلعتى حلوة اهو !! أومال كنتي مدهولة نفسك ليه ؟!
تبدأ اجواء الحفلة حيث تقوم الفرقة الانشادية بأحياء الحفل و تتنشد صديقات جويرية مع الفرقة و تصبح اجواء الفرح جميلة و لا يشعر أحد بمرور الوقت
......
ينتهى الفرح و يعود أحمد و جويرية إلى شقتهما الجديدة و تعود نيرة بصحبة محمود إلى بيتهما
تدخل نيرة لتجد دعاء جالسة تشاهد لقاء تلفزيونى على الهاتف لممثلها و مغنيها التركى المفضل يونس اولسوى
نيرة : ينيلك يا دعاء !! مش ده اللى مرضتيش تروحى فرح عمك عشان تذاكرى
دعاء : صلى على النبى يا ماما أنتى صدقتى الكلمتين اللى قلتهم لعمو أحمد ؟! أنتى عارفة أنا مرحتش ليه .
نيرة : بس بصراحة يا بت يا دعاء الفرح كان حلو و محستش بملل فيه
دعاء : يا سلام ؟! طب احكى لى
نيرة : بس البت جويرية دى بجحة متشوفيش كمية المكياج اللى حاطاها و لما دخلت قاعة الستات قلعت الخمار و فضلت بفستان الفرح . فاكرة نفسها عارضة ازياء عشان تعمل الحركتين دول
..
و من الغريب إن ما وضعته جويرية من مساحيق تجميل فى زفافها بين النساء كان أقل حدة مما تضعه دعاء فى جامعتها بين الرجال و النساء !
و لكن احيانآ الأنسان يعيب الأفضل منه لارضاء غروره .
................................................................
برجاء التصويت إذا اعجبكم الفصل 😊
أنت تقرأ
دعاء يونس
Romanceعندما تشدك المعاصى لحياة فانية و تشدك الطاعات لحياة أبدية ........ دعاء فتاة مثل باقى فتيات جيلها غارقة فى المعاصى التى تستصغرها و يونس غارق فى الكبائر و لا يشعر و لكن صوت نقى بداخلهما جعلهما يتركا حياتهما القديمة لينعما بحياة فى طاعة الله و لو على...