دعاء يونس

الفصل الثالث عشر

تنهى دعاء يومها الدراسى بجامعة اسطنبول و تستقل أحدى المواصلات لتجد السائق يقوم بتشغيل سورة البقرة
تتأثر دعاء بالقرآن و يرق قلبها و يلفت نظرها خشوع و جمال صوت القارئ و تشعر و كأنها سمعت هذا الصوت من قبل و كأنه صوتآ مألوفآ و كأنه يشبه صوت يونس اولسوى ؟!
تسأل دعاء السائق عن اسم المقرئ فيقول لها أنه الشيخ يونس محمد على
تستغرب دعاء من تشابه الصوت و الأسم و تقول فى نفسها سبحان الله . شتان بين يونس اولسوى و يونس محمد على .
تعود دعاء إلى بيتها و اذا تجد زوجة عمها جويرية تنتظرها على باب البيت و تقول لها :بصى يا دعاء
انتى كل يوم بتتحججى عشان ماتكليش معانا فى الشقة بس الا النهاردة عمك احمد جه بدرى من الشغل و انا عاملالك شوية مكرونة بشاميل تاكلى صوباعك وراها هتحسى بريحة مصر فيها . لازم نتجمع على ترابيزة واحدة و ناكلها مع بعض
تنظر دعاء الى جويرية بنظرة محبة و تقول : تمام يا جويرية هاكل معاكوا النهاردة فتحتضنها دعاء
فتمسح جويرية على خد دعاء و تقول لها ببهجة : يلا تعالى عمك مستنيكى
تدخل دعاء البيت و اذا ترى عمها ينتظرها
يحتضن احمد دعاء و يقول لها : ازيك يا حبيبتى
دعاء : الحمد لله يا عمو . فضل و نعمة
أحمد : طيب يا دعاء عندى ليكى خبر
دعاء و على وجهها بعض من القلق : خير ؟!
احمد : فى عريس متقدم لك و اعتقد هيكون لك معاه نصيب يا دعاء
دعاء : تانى يا عمو ما لسه بلال قالى اقلع النقاب . الله و اعلم ده هيطلع عامل ازاى ! خلاص اصرف نظر عن الموضوع ده يا عمى لغاية ما نرجع مصر بأذن الله
احمد : بس اعتقد ده غير أى عريس اتقدم لك او ممكن يتقدم لك
دعاء و يظهر على وجهها دهشة : ليه ؟!
احمد : ده شيخ يا دعاء و على علم كبير اه لسه بادئ فى مجال الدعوة من اقل من سنتين بس كمية الناس اللى بيسمعوا له كبيرة جدآ و عرف يأخذ مكانة بين الشيوخ و الدعاة الأتراك
دعاء : و هو عرفنى منين ؟
احمد : قال انه قرأ كتبك و مقالاتك
و قال انه يبقى له الشرف لو وافقنا على زواجه منك
و على فكرة هو بيتكلم عربى كويس أهله من أصول عربية و درس لغة عربية عشان العلوم الشرعية فالتواصل معاه بالعربى سهل جدآ كأنه عربى
دعاء طيب خلاص يا عمى اقابله مفيش مشكلة . لعل و عسى يكون فيه خير .
احمد : بصى يا دعاء هو عنده محاضرات بيلقى فيها دروس عن التوبة هتبقى النهاردة بعد صلاة العشاء
ممكن تروحيها النهاردة تاخدى فكرة عن شخصيته
دعاء : تمام فكرة حلوة يا عمى
صحيح هو اسمه ايه ؟
احمد : يونس ... يونس محمد على
تتعجب دعاء و تقول : اها انا سمعت القرآن النهاردة بصوته فى المواصلات
احمد : ربنا يجعلك رزق معاه
.....
تتناول دعاء الطعام مع عمها و جويرية و ثم تصلى العشاء و تذهب لحضور الدرس للتعرف على ذلك الشيخ الذى يريد الزواج بها .
تدخل دعاء قاعة المحاضرة لتجد لوحة ورقية مكتوب عليها باللغة التركية : محاضرة الشيخ يونس محمد على اولسوى عن التوبة يحكى فيها تفاصيل اعتزاله التمثيل و كيف تاب لله عز و جل .
تشعر دعاء بإن الارض تهتز من تحتها و ثم تفتح هاتفها بسرعة و يداها ترتعشان و تكتب على محرك البحث يونس محمد على لتجد صوره.....
انه يونس اولسوى !!!!!!
و قد اطلق لحيته الصفراء و اعفى شاربه و زاده الله نورآ و جمالآ على نوره
انهما نفس الشخص !!
تنصدم دعاء و تضغط على أحدى المقالات الصحفية على الانترنت و هى ترتعش اصابعها و المقال بعنونا بعنوان( الشيخ يونس محمد على يروى تفاصيل توبته فى احدى المحاضرات) و تقرأ فى صدمة :
يونس اولسوى المغنى و الممثل الشهير الذى فى عمر ٢٨ و الذى اعلن اعتزاله و توبته و اتجاهه للمجال الدعوى و تركه للمجال الفنى و ذلك من حوالى عامين !!
تاب و ترك عالم التمثيل و درس علم شرعى و دعوة و اصبح من كبار الدعاة الشباب فى تركيا و اصبح معظم جمهوره يتابعه و يسمع له دروسه و اتبعوه فبعد ان كانوا معجبين اصبحوا طلاب يسمعون اليه و يفتى اليهم
فسبحان الله الذى جعله سببآ فى ضلالهم فى البداية و سببآ للهداية لهم فى النهاية
يقوم الشيخ يونس محمد على اولسوى بالقاء محاضرة اليوم عن تفاصيل توبته و ذلك فى تمام الساعة الثامنة
تنهى دعاء قراءة المقال و تمتلئ عيناها بالدموع و تتساقط على النقاب
تذهب دعاء الى احد الزوايا و تبكى فيها بشدة و كأنها لم تبك من قبل و لا تصدق ما يحدث من تدابير الله عز و جل لعباده
و تقول الحمد لله الذى هداه . الحمد لله الذى جمعنى بيه
الحمد لله
الحمد لله اللهم انى دعوتك ان يكون ذلك الحب لزوجى و قد اجبت . اللهم انى سألتك ان تجعلنى اشعر بذلك الشعور مع زوجى و قد اجبت
الحمد لله