الفصل الثانى عشر

637 46 0
                                    

اليوم أتم عامى الرابع و العشرين
احمد الله على ما أنعمه على فى اخر عامين مرا على
فقد انجزت فيهما ما يجعلنى فخورة به طوال عمرى
فقد عشت اثنين و عشرين سنة و لم احقق فيها ما حققته فيهما
سعيدة أننى اتقرب الى الله كل يوم اكثر
اعلم ان طريق الطاعة و العبادة ليس له نهاية لكن يكفينى فخرآ ان اموت و انا على ذلك الطريق
احمد الله على ما أنعم على عندما اقتربت منه اكتر فاصبحت اضع لنفسى كل فترة عبادة ما و اجعلها هدف فمثلآ : القيام ، ورد القرآن ، الأذكار ، صيام الثلاثة ايام القمرية ، صيام الأثنين و الخميس و هكذا
حتى اعتاد عليها و تصبح جزء من حياتى
و احمد الله انه ابعدنى عن حياة الذنوب التى كنت غارقة فيها ....الحمد لله
حتى يونس اولسوى تغلبت على نفسى و لم ابحث عن اسمه منذ سنتين تقريبآ منذ ايام سفرى
لكى لأ اكذب انا اتذكره كثيرآ و لكننى اتغلب على نفسى و اذكر نفسى ان الله يرانى . اأخجل من الناس و لا أخجل من ربى ؟!
احمد الله الذى عافانى و لكن الشئ المتبقى هى تلك الغصة التى اشعر بها فى قلبى عندما اتذكر يونس لعل الأيام تشفى ذلك الألم
و احمد الله على سفرى الى تركيا فقد حققت ما أتمنى فى مجالى العلمى و الوظيفى فأنا احضر رسالتى فى الأدب التركى خاصة فن النثر و المقال و الحمد لله الفت الكثير من الكتب و المقالات التى اعجبت الاساتذة الأتراك و دخلت بها الكثير من المسابقات و فزت بها
اتذكر يوم رفضت السفر الى تركيا بدون محرم وقتها عمى قال لى جملة تتكرر فى أذنى باستمرار" من ترك شيئآ لله عوضه عنه خيرآ كثيرآ " لم افهم معنى هذة الجملة الا عندما جاء عمى و اخبرنى عن سفرى معه وقتها لم افهم معناها فقط بل تذوقتها ايضآ
و ها أنا بأرض الأحلام اسطنبول . لا انكر ان رغبتى فى تركيا اختلفت عن قبل
فكنت اريد الذهاب الى تركيا لكى أرى معالمها السياحية التى تأتى فى المسلسلات التركية
و يمكن ان اصادف احد الممثلين الأتراك و تتابع مبتسمة ابتسامة سخرية بعض الشئ : و سيكون حظى كبير اذا صادفت يونس اولسوى فارس الأحلام
و لكن لم تعد لدى الرغبة فى كل ذلك
فأختلفت نظرتى فأصبحت اسطنبول هى أرض الأحلام لما حققته عليها من نجاحات و اوقات سعيدة برفقة عمى و زوجته بارك الله فى فيهما
فكانا لى فى غربتى أهلى فهما ليس فقط عمى و زوجته فأنا اشعر معهما أنى مع اخى و اختى او اصدقائى و احيانآ اشعر انى مع ابى و امى
رزقهم الله الذرية الصالحة التى تقر اعينهما
كما قر قلبهما بالعمرة كما كانا يتمنيان .. فأنعم الله عليهما بها فى أجازتنا الأخيرة و التى قضيتها مع أمى و أبى .
و سيظل دعاء يونس عليه السلام" لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين " يتردد على لسانى فيا له من دعاء جميل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له. 
حقآ دعاء يشعرنى بالراحة و احسه وطن لى فى الغربة و كلما اشتد بى الكرب كنت اردده و سرعان ما يستجيب سبحانه
الحمد لله على كل ما وصلت إليه و الحمد لله على نعمة البصر و الحركة اللتين اعطيانى القدرة على كتابة هذة الكلمات
تغلق دعاء دفتر مذاكراتها و اذا بعمها أحمد يتصل بها
دعاء : ايوة يا عمو
احمد : تعالى على الشقة يا حبيبة عمو
و تذهب دعاء للشقة المقابلة و يفتح لها عمها
احمد : اتفضلى يا دعاء
تدخل دعاء شقة عمها- و التى أثاثها على الطراز التركى البسيط فرغم بساطة المكان الا أنه كان نفيس بذكر الله الذى لا ينقطع فيه - و تجد زوجة عمها تبتسم لها
احمد : فى عريس جاى النهاردة ابن زميلى فى الشغل اسمه بلال عنده ٢٧ و مصرى
اقعدى معانا النهاردة عشان تساعدك جويرية لغاية ما يجى
دعاء بخجل و ارتباك : حاضر . هجيب حاجة من شقتى و جاية
تذهب دعاء الى شقتها و تترك احمد و جويرية فى شقتهما
جويرية : احمد مش هتشوفلك عروسة ؟
احمد : يو يا جويرية تانى
قلت لك مش هتجوز عليكى
جويرية : احمد دى فطرة طبيعية اكيد كل راجل نفسه يبقى اب و انا مش هحرمك من الشعور ده و تتباع بحسرة : كفايا انى متتدهولكش
احمد انا مش هستنى اليوم اللى هتتجوز فيه من ورايا عشان ما تجرحش مشاعرى
احمد : استنيه براحتك مش هيجى
...
بعد صلاة العشاء تستعد دعاء للرؤية الشرعية و ترتدى فستان فضفاض و طرحة طويلة
و تجلس فى الغرفة منتظرة مجئ العريس
و فجأة يأتى على بالها يونس اولسوى
تغمض دعاء عينها و تقول فى نفسها : لأ يا دعاء الا اليوم ده
اليوم ده احتمال يكون بداية لحياة جديدة مش عايزة افتكر يونس فى اليوم ده
تطرق جويرية باب الغرفة التى تتواجد فيها دعاء
تفتح دعاء عيناها و تقول : ادخل
و اذا بجويرية تدخل و تقول : جه يا دعاء حضرى نفسك .
تنهض دعاء من مكانها من التوتر و تقف بجانبها زوجة عمها لتشاركها ذلك الوقت.
بعد عدة دقائق يدخل احمد :يا بنات يلا. تعالى يا دعاء
تخرج دعاء لمقابلة العريس و تجلس على استحياء على الصالون
احمد : طيب هقعد انا و جويرية فى الصالون جنبكوا لو احتاجتى حاجة يا دعاء نادى عليا .
يجلس احمد و جويرية فى جزء اخر من الصالة حيث يرى دعاء و بلال دون ان يسمعهما
بلال مبتدئ الكلام : اهلآ ازيك يا دعاء
دعاء بخجل: الحمد لله
بلال : هكلمك عنى شوية : انا بلال معتز عندى ٢٧ سنة محاسب و شغال فى مجال السياحة هنا فى اسطنبول
و يكمل حديثه : كلمينى عنك بقى
دعاء : انا خريجة السن و هنا فى اسطنبول عشان منحة دراسية
و تتابع : ايه نظرتك للزواج ؟
بلال : فطرة و عشان اخلف و استقر و اكون بيت
دعاء مبدية على وجهها بعض الراحة : تمام
بلال و انتى ؟
دعاء : نفس نظرتك الى جانب عشان اخلف اولاد يكونوا عباد صالحين
بلال : عظيم ، انتى منتقبة من امتى ؟
دعاء : من حوالى سنتين
بلال : مبتفكريش تقلعى النقاب ؟ طب مقتنعة بيه ؟
دعاء : ليه ؟ طالما لابساه يبقى مقتنعة بيه طبعآ
بلال : اصل انا الصراحة شايفه اخفاء للهوية و مش بقتنع بيه كفايا ان مراتى تكون محجبة
دعاء : اه يعنى قصدك لو كملنا يبقى اقلع النقاب ؟
بلال : يعنى يفضل
بعد مرور نصف ساعة يرحل بلال و يودعه احمد
بعد ذلك يأتى احمد ليسأل دعاء عن رأيها في بلال
دعاء بعدم رضا: ده عايزنى اقلع النقاب .
احمد : غريبة طب مقالش ليه قبل ما يجى انه مش موافق على النقاب .
دعاء : مش عارفة و الله يا عمى ممكن يكون حب يعرض عليا الفكرة على اساس ان ممكن انا اوافق و انت لأ
احمد : طيب يا دعاء معلش خليتك تقعدى من غير نقاب و تحضرى نفسك على الفاضى
دعاء : مش مشكلة يا عمى حصل خير مالكش ذنب طبعآ .
. ......
يأتى الليل و فى التهجد و فى شقة أحمد و جويرية
تقف جويرية تصلى قيام الليل و تسجد. و تدعو الله قائلة : يارب ارزقنى الذرية الصالحة عاجلآ و غير اجلآ
اللهم انك ملجأى و ملاذى و ليس لى سواك
اللهم ارزقنى بالبنين و البنات اللهم قر عينى و عين زوجى أحمد برؤية ابنائنا
اللهم انك تعلم مدى شوقى لأصبح أم فاللهم قر قلبى بالذرية الصالحة التى تعبدك
تنهى جويرية صلاتها و تجلس تستغفر حتى أذن الفجر فقد استغفرت ألف مرة
تشعر جويرية بالراحة بعض الشئ و تذهب لأيقاظ احمد لكى يصلى الفجر فى الجامع كعادته .

دعاء يونس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن