الفصل الواحد و عشرون

508 36 0
                                    

مساء يوم الجمعة حيث تقام عقيقة الأولاد فى شقة والد أحمد و محمود حيث تجتمع كل العائلة محمود و نيرة و دعاء و يونس و الأقارب
دعاء : مبارك يا عمو . يارب يكونوا ذرية صالحة
احمد : بارك الله فيكى يا دعائى
دعاء مقدمة له هديته الكوفيه التى صنعتها بيدها : اتفضل حاجة بسيطة بس عملتها بكل حب
أحمد بفرحة : يا حبيبة عمو . جميلة . باين عليها جدآ إنها معمولة بحب
بارك الله فيكى يا بنتى الأولى
محمود : يلا يا شيخ يونس انت اللى هتأم المصلين زى ما اتفقنا يلا
يتجمع الرجال لصلاة المغرب و يأمهم يونس بصوته العذب الذى يجبر جميع المصلين على الخشوع اثناء سماع القرآن بصوته
تنتهى صلاة المغرب و يقضى الجميع الوقت فى فرحة لتجمعهم فى حدث جميل كهذا
فالجميع كان ينتظر خبر ولادة جويرية بلهفة ليطمئن عليها و على اولادها
.........
يجلس دعاء و يونس فى منزلهما كعادتهما
كل منهما يتتاول كوب الشاى التركى المفضل لهما
و يتصفح يونس الانترنت ليجد رسالة من أحد
يقال فيها : السلام عليكم يا استاذ يونس
يكتب يونس ردآ عليه : و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته . مين ؟
المرسل : انا المخرج حسام شاكر
حبيت اعرض على حضرتك عرض
فى مسرحية دينية هتبقى زى اللى حضرتك حضرتها و اتمنى لو تشارك فى تمثيلها
يونس : لا لا موضوع التمثيل ده قفلته من زمان للأسف مش هقبل عرضك
حسام : طيب فكر بس يا استاذ يونس . حضرتك عندك شعبية كبيرة فى مصر و الناس بتحبك و رجوعك فى عمل زى كده الناس هتعجب بالفكرة و هيبتدى الناس تفكر فى الدراما النظيفة و تبعد عن العرى
انت هتفضل زى ما انت بتدعو للخير
فكر و معاك وقتك و فى غداء عمل بكره الساعة ٥ فى المطعم بتاعى هبعت لك عنوانه هنتجمع فيه كمخرجين و ممثلين
يونس : هفكر
دعاء : ملاحظة انك بتكتب على الشات بتكلم مين يا حبيبى ؟
يونس : لا لا و لا حاجة ده حد بيسأل فى فتوى
يشعر يونس بالندم لأنه كذب فما كان يكذب ابدآ بعد توبته . ماذا حدث ؟
يدخل يونس و دعاء للنوم
و يظل يونس يفكر فى عرض حسام شاكر طيلة الليل
...
فى الصباح
يقف يونس فى الحمام يهذب لحيته حتى قل طولها بعض الشئ
تدخل دعاء و على وجهها بعض الصدمة : خير يا يونس ؟! قصرت لحيتك ليه ؟!
يونس : لا عادى حبيت اقصرها بس
دعاء : طيب
يمد يده يونس ليشرب كوبآ من الماء
دعاء : يونس النهاردة الاتنين ! احنا صايمين !
يونس : اه صح . نسيت
بالطبع لم ينس يونس ان اليوم الاثنين و انه يصوم الاثنين و الخميس و لكن لكى يحضر الغداء الذى داعاه عليه حسام شاكر الساعة ٥ بينما يؤذن المغرب الساعة ٦ !
و تقصيره للحيته لم يكن بدون سبب فقد خشى ان يكون منظر لحيته منفر للمخرجين و الممثلين !!
فأصبح يونس يقدم رضا الناس على رضا رب الناس فماذا بعد ؟
و نسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عليه الناس ) !!!!!
.....
يخرج كل من دعاء و يونس لعملهما
يجلس يونس فى عمله متردد ايذهب للغداء ام لا !
تأتى الساعة الخامسة ينهض يونس مسرعآ و يخرج من مكان عمله و يتجه لذالك المطعم
يدخل يونس ليجد حسام شاكر يقول له : استاذ يونس افتكرتك مش جاى
يونس بابتسامة مضطربة : معلش اتأخرت
حسام : مش مشكلة اتفضل اقعد
احنا بنتكلم على ازاى ممكن نعمل افلام و مسلسلات و مسرحيات تكون هادفة و مفيهاش تجاوزات اخلاقية و ازاى نقدر نبنى جيل واعى و خلوق
يجلس يونس و يتبادل معهم اطراف الحديث و لكن عندما يسكت يشرد ذهنه بعيدآ اثناء حديثهم .
ينتهى الغداء ليجد يونس الساعة السابعة لينهض مفزوعآ و يقول : المغرب !!
العشاء هيأذن انا لازم امشى عشان الحق اصليه !
بعد اذنكوا . سلام
يخرج يونس مسرعآ من المطعم ليذهب الى اقرب مسجد و يصلى صلاة المغرب و لكن عندما ينهيها يشعر بتأنيب ضمير لأنه ما كان ليصلى المغرب بعد ظهور الليل و ما كان ليؤخر أى صلاة .
يعود يونس للمنزل ليجد دعاء تقوم بطهى الطعام
و تقول له : ازيك يا يونس ؟ اتأخرت النهاردة
يونس: معلش الشغل كان كتير النهاردة
و للمرة الثانية يكذب الداعية يونس !
....
تتصفح دعاء الانترنت بجانب يونس
لتقول دعاء مفزوعة و مصدومة ايه ده يا يونس ؟
يونس : خير يا حبيبتى
تعطى دعاء الهاتف ليونس ليجد صوره فى المطعم مع الممثلين و المخرجين .
يصفر وجه يونس و يحاول ايجاد رد ليقول لها : انا كنت ببين لهم سوء عملهم و ان هما بيشيلوا اوزار الناس اللى بتشوف اعمالهم . انتى نسيتى ان انا داعية يا دعاء ؟!
دعاء و على وجهها علامات الحسرة : شكلك انت اللى نسيت يا يونس !
يونس : انتى بتقولى ايه ؟ مسمحلكيش تتكلمى بالأسلوب ده معايا !
دعاء بغضب : طيب يا يونس و تذهب من امامه .
.............
تصل رسالة ليونس من حسام يقوله فيها : استاذ يونس العرض اتغير . مش هتبقى مسرحية هيبقى فيلم ؟ ايه رأيك ؟ و طبعآ كده هيبقى فى تدخل نسائى فى العمل بس بحدود شرعية زى ما اتكلمنا امبارح .
يفكر يونس فى العرض و تدنو له ايام شهرته و مجده و هوايته التى دفنها ليرد علي رسالة حسام : موافق !
حسام : كويس جدآ . حقيقى سعيد أنى هشتغل مع حضرتك . بس فى طلب
مطلوب فى الدور أنك تكون حالق لحيتك لأن الدور عن شاب مش ملتزم و اثناء الاحداث بيلتزم دينيآ
فتصوير الجزء الاول من الاحداث هيتطلب انك تحلق لحيتك بس طبعآ بعدها تقدر تربيها تانى
يفكر يونس فى طلب حسام و يشعر بغصة فى قلبه و لكن شيطانه يجعله يرد مرة أخرى بكلمة : موافق
.....................
يأتى اليوم التالى و يعود يونس من عمله مبكرآ قبل مجئ دعاء من عملها
يجلس يونس فى غرفته و يفكر قليلآ و على وجهه علامات الحيرة و ثم يقف و يتجه للحمام و يقف أمام المرآة و يتحسس لحيته و ثم يمسك ماكينة الحلاقة و يبدة فى حلق لحيته
و كان يشعر يونس إنه يقوم بتقطيع اجزاء جسده و ليس يحلق لحيته
فكأن قلبه كان يقول له : كيف تضحى بسنة نبيك مقابل متاع الغرور ؟! . كيف و انت تعلم انه لن يكون التنازل الوحيد
ينتهى يونس من حلاقة لحيته و ثم يخرج من الحمام و تقع عينه على اللوحة الموجودة على الحائط إنها اللوحة التى حرص أن تكون موجودة فى بيته أمام عيونه دائمآ أنها ذات اللوحة التى كانت سببآ فى توبته
إنها اللوحة التى كانت فى بيت جده و عليها دعاء يونس ( لا أله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين )
فقد قام بتصليحها و وضعها فى أطار زجاجى
ينظر إليها يونس و يشعر بنفس الشعور الذى كان فى قلبه قبل أن يتوب الله عليه .. شعور الأكتئاب و الحزن
و شعر و كأنه ينظر للوحة للمرة الأولى .
تأتى دعاء من العمل و ترفع النقاب و تنادى على يونس و هى تمشى فى الشقة و تقول : يونس يونس انت جيت ؟ حذائك على الباب
لتجد يونس حليق اللحية تنصدم دعاء و تضع يدها على فمها و تقول ليه كده يا يونس ليه كده ؟!!!
كنت حاسة فى حاجة مش طبيعية .
ان لله و ان اليه راجعون.
ليه كده ؟!!
يعطى يونس دعاء الهاتف ليجعلها تقرأ رسائل المخرج حسام تتناول دعاء الهاتف و هى فى صدمة مما فعله يونس
تقرأ دعاء الرسائل و تمتلئ عيناها بالدموع و تقول : كنت حاسة . انا قلت لك يا يونس ابعد عن كل القرف ده مسرحية ايه بس اللى تروحها
الغلط بيجر ألف غلط وراه
ليه كده ؟
ممكن اعرف عيناك فيها دموع ليه ؟ مش انت اللى اخترت
يمسح يونس دموعه و يقول : على فكرة انا مش باخد رأيك انا بقولك .
دعاء : لا لا يا يونس يا أما البيت يا أما الرجوع للتمثيل
يونس : انا مش ههد بيتى يا دعاء انتى نسيتى ان انتى حامل
دعاء : لتانى مرة بقولك انت اللى نسيت يا يونس
انت نسيت ان انا وافقت اتجوز الداعية و مقرئ القرآن يونس محمد على مش الممثل يونس اولسوى !
انا مش هقبل اولادى يكون ابوهم ممثل !
يونس : على العموم انا عندى سفرية الاسبوع الجاى . هقضى فيها ٤ أشهر . السفرية طويلة شوية المرة دى . لما أرجع نبقى نتكلم فى الموضوع ده
طيب لما هى كمان ٤ اشهر حلقت لحيتك ليه يا شيخ ؟!
و لا خلاص مبقتش لايقة على ممثل
أتق الله يا يونس أنا حامل ممكن ربنا ينتقم منك فيا انا و ابنك
انت مسافر يا عالم ممكن متشوفناش تانى يا بموتك با بموتنا ليه كده ؟
تمتلئ عيون يونس بالدموع و يذهب من أمام دعاء
تجلس دعاء و تبكى كثيرآ بحرقة و ثم تمسح دموعها و تتصل بعمها أحمد لكى تخبره بما حدث و تستشيره

دعاء يونس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن